ميلاد عمر المزوغي

العراق وسوريا: الطائفية والفساد طريق إلى التفكك

غزة دمرت ,قتل سكانها الامنين ,ارتقى شرفاؤها شهداء, ابادة جماعية باعتراف الامين العام للأمم المتحدة(غوتيريش) بينما يتحاشى(يخاف) بعض الحكام العرب قول ذلك(شعوبنا تراقب فقط فهي محاربة في قوت يومها وليس بإمكانها الحديث). المقاومون مستميتون والقتال من المسافة صفر, يدركون انهم ميتون, ولكن أ ليس الموت دفاعا عن الوطن والعرض اشرف مائة مرة من حياة الذل والخنوع ؟ 

حزب الله ومنذ اليوم التالي لطوفان الاقصى ساند غزة بما يملك, قدم الشهداء على طريق القدس, طال الدمار بيئته  الحاضنة لكنه لم يرضخ, فقد الصف الاول من قيادته,لم يتوقف ,انهك الاعداء وطالبوا بوقف اطلاق النار, قبل الحزب على مضض لأنه جزء من دولة ولم يكن كل الدولة, الفصائل العراقية المقاومة استشعرت دولتها الخطر, ولأنها تتبع الدولة الرسمية,توقفت عن دور الاسناد,فحكام بغداد لهم حساباتهم, منهم من يتبع ايران ومنهم من يتبع امريكا, دولة محكومة براسين او اكثر ليس بمقدورها ان تفعل شيئا, ولا يزال الامريكان موجودون بالبلد رغم خروج البلد من الفصل السابع, بحجة عدم قدرة الحكومة على مواجهة تنظيم داعش وهم يدركون جيدا ان امريكا هي من انشاته ودربته وامدته بمختلف انواع الاسلحة,ليتخذه الحكام شماعة للإبقاء على القواعد والقوات الامريكية.

سوريا الجديدة او الحديثة على نهج العراق الذي لم يتقدم قيد انملة نحو بناء الوطن وتحقيق الامن والاستقرار, رغم ايرادات النفط الهائلة, والسبب هو المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية, في الحكم ,الفاسدون كثّر ولم تتم محاسبة أي منهم,والانكى من ذلك نرى بعض الاصوات العراقية تخشى ان تنتقل اليها عدوى دمشق الحديثة, عجبي.

سؤال بسيط جدا لهؤلاء المنادين بالقطرية , من وضع الحدود الحالية التي وللأسف نعترف بها نحن ومتشبثون بها؟ أ ليسوا الاجانب ؟ أ لم نكن دولة واحدة قبل سايكس بيكو؟ او لنقل أ ليس الافضل ان يكون هناك تجمعات سكانية(دولة) من اجل البقاء؟ بمعنى ان تكون بلاد الشام مجتمعة دولة واحدة بغض النظر عن الدين او العرق, هناك تكون الامكانيات متاحة اكثر وبالإمكان الاعتماد على النفس, وهكذا بقية المناطق التي يمكن ان نطلق عليها عربية الثقافة لا عربية العرق ؟ الدولة الوطنية او بالأحرى الدولة القطرية لن تبني وطنا في ظل المصالح الدولية العابرة للحدود ,متى نفهم ونعي جيدا ان الغرب الاستعماري والفرنجة بصفة عامة يريدون تمزيق (العروبة مهد الحضارة الاسلامية)؟ عندها فقط نستطيع ان نبني وطنا او لنقل اوطانا متراصة تعمل لصالح رعاياها ويكون لها شان وتحترم من قبل الغير .

للأسف الشديد المناداة بالدولة القطرية منتشرة في ربوع وطننا العربي الكبير,ولكن من يضمن لهؤلاء الانعزاليون ان تبقى دولهم الرسمية الحالية مستقلة موحدة ,أ لم تبدأ البوادر بشان تفكك دولنا الى دويلات او قل الى محميات منذ غزو العراق الذي وان كان موحدا ظاهريا الا انه مفكك واقعيا اكراد في الشمال لهم دولتهم شبه المستقلة وحصتهم من النفط ودستورهم, الشيعة يحكمون البلد بحجة انهم الاغلبية ,السنة يشعرون بالغبن وتلقى عليهم لائمة تصرفات البعث, لذلك فهم يتمنون كما الاكراد تكوين كيان سياسي لهم علهم يجدون به الامان.

سوريا ذاهبة الى التقسيم على غرار العراق,ربما خمسة دويلات, ليبيا ايضا في افضل الاحوال الى دولتين وان انتقلت العدوى الى دول الخليج فقد تنقسم السعودية الى اربع, ناهيك اليمن, ومصر ,والجزائر والمغرب.ولبنان,فعن اية دولة قطرية تتحدثون ايها السادة الميامين؟