ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الاردن .. والخلايا الارهابية
الاردن يكتشف مجموعة ارهابية تقوم بتصنيع الدرون والقذائف الصاروخية ويلصق التهمة بجماعة الاخوان التي تحظى بقبول جماهيري واسع بالأردن كما ان لها تمثيل بالبرلمان, ويرى مراقبون ان ذلك يأتي في اطار الصراع بين السلطة التي تصنف نفسها بانها معتدلة والجماعة الاسلامية (الاخوان ) والعمل على الزج بقادة الجماعة في السجون وربما حظرها.
ترى لماذا يلجأ مثل هؤلاء البسطاء الى الاتجاه نحو التصنيع الحربي؟ لاحظنا اتجاه جماعة حزب الله اللبناني الى ذلك وكذا حركة حماس والجهاد وغيرهما كما الحال بالنسبة لبعض الفصائل العراقية واخيرا وليس اخرا جماعة انصار الله اليمنية. بالنسبة لحزب الله حاضنته الشعبية بالجنوب التي كانت مسرحا لعمليات الصهاينة يدخلونها متى شاءوا ويعمدون الى قتل وتشريد ابناء المنطقة وهدم منازلهم بينما الدولة المركزية لم تفعل لهم شيئا, والجيش اللبناني الرسمي عليه فيتو امريكي وغربي بعدم التسلح ,وصل الامر بالصهاينة الى اجتياح الجنوب كاملا حتى العاصمة بيروت بمعنى نصف البلد تم احتلاله العام 1982 ,اذن كان لزاما على سكان الجنوب ان يشكلوا جسما مسلحا للذود عن الارض وتحريرها وهكذا كان الامر ,تم تحرير غالبية الاراضي اللبنانية, ولم تتبقى الا بعض المناطق الحدودية لكن الدولة الرسمية لم تستطع اخراج الصهاينة بالطرق الدبلوماسية الى الان.
بالنسبة للعراق الرسمي فانه شكّل او لنقل بارك التشكيلات المسلحة لمجابة داعش( حيث استولت على القاطع الشمالي من العراق في بضعة ايام) التي لا يمكن مجابتها بجيش نظامي وكان لتلك الفصائل المسلحة دحر داعش وتحرير الارض,اما بالنسبة للحوثيين فانهم وجدوا انفسهم مضطرين الى حمل السلاح لان الغرب وبعض اتباعه من الاعراب ارادوا احتلال اليمن وبث روح الفتنة بين مكوناته وجعله دولة فوضوية .
نعود الى سؤالنا لماذا تلجأ مثل هذه الحركات في وطننا العربي الى التسليح؟ الصهاينة يغتصبون فلسطين لما يقرب من الثمانية عقود ويقيمون المستدمرات بالضفة الغربية المعترف بها دوليا على انها اراضي فلسطينية اضافة الى قطاع غزة الذي معظم سكانه هجّروا من فلسطين التاريخية او لنقل عرب 48 فتجمعوا على هيئة مخيمات ,فالقطاع غير قابل للعيش لان معظم ارضه غير قابلة للزراعة ولكن الفلسطينيين اجبروا على النزوح اليه ورغم ذلك لم يتحرر الا بكفاح ابنائه قبل حوالي العقدين من الزمن, ولكنه محاصر من قبل الصهاينة والشقيقة مصر فلا تدخلوه السلع الغذائية الا بشق الانفس عبر الانفاق اما المعابر مع الكيان المحتل فكانت كثيرا ما تغلق امعانا في اذلال سكان القطاع ,ما استوجب على سكان القطاع تشكيل حركات مقاومة لسلطات الاحتلال.
النظام الرسمي العربي ينفق مليارات الدولارات على التسليح ويقول حكامنا بان القضية الفلسطينية هي قضيتهم المركزية , خاضوا حربان لا ثالثة لهما 67 و73 ومن ثم بدأ ظاهريا مسلسل الخنوع للصهاينة ومن ثم التطبيع أي اقامت علاقات مع الكيان المغتصب لفلسطين المشرد لأهلها الممعن في قتلهم, بل وتهجيرهم الى بلدان اخرى وهذا ما افصح عنه ترامب.
ترى ما فائدة هذا الكم الهائل من الاسلحة بمختلف انواعها لدى انظمتنا الرسمية؟ هل هي لحفظ عروشهم؟ بعض البلدان بها قواعد اجنبية لحفظ عروشها, إذن الهدف من تكديس السلاح هو لجعل المصانع الامريكية والغربية تشتغل لتقوية اقتصادية الدول الغربية وامريكا وخفض نسب البطالة بها.
التقنيات الحديثة اصبح بمقدور الافراد التعامل معها ومنها الصناعات الحربية وهي بسيطة التكلفة مكوناتها موجودة بالأسواق العالمية ,فلماذا لا تعهد هذه الدول الى خبرائها وهم كثّر بالقيام بالصناعات الحربية صواريخ وطيران مسيّر بدلا من شراء بأغلى الاثمان؟ ومن ثم الاحتفاظ بالأموال وتوجيهها نحو مشاريع تنموية تعود بالنفع على الشعب, وحفظ الكيان الوطني واستعمال مثل هذه الاسلحة ضد العدو او التلويح باستخدامها في حال عدم اعطاء الشعب الفلسطيني حقه وتقرير مصيره فوق الارض المعترف له بها دوليا وبذلك تنتهي المأساة.
أ ليس من حق كل وطني غيور وفي ظل عجز النظام العربي الرسمي ان يلجأ الى صناعة الاسلحة, لاسترداد الارض المغتصبة وحماية الوطن من تهور بعض الحكام الاجانب وبالأخص ترامب ,ا ليس من العار ان يقتل ويهجر الفلسطينيين وتدمر مساكنهم فوق رؤوسهم ويساقون كالأغنام من جهة الى اخرى ثم تلقى عليهم القنابل الحارقة والصواريخ في ابشع حرب ابادة .
جلالة الملك عبد الله, يشاهد من شرفة قصره مآسي سكان القدس والضفة, وبقية الزعماء العرب قنواتهم الفضائية لها مراسلين بالضفة والقطاع وتنقل لهم وعلى الهواء مباشرة الاحداث الدامية وهؤلاء المراسلين كما قنواتهم الفضائية ممنوع عليهم ذكر كلمة الصهاينة بل اسرائيل والا اعتبروا معادين للسامية وجب تنحيتهم .
اخوتنا الشيعة يعتبون على قادتهم بنصرة فلسطين ويقولون بان السنة في مجملهم متخاذلون عن نصرتها, أقول التفرقة بين المذاهب الاسلامية مطلب العدو, وهو(العدو) بالأساس ينظر الى كافة المذاهب والطوائف نظرة احتقار, يريدهم ان يصفوا بعضهم ومن ثم يقوم هو بتصفية من تبقّى منهم, أي لا احد سيسلم من العدو ان لم يتوحد الجميع ويهزمونه.
تحرير المناطق المقدسة في عهدة كل عربي مسلم ,نصرة المظلوم واجب ديني, ما لم تحل القضية الفلسطينية سلميا اقله وفق القرارات الدولية, فان المنطقة مقدمة على حروب طويلة الاجل ,فالشرفاء من ابناء الامة وقد اصبحت التقنية الحديثة بين ايديهم, لن يرضوا بالدنية في دينهم ويقتّل اخوانهم بدم بارد.