ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

ليبيا.... الانتخابات المؤجلة, الأمل المفقود

اعمال عنف في غرب البلاد, فوضى عارمة بسبب الكم الهائل من عدد الميليشيات المشرعنة والتي يحاول الدبيبة استمالتها بإغداف الاموال عليها واخرى اعلنت عدم انصياعها له لأنها لا تتبعه بالأساس, لذلك رأى بانه لزاما عليه انهائها من خلال الهجوم عليها.

اغتيال الدبيبة لرئيس جهاز الدعم والاستقرار الذي لا يتبعه اداريا ,لم يحقق له ما كان يصبوا اليه ,ربما استطاع بتلك الجريمة ان يحد من فاعليه الجهاز وخلخلة اركانه,لكن المنفي الذي يتبعه الجهاز كلف شخص اخر بتولي رئاسته, وبدات الحياة تدب فيه من جديد ويفرض قوته ويعلن تحالفه مع الخارجين عن طوع الدبيبة.

البلد اصبح يقاد بميليشيات واصحاب رؤوس اموال,في الغرب الليبي تتقاسم مدينتا الثورة  (مصراته والزنتان)السلطة, الدبيبة مدعوما بعائلته تتبعه تشكيلات مسلحة يتم الانفاق عليها من المال العام, تتلقى اوامرها منه عند الحاجة,الدبيبة عمل ومنذ وصوله الى الحكم الى شراء ذمم بعض اعضاء مجلس النواب الذي اقاله, لئلا يكون له تأثيرا عليه في المستقبل ,لذلك لا حظنا استقالة بعض النواب وقام الدبيبة بتعيينهم بالسفارات بالخارج, وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة.. الطرابلسي يراس شقيقة المسمى بالفراولة جهاز الامن العام ,وهذا الجهاز يمعن في السرقة وترويح الناس,ما يجعله مكروها في البيئة التي يتواجد بها, غرب البلاد يعيش ازمة مفتعلة خانقة ,شح السيولة والطوابير الطويلة على الوقود وانقطاع الكهرباء لساعات طوال رغم الانفاق الهائل من الخزينة العامة على القطاع, عدم استقرار, عمليات خطف وقتل متعمد.

في شرق الوطن استطاع حفتر(القائد العام للقوات المسلحة) ان يبني لنفسه جيشا قويا يفرض به سلطته على شرق الوطن وجنوبه,ويقوم مؤخرا بتكليف ابنه نائبا له(المفروض ان يتم التكليف من خلال القائد الاعلى للجيش اما عقيلة صالح او المجلس الرئاسي مجتمعا), ما يجعل المؤسسة العسكرية وراثية وهذا امر مستهجن.

الامم المتحدة لم تتدخل سريعا لحسم الموقف في البلاد, حيث ان جميع الاجسام الحالية منتهية الصلاحية, بل تتلكأ,ما يزيد في استفحال الازمة...تغيير الحكومة الحالية الفاسدة يعتبر خطوة نحو انفراج الازمة, ولكن لا شيء يلوح في الافق, وعلى افتراض تغيير الحكومة وقيام انتخابات تشريعية ورئاسية,هل سيذعن الدبيبة وشركائه وحفتر وابنائه على التسليم بنتائجها؟ الامر مرهون بإرادة القوى الدولية والاقليمية التي تدعم الاطراف المحلية لتحقيق صالحها(قواعد وقوات اجنبية منتشرة في ربوع البلاد), لكننا نرى ان هذه القوى الخارجية ليست مستعجله الحل الى ان تطمئن الى تحقيق مصالحها واخذ نصيبها من الكعكة الليبية, وكأنهم لم يكتفوا بما حققوه من ارباح عبر عملائهم طوال السنوات الماضية, الشعب الليبي يعاني قساوة العيش والاذلال والتحقير. اطراف الصراع تشتري مختلف انواع الاسلحة على مرأى ومسمع من الامم المتحدة رغم وجود قرار اممي بمنع تزويد ليبيا بالسلاح!, ما يجعل الامم المتحدة مشاركة في الجرائم بليبيا. القرارات (الاستنابات) الاممية بشان معاقبة مجرمي الحرب لم تجد طريقها للتنفيذ,ما جعل اعداد المجرمين وضحاياهم في تزايد ملحوظ. 

الميليشيات في كافة انحاء البلاد تفرض اتاوات وضرائب ورسوم على المؤسسات الخدمية والانتاجية الخاص منها والعام,وهذا كله بعلم الحكومة والنائب العام ,واضطر بعضها وقف العمل. 

لا نرى في الأفق القريب, قيام انتخابات تخرج البلاد من ازماتها المفتعلة, بمعنى ان الانتخابات اصبحت وهم يعلق عليها الشعب الليبي آماله, والى ان تجرى الانتخابات (المؤجلة)فان الليبيين يُحكمون بالحديد والنار والجوع والتهميش, ما نلاحظه ان البلد وان يبدو متحدا ظاهريا الا انه في حقيقة الامر ليس كذلك, بل منقسما وينتظر الترسيم على غرار السودان او الصومال.

ميلا عمر المزوغي