ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
بيترو...جيفارا يبعث من جديد في كولومبيا
من امريكا اللاتينية ,خرجت بعض حركات التحرر لأجل استقلال دولها من المستعمر الاوروبي البغيض ,قاد هذه الحركات اناس تخطوا المكان لم يضعوا سقفا للزمان, لكنهم آلوا على انفسهم انهم لن يدعوا الاعداء يهنؤون بالقارة ,فمن لم يعد الى القارة العجوز على ظهر البواخر احياءا,فان جثاميهم ستبقى عرضة للسباع واكلة لحوم البشر, وخشاش الارض.انجبت الفارة العديد من الابطال منهم جيفارا وكاسترو, سيمون بوليفار, وخوسيه دي سان مارتن, هيدالغو, وحديثا رجال اوفياء للقيم والمبادئ الانسانية التي تنتهك على ايدي من تدعي زورا حرصها على صون حقوق الانسان وحقه في العيش الكريم امريكا الفاشية وبعض الدول الغربية, راعهم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من بطش وتنكيل بشعب اعزل محاصر على مدى عقود ,مستهدف في قوت يومه, بل في وجوده فوق ارضه التاريخية, من هؤلاء الشجعان رئيس البرازيل لولا دي سيلفا, والكولومبي غوستافو بيترو الذي صدح في خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتاريخ 27 سبتمبر 2025 ،بالحق معبرا عن همجية الصهاينة وداعميهم من الغرب وبالأخص امريكا بزعامة رئيسها الحالي ترامب, حين دعا دول العالم إلى "توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين".
استغل بيترو فرصة تواجده بارض من تدعي زعامة العالم الحر, وتقيم على ارضها تمثال الحرية, لقد كان صوت الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، مزلزلا يهد عرش البيت الابيض وليس مجرد صغب عابر في أروقة الأمم المتحدة؛ صوته هزّ اركان المتشدقين بالحرية والكرامة. كان دونالد ترامب لم يتمالك نفسه من هول ما سمع, وتأثير ذلك على الشارع الامريكي الذي افاق بعد سنوات من التجهيل والتغفيل. لم يحتمل ترامب كلمات بيترو التي شقت طريقها الى جموع الشعب الامريكي مباشرة, وهي تدين التواطؤ الامبريالي الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الذي يرضخ تحت نير الصهاينة الاتون من كل بقاع الارض ليعيثوا في فلسطين فسادا ,ينكلون باهلها. دافع بقوة غير مسبوقة عن فلسطين.
سيد البيت الابيض يراقب عن كثب تحركات بيترو ،. شعر في قرارة نفسه ان بيترو سيهز عرشه ويؤلّب عليه الجماهير وابنائهم المنخرطين في الجيش الامريكي بمختلف فروعه الداعي صراحةً الجنود الأمريكيين إلى "عصيان أوامر الحرب الظالمة" والوقوف إلى جانب الإنسانية، لم يعد الأمر لدى ترامب مجرد خلاف سياسي. بل تحد له.
صدرت الاوامر بإلغاء تأشيرة بيترو على عجل. أن يغادر نيويورك فورًا. أما الوصف الذي أطلقه عليه ترامب فكان قاسيًا ومباشرًا: "المتهوّر والمحرض". أصدرت الخارجية الأمريكية بيانًا رسميًا اتهمت فيه بيترو صراحة بأنه "دعا جنودها إلى عصيان الأوامر وحرّض على العنف"، مؤكدةً على أن تصريحاته "تتجاوز حدود حرية التعبير الدبلوماسية".
قبل توجهه الى المطار للمغادرة, توجه إلى التجمعات الشعبية الحاشدة الداعمة لفلسطين في نيويورك. وأمام وسائل الاعلام المختلفة التي تنقل أصوات الآلاف من المتظاهرين، أعلن بيترو بصوته القوي قرارًا هزّ عرش الامبريالية, أعلن نفسه أول المتطوعين في "جيش شعبي لتحرير فلسطين". لقد قال بيترو ما لم يجرؤ غيره من الزعماء على قوله، وها هو يربط القول بالفعل.
لقد شكلت الجماهير الغاضبة بالشوارع المختلفة انتصار للكلمة التي لم يتعود البيت الابيض على سماعها في مواجهة السلطة الأقوى، وتحول إلى رمز للشجاعة السياسية غير المألوفة. وبقي صدى خطابه عالقًا في أذن العالم. فلسطين لم تعد وحدها في الميدان بل معها احرار العالم من كافة الاصقاع.
ميلاد عمر المزوغي