ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
جائزة نوبل.. الاولوية للسياسة على حساب السلام
جائزة جعلت لمن يسعى الى نبذ الحروب والعمل على اطفائها واحلال السلام في ربوع العالم ,فكل شيء يمكن تحقيقه بالعقل المتفتح, تجنيبا لدمار البشرية وبالأخص الناس الابرياء العزّل ,حيث هم وقود الحروب القذرة, وكانت النتيجة الملايين ممن فقدوا ارواحهم,ناهيك عن الذين اصبحوا مقعدين غير قادرين على الحركة او الانتاج,وتدمير الممتلكات الباهظة الثمن والتي تستنزف مدخرات الشعوب, إضافة الى النزوح للداخل وتشريد الملايين بالخارج ليعيشوا الغربة ويفتقرون الى ابسط سبل العيش .
فلسطين مهد الحضارات ارتكب في حق شعبها ابشع الاعمال الاجرامية على مر التاريخ, لعل الاكثر تأثيرا على مدى استقلالية شعبها وحقه في العيش فوق ارضه هو وعد بلفور المشؤوم بشان منح وطن لليهود على حساب الشعب الفلسطيني, والذي توج بقرار التقسيم ورغم ذلك لم تفي ما يسمى الامم المتحده بتعهداتها بحل الدولتين بل امعن الصهاينة في قضم الاراضي الفلسطينية بإقامة المستوطنات العشوائية والتي ان استمرت على هذا النهج فإنها ستاتي على كامل التراب الفلسطيني, تختفي الدولة ويعيش الفلسطينيون في الشتات اذلاء معوزين.
منح الجائزة ,اخذ منحى مغاير للأسس التي اوجدتها,الرئيس ترامب الذي ساند بكل ما تملك بلاده من قدرات عسكرية مختلفة الصهاينة في ارتكاب ابشع الجرائم بحق الفلسطينيين وبالأخص قطاع غزة الذي اصبح اثرا بعد عين,مايفوق الستون الفا من القتلى وضعف الرقم من الجرحى اما المباني فأصبحت خرابا, بل سعى ترامب الى اخراج الفلسطينيين من القطاع وجعله منتزها سياحيا وتوزيع الفلسطينيين بين دول العالم .رغم كل هذا يتحدث ترامب عن احقيته بالفوز بالجائزة لأنه وفق رايه ساهم في ايقاف الحروب في اكثر من موقع, وللأسف نجد بعض الحكام العرب يرشحونه لنيل الجائزة لمساهمته الفعالة في كل ما حدث لسكان القطاع!.
لم ينتظر ترامب طويلا فقد منتحت الجائزة لهذا العام لزعيمة المعارضة الفنزويلية المدعومة امريكيا لتقويض نظام الحكم اليساري في فنزويلا, وبالتالي فان فوز ماريا كورينا ماتشادو يعتبر اذلالا للشعب الفنزويلي, وهي التي دعت لتدخل عسكري في بلادها, وهذا الامر قد يزيد من الضغوط الامريكية على الشعب الفنزويلي لكي يغيّر قيادته, والتدخل في شؤونه الداخلية. يقول محللون سياسيون ان اختيار ماتشادو لم يكن بريئا ولا انسانيا كما يروج له ,بل خيارا سياسيا يرضي واشنطن ولا يستفز ما يكفي ترامب ليغضب, لقد استخدمت الادارات الامريكية المتعاقبة ماتشادو اداة لإسقاط مادورو احد رموز التيار المناهض للإدارة الامريكية في امريكا اللاتينية التي تعرف بالحديقة الخلفية لأمريكا.
وقبل الإعلان قال خبراء في شؤون الجائزة إن ترامب لن يفوز بها، لأنه يعمل على تفكيك النظام العالمي الذي تقدره لجنة نوبل. وانتقد البيت الأبيض من جانبه قرار اللجنة منح جائزة السلام لزعيمة المعارضة الفنزويلية بدلا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لجنة جائزة نوبل النرويجية في بيانها قالت بآن ماتشادو فازت بفضل عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية. ترى أي حقوق ديمقراطية وهي تستعين بالأجنبي لتغيير النظام ؟.
جائزة نوبل تخصص للمجرمين وهذه التي تتآمر على بلادها(ماريا)مع واشنطن وتطالب بخصخصة شركة النفط المملوكة للدولة. لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تعطي الأولوية للسياسة على حساب السلام.
ميلاد عمر المزوغي