المالية والنفط تفتحان تحقيقا في فضحية فساد جديدة..
تقرير: أحمد العيسي.. سلاح الإخوان يرفع في وجه عدن
تستمر ازمة انعدام الوقود في مدينة عدن العاصمة، في حين تتوفر في بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، الأمر الذي يؤكد ان حربا خبيثة باتت تمارس ضد الجنوبيين، لكن من بطل تلك الحرب؟
حين بادرنا بالسؤال إلى الحكومة اليمنية، كان الجواب من مصادر رفيعة في قصر معاشيق "إن مورد محترك للنفط في عدن هو المسؤول الأول عن عدم توفر المشتقات في السوق، وظهورها في السوق السوداء بأسعار خيالية.
غير ان مصادر حكومية قالت إن وزارتي (المالية والنفط) فتحتا تحقيقا في "فضحية فساد" كبيرة طرفيها (المورد المحتكر للوقود وشركة مصافي عدن وتتمحور حول "اختفاء الاف الاطنان من الوقود الذي تم شرائه".
وأضافت تلك المصادر "ان كشف لغز اختفاء تلك الاطنان من الوقود سيكشف من يقف خلف "تعذيب الناس" بإخفاء الوقود بعدن والمحافظات ويحقق مكاسب شخصية بالمليارات على حساب الشعب."
واكملت قائلة" ان وزارة المالية والنفط فتحتا تحقيقا في واقعة اختفاء أكثر من 30 ألف طن من الوقود اختفت خلال 6 أشهر مضت بعدن رغم ان الحكومة دفعت قيمتها للجهات المستوردة ."
ومن جهة قال مصدر حكومي " ان لجنة حكومية برئاسة نائب وزير المالية منصور البطاني باشرت تحقيقا في واقعة اختفاء أكثر من 30 ألف طن من الوقود من مادتي الديزل والبترول بينت أعمال مطابقة لسجلات ضخ بين شركة النفط ومصافي عدن خلال ستة أشهر أنها غير مطابقة لما تم شرائه من الحكومة من مشتقات نفطية وإيداعه خزانات شركة مصافي عدن ."
وتقضي عملية الاستيراد بأن تقوم الجهات التي ترسى عليها المناقصات بإن تقوم بتخزين كميات الوقود داخل مصافي عدن التي تمنح هذه الجهات ورقة استلام بالكمية التي يتم تفريغها .
وعقب أشهر من عمليات استلام وتسليم بين الجهات الموردة وبين مصافي عدن أظهرت عمليات مطابقة بين الكميات التي تقول المصافي أنها تسلمتها وبين الكميات التي ضختها لشركة النفط ان كمية تقدر بأكثر من 30 ألف طن اختفت .
ولا يوجد تفسير لعمليات الاختفاء هذه إلا أمرين اثنين اما وان المصافي قامت بالتصرف بهذه الكميات أو ان المسؤولين فيها وقعوا على أوراق استلام لكميات من الوقود مخالفة لما يتم ضخها فعليا إلى خزاناتها.
وأشارت المصادر إلى ان اللجنة الحكومية قررت استدعاء مسئولين في المصافي وشركة النفط وممثلين لجهات الاستيراد لمعرفة مصير هذه الكميات.
ويقوم على توريد الوقود لحكومة الشرعية "تاجر محتكر واحد" متهم بالفساد والافساد للمسؤولين كما ان علاقته بإدارة المصافي تثير الريبة لدى السلطات حيث يقيم كبار مسؤولي المصافي بفلل يملكها التاجر ويتمتعون ببدلات سفر وحواز على حسابه الخاص ويمكن للتحقيق الحكومي ان كان نزيه ان يكشف فضائح اخرى تمثل فيها هذه الفضيحة مفتاحا صغيرا ليس الا.
أحمد العيسي، تؤكد العديد من المصادر السياسية أنه بات سلاح الإخوان في مواجهة الجنوبيين الذين يطالبون بالاستقلال، فتاريخ الرجل حافل بالكثير الفساد، وسلاح فتاك بات يوجه ضد الجنوبيين.
من هو أحمد العيسي؟
أحمد صالح العيسي، رجل الأعمال اليمني البارز، وداعم الرياضة الأول في اليمن، هكذا عرفه اليمنييون، غير أن شهرته في المجال الرياضي هي الأبرز خاصة بعد
تقله منصب رئاسة الإتحاد اليمني العام لكرة القدم.
وأحمد العيسي من مواليد 25 ديسمبر 1970م، مديرية مكيراس التي كانت أنذاك تابعة لمحافظة أبين جنوب البلاد، والتي غادرها صغيراً مع والده وعمه لأسباب
غير مجهولة إلى الحديدة التي كانت مركزاً لبناء مملكته المالية، قبل أن ينخرط في العمل الرياضي .
وفي السطور التالية،
ونشر موقع (اليمن العربي) معلومات عن الملياردير اليمني أحمد صالح العيسي، جاء فيها :"
بداياته مع عالم المال والأعمال :
ويعد أحمد العيسي، من ملوك النفط في اليمن، وتحديداً النقل البحري للمشتقات النفطية بين المؤاني اليمنية، وكانت بدايته مع العمل التجاري في محطة العمري
بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، حيث كان مشرفاً على المحطة التي تعود ملكيتها لعمه ووالده بالشراكة، قبل أن يؤسس شركة عبر البحار، بين عامي 1997
و1998 ويحتكر النقل البحري للمشتقات النفطية برغم عدم إمتلاكه أسطول بحري، ولكن علاقته القوية بمراكز صنع القرار مكنته من ذلك .
ومثلت إنشاء هذه الشركة التي بحسب ما كان يتردد أنها بتمويل شخصيات نافذة في البلاد، إنطلاقة العيسي في عالم المال والأعمال، حيث أعقب هذه الشركة إقامة
مصنع للبلاستيك في محافظة الحديدة، وشارك في العديد من شركات المساهمة، وصولاً إلى الحصول على حق التخزين في منشآة رأس عيسى في محافظة الحديدة
التي تعتبر موطن أعماله، غير أن الإنقلابيين وقبل بضعة أشهر أصدروا حكم من المحكمة التجارية بشأن إنهاء العقد .
دعمه للرياضة
بدأت رحلة العيسي مع الرياضة عقب إنتخابه رئيساً للاتحاد اليمني لكرة القدم، ورئيس مجلس الشرف الأعلى لنادي الهلال، وقد عرف عن أحمد العيسي دعمه الكبير
واللا محدود للرياضة، ووصف بالأب الروحي لنادي الهلال، فمنذ دخوله الهلال، صعد النادي إلى الواجهة ليصبح أحد أبرز وأقوى الأندية اليمنية وأكثرها دعماً خلال
السنوات الماضية بعد أن كان مغموراً ولا يعرفه أبناء مدينة الحديدة أنفسهم! يقدم دعماً كبيراً للهلال بصفة مستمرة، شأنه شأن أندية يمنية أخرى وأنشطة رياضية
متعددة تحظى بذات اهتمام العيسي، في نظر الهلاليين.
واشتهر عن العيسي بالشخصية النادرة غير الملزمة بين رجال أعمال ببرنامج أو طموحات وغير مطالب بتقديم شيء مقابل دعمه للنادي، والسبب هو كل ما قدمه
للنادي وما يزال من دعم مالي وإداري ولوجستي منذ أن بدأ العمل فيه متدرجاً كإداري في بداية شبابه مروراً بعدة مناصب حتى وصوله إلى قمة هرم النادي.
وخلال السنوات الماضية نجح العيسي في استخراج أرضية للنادي بجهوده وعلاقاته الشخصية، ليتم تعويض النادي عن أراضي سابقة لم تمنح له بحسب وعود مرت
عليها عشرات السنين، ويؤكد العيسي في مناسبات عدة طموحه لإقامة وتبني مشروع المقر النموذجي والاستثماري الضخم.
وقد رشح العيسي للمرة الثالثة رئيسا للاتحاد اليمني العام لكرة القدم بعد أن عرف بدعمه اللا محدود للرياضية.
وفي 23 أبريل 2014م أعادت الجمعية العمومية للاتحاد اليمني العام لكرة القدم، انتخاب أحمد صالح العيسى، رئيسا بالتزكية للاتحاد للمرة الثالثة على التوالي،
للفترة الانتخابية 2014 -2018، في ظل خلو المنصب من أي مرشح آخر.
علاقته بالرئيس هادي :
ويرتبط العيسي بعلاقة وثيقة بالرئيس عبدربه منصور هادي، وهذه العلاقة لم تكن وليدة اللحظة، بل يعود تاريخها إلى سنوات ماضية وتحديداً عندما كان الرئيس
هادي، نائباً للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأشيع أنذاك أن الرئيس هادي هو شريك العيسي في شركة عبر البحار المسئولة الأولى عن نقل المشتقات النفطية
بين المواني اليمنية، كما كان حال المخلوع صالح الذي أشيع أيضاً أنه شريك المستثمر توفيق عبدالرحيم المحتكر الأول لنقل المشتقات النفطية برياً
ومع إنقلاب ميليشيا الحوثي وصالح على شرعية الرئيس هادي، إنحاز العيسي إلى صف الشرعية، وسخر أعماله وتجارته لخدمة الشرعية، وكشفت موقع اليمن العربي أن العيسي طالب مؤخراً من الحكومة خلال رئاسة خالد بحاح لها، مبلغ 11 مليار ريال يمني، قيمة تغذية جنود الشرعية خلال حرب تحرير
المحافظات الجنوبية من الميليشيات الإنقلابية وهو ما رفضه بحاح الذي طالبه بإثبات ذلك .
وتؤكد ذات المصادر أن العيسي لعب دوراً كبيراً التعيينات النفطية الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بتغيير إدارة شركة مصافي عدن السابقة وإستبدالها بقيادة جديدة
موالية له، هذا إلى جانب دوره في العديد من التعيينات والقرارات التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي مؤخراً .
وقد ظهر العيسي إلى جانب الرئيس هادي، في العديد من الإجتماعات التي ترأسها، عقب عودته إلى عدن منتصف نوفمبر الماضي، كما أنه غادر معه إلى الرياض
ورافقه في العديد من السفريات الخارجية .
وتؤكد مصادرنا أن العيسي يقيم حالياً في الرياض، وتحديداً في القصر الذي يقيم فيه الرئيس هادي، ويعتبر من أبرز مساعديه والداعمين الماديين له .
من التجار النافذين :
أثرت العديد من التصرفات التي قام بها الشيخ أحمد العيسي على سمعته، وجعلت منه أحد التجار النافذين والمستمدين قوتهم من علاقتهم بالرئاسة والحكومة، ومن هذه التصرفات، إحتكاره لمناقصة تزويد المحافظات الجنوبية بالمشتقات النفطية والتي أصدرتها شركتي النفط اليمنية ومصافي عدن، وعدم إتخاذ أي إجراءات جزائية بحقه برغم عدم تنفيذه لعدد من البنود.
ويعتبر تهديد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مواني خليج عدن محمد علوي أمزربة، مسمار أخر في سمعته، خاصة وأن هذا التهديد جاء عقب رفض أمزربه دخول بواخر العيسي للتمون بالوقود من إدارة عدن لتموين البواخر التابعة للمصافي والواقعة في حرم الميناء، إلا بعد دفع ما عليه من مبالغ مالية للمؤسسة .