وجه عدني..

إيمان الرشيد.. فتاة مكافحة حلمها الحصول على الدكتوراه

الاستاذة إيمان الرشيد الإعلامية والتربوية

حنين فضل
مدير تحرير صحيفة اليوم الثامن

إيمان الرشيد، فتاة شابة من مدينة عدن، استطاعت بطموحها ومثابرتها في ان تحقق جزءاً من احلامها وان كان الحلم الكبير مواصلة تعليمها والحصول على الدكتوراه.

أيمان خريجة بكالوريوس لغة الإنجليزية سعت جاهدة للتطوير من مهاراتها وقدراتها في عدة مجالات من خلال عدة دورات في المجال التربوي  والإعلام التربوي والتنمية البشرية حتی أصبحت مدربة معتمدة.

(اليوم الثامن) ألتقت الاستاذة إيمان الرشيد وأجرت معها حوارا ضافياً، نكشف من خلاله عن وجه عدني، وقصة كفاح ومثابرة، للتأكيد ان الكفاح لا جزاء له الا النجاح..

فإلى نص الحوار..

في البداية نرحب بك استاذة أيمان في صحيفة (اليوم الثامن)، ونود نعرف من هي إيمان الرشيد؟

- مرحبا بـ(اليوم الثامن) ومرحبا بك أخت حنين، أسمي إيمان الرشيد، شابة طموحة  من شباب هذا الوطن  وكأي شابة تسعی لتحقيق طموحها في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد، درست في محافظة أبين كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية وانتقلت للعيش في العاصمة عدن  بسبب أوضاع محافظة أبين في 2010 ولاستكمال أخر سنة من البكالوريوس في عدن ، أنهيت دراسة البكالوريوس في عام 2011،ولم أكتف ببكالوريوس اللغة الإنجليزية فحسب حيث سعيت جاهدة للتطوير من مهاراتي وقدراتي في عدة مجالات من خلال عدة دورات في المجال التربوي  والإعلام التربوي والتنمية البشرية حتی أصبحت مدربة معتمدة.

أين تعملين؟

-عملت في عدة مدارس أهلية  ومعاهد خاصة  كمعلمة وبعدها ترقيت كرئيسة قسم ومن ثم مندوبة إعلام تربوي  وبعد ذلك إلی وكيلة  في مدارس الراشد الأهلية  واخيرا وكيلة مدرسة في مدارس اقرأ الأهيلة.

-ما هو طموحك في الحياة؟

-طموحاتي في الحياة  كثيرة جدا ومع أني وبفضل الله قد حققت جزءا منها من خلال ما توصلت إليه في مجال عملي إلی ان طموحي  في هذه الفترة ان استكمل الدراسات العليا  في المجال الذي احببته من خلال عملي وهو الإدارة التربوية كما اطمح أن افتح مدرسة  خاصة  متميزة عن باقي المدارس الأخری.

 

هل انتِ موظفة حكومية؟

-لست موظفة حكومية مع اني قد قيدت في الخدمة المدنية  منذ ثمانية أعوام وحالي كحال أي شابة في عمري تنتقل من عمل إلی عمل في  القطاع الخاص.

-لماذا اخترت مجال التعليم بالذات؟

-في البداية الوالد هو من شجعني للدخول في السلك التربوي كما ان الظروف المحيطة هي التي اجربتي للدخول في هذا المجال حيث انه لم تكن أمامي خيارات اخری ففي محافظة أبين لا توجد غير كلية  التربية وحدها.

-ما الفرق بين التعليم الحكومي والخاص؟

 

- في الآونة الأخيرة سعت إدارة التربية والتعليم في مديريات العاصمة عدن إلی ايلاء الاهتمام بالتعليم اكثر من السابق حيث خصصت شعبة التدريب والتأهيل الكثير من الجهود في تأهيل المعلمين  والمعلمات، هذا مع وجود المتابعة المستمرة  للمدارس من قبل إدارة مكاتب التربية والتعليم  في المديرات  بإقامة تبادل الخبرات  والأنشطة  والفعاليات المشتركة   فيما بين المدارس الحكومية والخاصة ، وبالرغم من وجود كل هذه الجهود الجبارة  التي تبذل من قبل إدارة التربية والتعليم إلا ان هناك عدة عوامل تعرقل سير العملية التعليمة في المدارس الحكومية وتقلل من جودة التعليم فيها.

 فمدارسنا الحكومية في عدن تنقصها العديد من الخدمات  فهناك نقص في الكتب الدراسية  اضافة إلی ازدحام الفصول الدراسية والتي وصلت في معظمها إلی أكثر من 90 طالب في الفصل الواحد اضافة اسقاط هيبية المعلم بإسقاط حقوقه والمماطلة فيها،

ونتيجة للخدمات التي يقدمها التعليم في القطاع الخاص يتوجه معظم أولياء الأمور من ذوي الدخل الميسور الی اللحاق ابنائهم بالمدارس الخاصة حيث الاجواء المناسبة للتعليم والرعاية والعناية وهذا ناتج لقلة أعداد التلاميذ داخل الفصل الدراسي  و الذي ان ازدادت لا تتعدی ال 30 تلميذا، لذلك تكثر الرقابة و المتابعة والاهتمام في التعليم في القطاع الخاص علی عكس نظيره في القطاع الحكومي.

- بماذا تنصحي أوليا الامور؟

-نصيحتي لأولياء الأمور هي الاهتمام  بمتابعة ابنائهم و غرس القيم الحسنة وتعاليم ديننا الأسلامي لمساندة التعليم سوا في القطاع العام او الخاص  لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة والذي به وباذن الله سوف تبنی سواعد هذا الوطن.

 -هل اثرت الحرب على التعليم في عدن؟

- نعم أثرت الحرب وبشكل مباشر في نفوس ابنائنا التلاميذ قبل تدمير البنية التحتية لقطاع التربية، وكما اثبتت  بعض الدراسات أن الأطفال يقلدون السلوك الذي يشاهدونه  فكنت ولازلت أری التلاميذ في المدارس يجسدون العنف الذي شاهدوه في فترة  الحرب ومابعدها  حتی أسلوبهم في اللعب قد تغير وتبدل بشكل مريب ، مما أثر سلبا علی الطموحات المستقبلية لاغلبية التلاميذ و التي  تغيرت بطبيعة الحال  من مهندسين  وأطباء  ومربين أجيال إلی حماة  لهذا الوطن.

 

ما الذي ينقص التعليم ليعود الى سابق عهده؟

- برأيي ينقصه الكثير والكثير منها، تغيير المناهج الدراسية التي تعد ضعيفة مقارنة بمناهج الدول  المتقدمة الأخری، وايلاء الاهتمام بالمعلمين والمعلمات وعودة هيبية المعلم الی سابق عهدها بعودة حقوقه ، وبناء العديد من المدارس لتخفيف الكثافة والازحام داخل الفصول الدراسية ، وتوظيف وتأهيل كادر شاب من العاطلين عن العمل ومنحهم الثقة لإبراز ما في عجبتهم من إبداع وهمة، بالإضافة تكثيف دورات الدعم النفسي للتلاميذ للقضاء علی  الآثار السلبية والأضرار النفسية التي خلفتها الحروب في نفوس ابنائنا التلاميذ.

- كناشطة اعلامية هل تقترحين أن يتم ادخال مواد جديدة على التعليم الاساسي كالإعلام وغيره؟

لا ارجح دخول مادة الإعلام كمادة دراسية وانما أفضل دخول الإعلام كنشاط ضمن ساعات العمل الإبداعي  كعمل دورات للإعلامي الصغير و مسابقات لأفضل مصور وأفضل مقدم وأفضل كاتب وغيرها .. ليتم نبش قدرات التلاميذ وصقلها بالطرق المثلی.

-رسالة مفتوحة لك لمن توجهيها؟

اولا اشكر إدارة مديرية الشيخ عثمان  ممثلة بالأستاذ أنور محضار واخص بالشكر ايضا الدكتور عبد الله الحو صاحب معهد عدن للإعلام التطبيقي الذي يعود الفضل لهم بعد الله تعالی في نبش قدراتنا كإعلاميين تربويين بإتاحة الفرصة لي ولزملائي  التربويين في  تلقي دورات مجانية خاصة  بالإعلام التربوي  في  معهد عدن لإعلام التطبيقي.

  كما لا أنسی ان اشكر صحيفة "اليوم الثامن"  لتخصيص هذا الركن الخاص بالتربية والتعليم واتاحة لي الفرصة  لإيصال رسالتي هذه، رسالتي اوجهها إلی جميع القائمين علی التوظيف في وزارة  التربية والتعليم لست في موقع يؤهلني لتصحيح سياساتكم و لكن أعتقد و معي الكثير بأن سياسات الوزارة في التعيين  والتوظيف تبنی علی أساس الوساطة والمحسوبية  وليست علی معايير خاصة  بجودة الأداء او الدرجة العلمية، حيث أن هناك الكثير من  العاطلين ممن تخللت شهاداتهم الجامعية ويأسوا  من كثرة تجديد قيودهم في الخدمة المدنية دون  جدوی.

لذا نتمنى من القائمين على  التوظيف في وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في تلك السياسات أسوة بباقي الدول المجاورة والبعيدة  ، و وضع معايير خاصة بالتوظيف   لكي يطمئن المواطن و يشعر أن لديه ربما بعض الحقوق التي من واجب الحكومة العمل على تحقيقها إلا و هي الشعور بالعدل.