وجه مدني..

احمد هاشم السيد .. موهبة اعلامية عدنية اثبتت كفاءتها

الكاتب مع الإعلامي أحمد هاشم السيد

محمد أنور
تحدثنا من سابق عن شخصيات ريادية في عدة مجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية دعونا اليوم نتحدث في مقالنا هذا عن شخصية إعلامية تعتبر من القيادات الشابة التي أبرزت في تأسيس المؤسسات الإعلامية المسموعة والمرئية .
للإعلام رجاله ورجال هذه المرحلة هم قلة وأخترنا نموذج حقيقي للإعلام الناجح وهي مؤسسة #هنا_عدن والتي يديرها الإعلامي أحمد هاشم السيد وهو مؤسس هذا الصرح الذي أثبت كفاءته الإعلامية بكل إقتدار .
درس وتخرج أحمد هاشم السيد الإعلام في المملكة الأردنية الهاشمية ، وبدأ مشواره الإعلامي بعد مجيئه لأرض الوطن في عام 2010م ، وصل لمدينة #عدن ومعه تجارب العالم الحديث في تطوير الإعلام لينصدم مثل غيره بالواقع المرير الذي تعيشه بلادنا ، لكنه لم يقف مكتوف الأيدي مستسلمًا للوضع المزري ، بل قام بتأسيس أول شركة إنتاج إعلامية أسماها " ألق للإنتاج الفني " وبدأ بتشكيل طاقم عمل في الهندسة الصوتية والتصوير ليطلق أعمال فنية مثل الأغاني والكليبات وغيرها ، وفي نفس التوقيت التحق بالعمل بتلفزيون عدن العريق لتكون التجربة التي جعلته يمارس مجاله في إستديو الأخبار ويستمتع في تقديم البرامج ، فخاض هذه التجربة وهو مقتنع تمامًا بأنه سيصل في المستقبل لتحقيق طموحه الذي لا سقف له .
الإعلامي أحمد هاشم السيد صاحب رؤية إستراتيجية كفؤة دائمًا ماكان يحلم في اسقاطها على وضعنا ، لكن لم يمنح هذه الفرصة بالشكل المطلوب والذي يتصوره من وجهت نظره في تنفيذ هذا المشروع الإعلامي ، ناضلَ كثيرًا لتحقيق رؤيته فجاءة حرب 2015م اللعينه التي انهت أحلام الكثيرين فقد كان أحمد السيد قاب قوسين أو أذنى من إنتاج عمل إعلامي فني ضخم سيحقق أرباح وعائدات لشركة " ألق للإنتاج الفني " ستمكنه من الإنطلاق نحو تنفيذ رؤاه وخططه وأفكاره لكن شاءت الأقدار أن تقوم الحرب وتتوقف معها كل الآمال والأحلام .
قاوم الإعلامي أحمد السيد كغيره من المقاومين الأبطال فقد كرس كل طاقته في مجال الإعلام ليكون هو سلاحه الفتاك ، ليطل علينا في برنامج " عدن اليوم " الذي كنا نستسقي منه كل الأحداث في العاصمة عدن وأصبح المصدر الموثوق والمتنفس الوحيد لأبناء عدن خاصة والجنوب عامة ، ولأن أحمد السيد لا ينتمي لأي تيار أو حزب سياسي كان البرنامج ذا مصداقية وتحصل على قاعدة جماهيرية كبيرة أثناء الحرب الظالمة ، وبعد إغلاق قناة عدن وإحتلالها من قبل الحوثيين لم يتوقف أحمد السيد عن المقاومة بطريقته التي أحبها ليعاود الظهور في برنامج "جميلة يا عدن 1 " الذي من خلاله عمل السيد أن يصبر أهل عدن وإعطاء الناس بصيص من الأمل ويثبتهم في الجبهات والمتارس ضد الغزو الحوثي عفاشي في ذاك التوقيت الصعب التي كانت تعانيه عدن وأهلها الطيبين .
جاء النصر المؤزر وتحرير #عدن حينها خرج الشارع العدني عن بكرت أبيه ليحتفلوا بهذا اليوم التاريخي السابع والعشرون من رمضان فكان أحمد السيد من على منابر القنوات الفضائية يحتفي بطريقته فرحًا بنصر الله لمدينته عدن ، وبعدها مباشرة عاد من جديد للعمل من البداية لتحقيق رؤيته الإعلامية ليؤسس إذاعة " عدن المستقبل" حيث كان يخطط بأن الإعلام الجنوبي لابد أن يكون معتمدًا على نفسه بالتمويل لكي يحظى بالإستمرارية والتطوير وعدم التوقف مثل المؤسسات الإعلامية التي سبقت حيث ظهرت وتوقفت فجاءة كعدن لايف وصوت الجنوب وغيرها كثر ، لأنها إعتمدت على تمويل التجار وعند رفع الدعم تتوقف القناة أو الوسيلة الإعلامية ، رؤية أحمد السيد لم تتحقق في عدن المستقبل ، فقد تم البناء على تمويل التجار وقبل الطلوع في البث المباشر توقف التمويل والدعم فتوقفت مثل النماذج التي سبقت ، فلم يكتب له تنفيذ رؤيته بأنه في خلال فترة ما بين ستة أشهر إلى سنة سيتم الإعتماد على رافد الإعلانات وعائداته وسيقوم بتمويل الإذاعة من موارد الإعلانات وستتحقق الرؤية في خلق إعلام جنوبي يمول نفسه بنفسه ولن يتوقف أبدًا .
لم ييأس الإعلامي أحمد السيد بل زادته هذه التجربة اصرارًا فقام بإنتاج برنامجه " جميلة ياعدن 2 " والذي عرض على قناة الغد المشرق وقام بإعادة فريق العمل الذي كونه خلال فترة ماقبل وأثناء وبعد الحرب والحفاظ عليهم من الشتات والضياع ، فهو يحمل على عاتقه هم كبير كقائد لهذا الفريق والتوليفه التي تتمتع بخبرات وكفاءات من خيرت شباب عدن .
المرحلة الفاصلة جاءت من بعيد بعد العروض الكثيرة التي قدمت له من قبل الأحزاب السياسية لإستقطابه لكنه كان يرفض هذا الإغراءات لإيمانه بأنه سيأتي من يؤمن بفكرته وسيدعمه لتحقيق حلمه وتنفيذ رؤيته الإستراتيجية في تطوير الإعلام الجنوبي ، فجاءت مؤسسة #هنا_عدن التي يعتبرها السيد من أهم المنعطفات في مسيرته الإعلامية ويقول عنها دائمًا بأنها أكثر من مجرد إذاعة ، قام الإعلامي أحمد هاشم السيد في إنشاء وتأسيس الإذاعة التي أنطلقت في فبراير الماضي والتي أستغرق في تأسيسها الهندسي مايقارب أربعة أشهر حتى أصبحت جاهزة للإنطلاق ، لتكون نموذج للريادة الإعلامية ونقلة نوعية في سماء الإعلام بدرجة الإمتياز .
استطاع السيد من خلال سياسته الإعلامية الجديدة أن يحقق نسبة متابعة كبيرة للإذاعة وإنتشار خرافي في زمن قياسي حيث استخدم طرق حديثة في الإعلام أهمها عمل تطبيق إذاعي عبر الإنترنت يستطيع من خلاله المواطن متابعة الإذاعة وبرامجها من أي مكان وتصل لكل بقاع العالم وهذا ماجعل الإذاعة أكثر إستماعًا ، كما استخدم سياسة الإعلام الحديث الذي يعتمد على مقدمي البرامج بأن يكونوا من ذوي الإختصاص وليس بالأساس أن يكون إعلامي أو مقدم مهني ، فعمل على بناء خارطة برامجية تعتمد على التنوع السياسي والثقافي والرياضي والديني والمجتمعي والفني وكثير من المجالات فمثلا : برنامج هنا العاصمة يقدمه السياسي الجنوبي نزار أنور وبرنامج روح رياضية يقدمه نجوم الكرة العدنية الكابتن شرف محفوظ وخالد هيثم وبرنامج حكاية زمان يقدمه المؤرخ بلال غلام وبرنامج هنا كافية يقدمه نجوم فرقة خليج عدن المسرحية رائد طه وقاسم رشاد وصابر الهارب ، هذه سياسة جديدة بالنسبة للإعلام المحلي في بلادنا يشهد لأحمد السيد بأنه أول من عمل بها وأبدع في تنفيذها وحقق نتائج أبهرت الجميع .
لم يكتفي أحمد السيد بذلك فحسب ، بل قام بإحداث تنوع رهيب في كوادر الإذاعة ولم يتمترس كغيره من المناطقيين فقد قام بإعطاء أبين حقها فالأستاذ جمال حسين مقدم برنامج قد المسؤلية من خيرت الكوادر الإعلامية في أبين ولحج كذلك فالأستاذ والإعلامي الكبير علي السقاف حاضرًا في برنامج وطني وبرنامج دريول يقدمه الإعلامي العدني غسان صلاح وغيرهم كثر من طاقم الإذاعة وتنوع رهيب وإختيار دقيق يشمل جميع المحافظات الجنوبية دون استثناء .
الإعلامي أحمد هاشم السيد مؤسس للإعلام المرئي والمسموع من الطراز الرفيع وصاحب رؤية إستراتيجية حديثة ، يعتمد على معيار وحيد وأوحد في الإختيارات وهو الكفاءة ، ودائمًا مايكرر مقولة أعطوا الخبز لخبازة الرجل المناسب في المكان المناسب ، لذلك يمتلك أحمد السيد طواقم وفرق عمل من النخبة وخيرت الكوادر الجنوبية ، فقد قام بمزج الخبرة العملية من قناة وتلفزيون عدن بالكوادر الشابة وعمل على توفير المناخ الملائم بينهما لكي تكون المخرجات والإنتاج من خير ما يكون ، ومن أهم الإنجازات التي حققها هو إطلاق البث التجريبي لقناتي عدن المستقلة AIC1 و AIC2 والتي سينطلق بثها المباشر فور استكمال اللمسات الأخيرة .
مثل هكذا نماذج شبابية رائدة في مجالاتها الا يستحقوا مننا أن نسلط الضوء عليهم وأن نفاخر بهم ونقولها بملئ الفم بأن عدن لديها كوادر وكفاءات قادرة على بناء وإدارة مدينتهم ودولتهم بالشكل الحديث الذي نستطيع من خلالها مواكبة العالم وان نصل بها لمصاف المدن والدول المتقدمة .
في الأخير نرجو من الله التوفيق للإعلامي أحمد هاشم السيد ونأمل منه الحفاظ على فريقه وطواقمه وأن يسير نحو تحقيق رؤيته دون الإلتفات للخلف ، وأن يجعل صوب عينيه تحقيق أهدافه في تطوير المؤسسات الإعلامية وأن يستمر في الإنجازات والنجاحات فقط والله سيكون في عونكم ونحن سنقدم مالدينا في تسليط الضوء لأمثالكم من القيادات الشبابية والكوادر الإدارية فأنتم المستقبل المشرق لمدينة عدن وأمل أهلها الطيبين .