تقرير عربي يكشف عن المسافة التي أطلق منها الصاروخ ..

تقرير: تحقيقات هجوم الجلاء.. أجندة قطر في عدن من بوابة الإرهاب

اذرع الاسلام السياسي تعمل على خدمة الاجندة التركية والقطرية في الجنوب - ارشيف

صالح علي
كاتب جنوبي يكتب باسم مستعار

كشف مؤتمر صحفي عقد في العاصمة عدن، عن الطرف الرئيس الذي يقف وراء قصف إرهابي استهدف معسكرا للقوات الجنوبية في عدن، فيما ذكرت تقارير إخبارية عربية ان هناك معلومات تؤكد ان الصاروخ أطلق على معسكر الجلاء من مسافة قريبة تقدر بـ4 كيلو متر، وهو ما ذهب إليه المؤتمر الصحفي الذي عقد في عدن، وأشار متحدثه هاني بن بريك إلى ان القصف تم من شمال غرب العاصمة.

وحلل تقرير لموقع إرم نيوز "ان الصاروخ أطلق من مسافة لا تقل عن أربعة كليو مترات، وهي مسافة قريبة".. مشيرا الى ان الصور التي التقطت للقائد اليافعي أظهرت وجود جهاز لا سلكي في يده، قبل ان يتلقى اتصالا وينزل خلف المنصة لتفقد الحراسة، قبل ان يسقط الصاروخ في المكان الذي يقف فيه الأمر الذي يؤكد انه تم تحديد دقة الهدف عن طريق اختراق شيفرة الجهاز.

 تفاصيل المؤتمر الصحفي

وكشف هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نتائج التحقيقات حول حادثة استهداف معسكر الجلاء، الخميس الماضي، عبر صاروخ باليستي، أسفر عن مقتل قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعي المعروف بـ“أبو اليمامة“، وعدد آخر من أفراد قواته.

وأشار بن بريك  إلى ”وقوف حزب الإصلاح -ذراع الإخوان المسلمين في اليمن- والحكومة الشرعية، خلف ذلك الاستهداف، عبر تزويد الحوثيين بالمعلومات والإحداثيات الاستخباراتية“.

وأضاف أنّ ”اتهام حزب الإصلاح والحكومة بالضلوع في العملية مبني على معلومات وتحريات قام بها فريق لجنة استخباراتية عُليا ومتخصصة، توصلت إلى معلومات دقيقة وهامة حددت نوع الصاروخ، ومن أين تم إطلاقه، وأسماء من تواطأوا مع الحوثيين وقام بمدهم بالمعلومات“.

وأشار إلى أن ”تزامن حادثتي استهداف معسكر الجلاء، واستهداف قسم شرطة الشيخ عثمان، كان إيذانًا لبدء تنفيذ مخطط كامل للسيطرة على مدينة عدن من قبل حزب الإصلاح، إلا أن تلك المساعي أفشلتها القوات الجنوبية“.

 

تحليل استهداف منير اليافعي

وذكر تقرير نشره موقع إرم نيوز ان "منير اليافعي كان بطريقه لحضور عرض عسكري في معسكر الجلاء جنوب غرب عدن".. مشيرا إلى "انه تلقى تحذيرات استخباراتية صديقة تنصحه بعدم حضور العرض لوجود معلومات عن خطة لاغتياله، لكن اليافعي آثر الحضور بعد إجراءات أمنية مشددة، وقد بدا حذر العميد واضحًا من خلال التنقل بنظره في كل الاتجاهات".

ويضيف التقرير :"في هذه الأثناء كانت مجموعة الاغتيال تنصب منصة صاروخ قصير المدى، في منطقة قريبة من معسكر الجلاء من المتوقع أنها لا تبعد أكثر من 4 كيلومترات، بينما كانت طائرة مسيرة ومذخرة تحلق في المكان للتصوير والرصد".

 

كان أبو اليمامة جالسًا على المنصة وفي يده هاتف وجهاز يشبه اللاسلكي، ومن المرجح أنه هاتف موصول بالأقمار الصناعية، يرن هاتف العميد منير اليافعي، فيجيب ويذهب ليكمل حديثه خلف المنصة.

ونقل الموقع عن قيادي مرافق لليافعي في تلك اللحظة قوله "إن المكالمة استغرقت ثلاث دقائق تقريبًا قبل وقوع الانفجار، وسقط الصاروخ تمامًا في النقطة التي يقف فيها أبو اليمامة، وهذا ما يعني أن سيناريو اغتياله باختراق شيفرة الهاتف هو الأكثر رجحانًا، فالدقائق الثلاث كان كفيلة بتلقي الشيفرة وتلقينها للصاروخ، وإطلاقه بمدى ثلاثة أو أربعة كيلومترت".

وأكد الموقع "أن هذه العملية تتطلب عملاء محليين يعتقد كثيرون بأنهم من المحسوبين على تيارات وأحزاب مرتبطة بالشرعية اخترقوا الدائرة المصغرة لأبي اليمامة لتسهيل عملية نقل شفرة الهاتف، وتتطلب أيضًا أجهزة وبرامج استخباراتية لا تملكها إلا الدول التي لها برامج صاروخية وفضائية".

واعترف وزير الإعلام للحوثيين بأن عملية الاغتيال استخباراتية بحتة"؛ يؤكد ان طرفا أخر نفذ العملية بالتنسيق مع الحوثيين الذين تبنوا العملية دون ان يكشفوا عن كيف تمت.

أجندة قطرية لإسقاط عدن لمصلحة الإخوان

 

مطامع الإخوان في اسقاط الجنوب، لم تعد خافية فالتنظيم الذي يعد الذراع العسكرية لتنظيم الحمدين، يعمل منذ ما بعد تحرير عدن في منتصف العام 2015م، على تمكين الحلفاء الذين لا يمتلكون حاضنة شعبية في الجنوب، ناهيك ان التنظيم اليمني متورط في المشاركة بالحرب الأولى على الجنوب، وهو صاحب فتوى التكفير الشهيرة، وهي تلك الفتوى التي جعلت الجنوب يرفض أي تواجد للتنظيم الذي بات يتحكم في نظام عبدربه منصور هادي.

وتعيد مصادر أمنية بالأحداث في عدن وارتباطها بالدوحة الى الهجمات التي تمت في عدن، والتي تقول مصادر أمنية ان الهدف تفجير المعسكرات، افشال محاولة بناء قوات أمنية جنوبية، يتوقع ان تكون قوة عسكرية بيد من تصفهم بالانفصاليين الجنوبيين.

وتعرضت معسكرات تجنيد في عدن عقب التحرير  لهجمات إرهابية أودت بحياة المئات من المجنديين الذين كانوا يسعون للالتحاق بالجيش والشرطة، ضمن قرارات اتخذها الرئيس هادي بدعم المقاومة الجنوبية في قوات الشرطة والجيش نظير دورهم في محاربة الحوثي.

وتعتقد تقارير إخبارية محلية "ان قطر حاولت منع الانفصاليين الجنوبيين من بناء قوات عسكرية، لكنها فشلت لاحقا لتلجأ إلى خيارات أخرى من بينها "شيطنة القوات الجنوبية" والزعم انها مليشيات خارج سيطرة الدولة، ومع ذلك ظلت هذه القوات تحقق انتصارات نوعية ضد التنظيمات الإرهابية، الامر الذي دفع الدوحة إلى القيام بخيارات عسكرية هي الأخطر والاعنف.

فالتحقيقات عن هجمات الخميس الدامي تشير بالاتهام نحو الدوحة وذراعها المحلي في اليمن تنظيم الإخوان، فالمخطط كما يشرحه نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كان يهدف "إلى قتل القيادات الجنوبية التي شاركت في حفل تخرج دفعة جديدة قوات الجنوب في معسكر الجلاء، ثم تقوم قوات تتبع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر بالانتشار في عدن بدعوى حفظ الأمن من الهجمات الإرهابية، ويستم السيطرة على عدن في ظل وجود حالة من الارباك جراء الضربة التي تم التخطيط والاعداد لها بعناية كبيرة.

ويؤكد هاني بن بريك "ان المخطط الذي يستهدف عدن خطير، مشددا على التلاحم الجنوبي في مواجهة الاخطار والتصدي لها.

 

 المشروع القطري الاتكال على تركيا

 

قطر التي تتعرض لمقاطعة عربية من جيرانها، دفعت بصديقتها تركيا إلى القيام بالدور المحوري للسيطرة على عدن والجنوب، حيث سعت انقرة بقوة للدفع صوب اسقاط مدن الجنوب لمصلحة نفوذ الحلفاء المحليين.

زيارات متواصلة لوفود تركية إلى عدن واللقاء بالحكومة، على الرغم من الصراع السياسي بين السعودية التي تقود التحالف ودعم حكومة هادي، وتركيا التي تقف في صف قطر التي تحالفت هي مع إيران ولو من باب النكاية بجيرانها.

 

ابتزاز السعودية للحصول على مكاسب مالية

 

لم يقصر التوغل التركي في الجنوب المحرر، على الزيارات الرسمية، بل عملت انقرة وبالتنسيق مع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ومدير مكتبه السابق المحلق العسكري في أنقرة عسكر زعيل في ارسال وفود أمنية للتدريب والتأهيل هناك.

الحكومة اليمنية تظاهرت كثيرا بالدور التركي، الأمر الذي دفع مسؤولين فيها إلى تهديد السعودية والتلويح بالتحالف مع تركيا، من باب الابتزاز للرياض التي تقود التحالف العربي.

ويمكن الإشارة الى تصريحات نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية أحمد الميسري الذي اتهم في تصريحات تلفزيونية التحالف العربي والسعودية باحتلال محافظة المهرة الجنوبية، قائلا ان الاتفاق مع التحالف العربي ان يتم الزحف صوب الحوثيين، وليس صوب المهرة.

وجاءت تصريحات الميسري متوافقة مع الاجندة القطرية والتركية والعمانية، التي تعمل بالاتكال على حلفاء محليين على طرد قوات الرياض من العاصمة الغيضة التي تمتلك فيها مسقط نفوذا غير عادي، وتعتقد ان الرياض بدأت تنازعها في ذلك.

وتسعى الرياض لمد أنبوب نفط في محافظة المهرة، وهو الأمر الذي يستغله مسؤولون حكوميون لابتزاز السعودية للحصول على منح مالية مقابل صمتهم على ما تقوم به في المحافظة الشرقية للجنوب.