حلفاء الرئيس المؤقت يصعدون في شبوة وسقطرى..

تقرير: "السعودية" تدير ظهرها لهادي.. ما هي أوراق الرئيس اليمني؟

الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

قالت تقارير غربية ان حلفاء السعودية الغربيين، بمن فيهم الذين يقدمون أسلحة ومعلومات مخابراتية للتحالف، يمارسون ضغوطا على الرياض من أجل إنهاء الحرب في اليمن؛ بعد ان فشل حلفاء التحالف العربي في الحكومة الشرعية اليمنية في احداث أي تقدم او اختراق في مناطق اليمن الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين الموالين لإيران.

وبينت تقارير غربية عديدة منذ وقت مبكر ان السعودية قد تذهب للحوار مع الحوثيين لإنهاء الحرب في اليمن، والدخول في تسوية سياسية، تضمن من خلالها الرياض عدم وقوع هجمات على أراضيها، وهو ما يبدو ان الحوثيين قد يوافقوا على ذلك لإيقاف الحرب التي انهكت الجميع، وبات ايقافها مطلبا ملحا، لكن هذه التحركات تعني في الأساس الانتهاء من مرحلة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، الذي فشل في تحقيق اهداف السعودية التي تقود تحالفا عربيا لإعادته إلى القصر الجمهوري في صنعاء، بعد ان طرده الحوثيون مطلع العام 2015م، عقب ثلاثة اشهر من انقلابهم عليه في صنعاء بالسيطرة على كل مفاصل الدولة اليمنية.

>تقرير: هل اعتزمت "السعودية" إعادة تصحيح مسار "الشرعية"؟

وقالت وكالة رويترز للأنباء "إن السعودية تدرس اقتراحا للحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن لوقف إطلاق النار، الأمر الذي قد يعزز جهود الأمم المتحدة إذا تم التوصل لاتفاق لإنهاء حرب مدمرة تشوه سمعة الرياض".

 وعرض الحوثيون قبل أسبوعين التوقف عن شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية إذا فعل التحالف بقيادة الرياض والمدعوم من الغرب الشيء نفسه كخطوة نحو ما وصفه زعيم الحوثيين ”بالمصالحة الوطنية الشاملة“.

وبحسب الوكالة فأن السعودية لم تقبل عرض الحوثيين أو ترفضه، لكن الرياض رحبت هذا الأسبوع بالخطوة.

ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدرين مطلعين آخرين "إن المملكة تدرس بجدية شكلا من أشكال وقف إطلاق النار في محاولة لوقف تصعيد الصراع".

وقال مصدران إن الضربات الجوية السعودية على مناطق الحوثيين تراجعت بشكل كبير وإن هناك ما يدعو للتفاؤل بشأن التوصل لحل قريبا.

وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان يوم الخميس على تويتر إن المملكة تنظر إلى هدنة الحوثيين بإيجابية مكررا تعليقات سابقة هذا الأسبوع لولي العهد الحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان.

وقال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع محطة (سي.بي.إس) التلفزيونية إن اقتراح الحوثيين يمثل خطوة إيجابية نحو حوار سياسي أكثر جدية مضيفا أن السعودية منفتحة على كل المبادرات من أجل حل سياسي في اليمن.

وأضاف أن المملكة تأمل أن يحدث ذلك اليوم بدلا من الغد.

>تقرير: "هادي".. رسائل سياسية عدائية جديدة ضد الجنوب.. من كتبها؟ 

وقال مصدر دبلوماسي يمني في الخارج لـ(اليوم الثامن) "ان هناك استياء في معسكر الشرعية اليمنية، من تصريحات المسؤولين السعودية؛، والتي اعتقد انها تؤسس لمرحلة جديدة دون هادي او أحد نجليه".

وهي أيضا تسوية قد تجعل الرياض تعيد ترتيب اوراقها، بما في ذلك الدخول في محادثات مع الجارة "الدوحة" التي دخلت في تحالفات عدائية ضد قائدة التحالف العربي، قد تشترط السعودية إقصاء حلفاء قطر "تنظيم الإخوان" من المرحلة السابقة، خاصة في ظل اشتراط بعض القوى اليمنية والإقليمية برفض أي دور يلعب التنظيم اليمني الذي يعد الراعي الرسمي للتنظيمات الإرهابية، وفق ما أقرته الخزانة الأمريكية.

وقد تقبل قطر هذه الشروط لرفع الحصار والمقاطعة المفروضة عليها من قبل أربع دول هي "السعودية والإمارات ومصر والبحرين"، على خليفة تورطها في دعم التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم الإخوان.

> سياسي جنوبي: السلام لن يأتي الا برحيل هادي وإيجاد شرعية توافقية 

هادي الذي لوح منذ وقت مبكر بأوراق عديدة ضد السعودية من بينها التحالف مع تركيا وقطر، الأمر الذي يعتقد ان هذه الأوراق قد دفعت الرياض الى إعادة النظر في بقاء الرئيس اليمن المؤقت في الحكم، خلال المرحلة القادمة، لكن هذه الأوراق قد تزيد من رغبة السعودية في إيقاف القتال والبدء في مرحلة جديدة، تكسب من خلالها الرياض.

وقدم مركز واشنطن نصيحة للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية بضرورة البدء في مرحلة انتقالية بديلة لهادي، الذي قال المعهد انه تحالف مع التنظيمات الإرهابية "القاعدة وداعش"، وهو التحالف الذي يبدو ان المجلس الانتقالي الجنوبي قد قدم أدلة لواشنطن تؤكد تورط حكومة هادي في التحالف مع التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي جعل إزاحة الرئيس المؤقت مهمة ضرورية، تأتي في سياق جهود الحرب الدولية ضد الإرهاب.

دفع حلفاء هادي الذين لهم اتصالات وثيقة بقطر وتركيا، بوزيري الداخلية والنقل أحمد الميسري وصالح الجبواني ونائب رئيس البرلمان اليمني عبدالعزيز جباري، الى الخروج من الرياض والذهاب صوب مصر التي رفضت تواجدهم، قبل ان ينتقلوا الى سلطنة عمان، التي نفت هي الأخرى ان تكون قد وجهت لهم دعوة رسمية لزيارتها، دون ان تعلق على استضافتهم.

>وزير بحكومة هادي في الطريق الى صراع مسلح مع قبائل لودر 

وتقول مصادر وثيقة الصلة لـ(اليوم الثامن)، ان المسؤولين اليمنيين التقوا خلال الأسابيع القليلة الماضية، ضباط في المخابرات القطرية والتركية، ناهيك عن لقاءات ضمن قيادات يمنية على علاقة بإيران وحزب الله اللبناني، بينهم القيادي فادي باعوم الذي كشف عن تحالف سياسي يمني لمناهضة التحالف العربي، باعتباره قوى احتلال لليمن، يجب مقاومتها.

يستفيد الإخوان "حلفاء هادي" من هذه التحركات بالتمدد صوب الجنوب، استعدادا للتسوية السياسية المرتقبة، بما يضمن ان يذهب الجنوب الغني بالثروات النفطية لحلفاء الدوحة الذين يقدمون انفسهم كحلفاء للرياض، مع انهم على ادراك كبير بعدم ثقتها بهم.

اعتقد حلفاء هادي منذ وقت مبكر ان التسوية السياسية في اليمن قد تستثنيهم، وهو ما دفعهم إلى شن هجوما واسعا على الجنوب لاحتلاله، وكان لهم مبتغاهم في شبوة النفطية التي نجحوا في السيطرة عليها، لكن محاولتهم فرض قبضة حديدة على المحافظة التي تعد المعقل الرئيس لأشرس القبائل الجنوبية، يقوض ذلك ويضع سيطرتهم على كف عفريت، خاصة في ظل تزايد الانتهاكات التي ارتكبتها قوات مأرب بحق أبناء المحافظة، والتي أدت الى اعدام ناشط جنوبي في ساحة عامة خلال تظاهرة حاشدة تندد باحتلال ما وصفه متظاهرون "احتلال مليشيات الإخوان في اليمن لمحافظة شبوة الجنوبية.

وترى مصادر سياسية تحدثت لـ(اليوم الثامن) "ان تصاعدت وتيرة العنف في محافظة شبوة النفطية شرق عدن، عقب قيام قوات تقول انها تتبع الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، تأتي في سياق خلط الأوراق واثارة الفوضى لحرف الجهود الدولية والإقليمية في البحث عن تسوية سياسية توقف القتال الدامي منذ خمسة أعوام.

>مليشيات إخوان اليمن تقتل ناشطا جنوبياً على طريقة داعش

وتسبب قمع قوات حلفاء هادي لتظاهرة في شبوة مقتل ناشط جنوبي بارز، عملية اعدام ميدانية اثارت موجة واسعة من الغضب في الجنوب.

وتشير المصادر الى ان "حلفاء هادي ذهبوا الى خلق صراع أخر في جزيرة سقطرى بتعيين أحد المحسوبين على الأحزاب السياسية المدعومة إقليميا لإثارة الفوضى في الجزيرة التي تحاول النأي بنفسها من الصراع الدائر منذ سنوات.

ويرى حلفاء الرئيس المؤقت ان اثارة الفوضى والعنف في الجنوب، قد يقوض الجهود الدولية في حلحلة ملف الأزمة اليمنية، خاصة في ظل تزايد الأنشطة الإرهابية، بعد الهجوم العسكري الذي شنته مليشيات الإخوان في مأرب على الجنوب.

وحذر مركز واشنطن لبحوث الشرق الأدنى من خطورة الاجتياح الإخواني للجنوب، معتبرا ان ذلك قد يقوض الحرب ضد الإرهاب، خاصة في ظل التأكيد على تحالف حلفاء هادي مع تنظيمات إرهابية متطرفة، ووجود قيادات بارزة في تنظيم القاعدة تعمل الى جانب الحكومة اليمنية، إضافة الى وضع الخزانة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية الكثير من المسؤولين اليمنيين على قوائم العقوبات بتهمة تورطهم في تمويل التنظيمات والأنشطة الإرهابية.

وترى السعودية ان هذه التقارير التي تثبت تورط هادي وحكومته في التحالف مع الإرهاب قد يشكك في دورها خاصة وانها تقود تحالفا إسلاميا عريضا لمحاربة الإرهاب والتطرف وانفقت أموالا طائلة في سبيل ذلك.

ويرى خبراء تحدثوا لـ(اليوم الثامن) "ان هادي كرئيس لم يعد يمتلك أي أوراق بعد ان احرق ورقة تحالفه مع الجنوب، وأصبح بفعل تحالفاته عدوا للشمال والجنوب معاً".

وقال الخبير والمحلل السياسي صالح علي باراس "ان هادي احرق ورقة تحالفه مع الجنوب، الذي كان من المفترض ان يبقي على الجنوب كحليف، لكي يضغط بها اليوم لتحقيق بعض المكاسب، لكنه خسر ذلك، فالقوى اليمنية الشمالية تتمنى ازاحة هادي من الحكم".

وأضاف باراس في حديث لـ(اليوم الثامن) "ان هادي لم يقدم أي شيء للجنوب، ولم يستفيد الشعب من وصوله الى سدة الحكم".

وقال المحلل السياسي سعيد عبدالله بكران " إن هادي أصبح المشكلة في اليمن الأكبر والأخطر ولم يعد لديه ما يقدمه للسعودية على كل الصعد لا عسكريا ولا سياسيا".. مضيفا في حديث لـ(اليوم الثامن) "انه في هذه السنوات الاربع عمل هادي على توسيع دائرة التشظي والانقسام في معسكر الشرعية والتحالف لم يدعم في يوم من الايام جهود توحيد الصف في مواجهة التدخل الإيراني في اليمن الذي يهدد أمن المنطقة برمتها".