انتهاك صارخ للإنسانية..

الحوثيون يحشدون «المعاقين» للحرب وتأييد الميليشيات

مسلمو جماعة الحوثي في اليمن -ارشيف

القاهرة

 مسيرات مؤيدة للجماعة الانقلابية أو في إحياء فعاليات طائفية ومذهبية تنظمها الميليشيا بين الحين والآخر.

وأشار التقرير الى أن عدد المصابين بإعاقات مختلفة قد بلغوا بسبب الحرب حوالي 92 ألف شخص، لينضموا إلى تعداد ثلاثة ملايين معاق سُجلوا خلال الأعوام التي سبقت الحرب حيث كانت نسبة المعاقين قبل الحرب تتراوح بين 10 و 13% من إجمالي عدد السكان، بحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين، ومنظمات محلية ودولية.

 

وبحسب التقرير فإن 90% من إجمالي عدد الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون تحت خط الفقر، إضافة إلى أن عددًا كبيرًا من المعاقين كانوا يتلقون قبل الحرب رعاية صحية وتعليمية ونفسية عن طريق جمعيات خيرية ومنظمات محلية ودولية، وجهات رسمية كصندوق رعاية وتأهيل المعاقين، لكن صندوق المعاقين الحكومي توقف عن دعم مراكز العلاج الطبيعي والمستشفيات الخاصة بذوي الإعاقة، وتم إيقاف حسابه في تلك المستشفيات، بسبب نهب ميليشيا الحوثي لإيراداته.

 

وفي يوليو 2018، أعلن مصدر عسكري يمني في تصريحات صحفية لموقع «سبتمبر نت»، أن قوات الجيش الوطني اليمني أسرت معاقًا أجبرته الميليشيات الحوثية على القتال في صفوفها في وادي حيران، خلال المعارك التي شهدتها في اليومين الماضيين، مضيفًا أن المعاق من أبناء مديرية نجرة، في محافظة حجة، وهو مصاب بضمور في الأعصاب نتيجة لحادث سابق، مما تسبب له بصعوبة في النطق والحركة، مؤكدًا أنه تبين من خلال التحقيقات الأولية، أن الميليشيا الانقلابية دفعت به إلى المعركة بالقوة بعد تهديد وابتزاز أسرته.

تحديات متزايدة

 

خلال دورة مجلس حقوق الانسان التي انعقدت في جنيف في سبتمبر 2019، أشارت تقارير صدرت عن منظمات حقوقية إلى المدنيين الذين أصيبوا بإعاقات مختلفة جراء انفجار الألغام الحوثية، كم أوضحت التقارير أن المعاقين في اليمن يواجهون تحديات متزايدة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والطرقات نتاج الحرب التي تشنها الميليشيا الحوثية على المواطنين وممتلكات الدولة، ما أدى إلى وفاة الكثير من المعاقين وزاد من معاناة الآلاف منهم.

 

يذكر أن أكثر من 300 منظمة كانت تقدم خدمات خاصة للمعاقين في اليمن؛ أغلقت أبوابها بعد أن فقدت التمويل اللازم لاستمرارها، وتساءلت عن الدور الذي يمكن أن تقوم به المفوضية السامية لحقوق الإنسان من أجل ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، ودمجهم في التنمية في ظل ظروف اختطاف الميليشيا للسلطة ومؤسسات الدولة كما هو الحال في اليمن.

 

وفي مايو 2018، كشف مصدر في إدارة مركز المعاقين بمحافظة الحديدة في تصريحات صحفية لموقع «اخباري نت» أن مليشيا الحوثي أوقفت مبلغ 248 مليون ريال من مخصصات المركز، منذ قرابة ثلاثة أعوام، ما تسبب في حرمان نحو 24 ألف مستفيد من معونات المركز. وكان من بينهم 7 آلاف طفل دون سن الثامنة عشرة يتكفل المركز بتكاليف جلسات التدريب الحركي الخاصة بهم، وهذا أدي لإصابة غالبية الأطفال بأمراض سوء التغذية وحدوث شلل جزئي أو كلّي ومضاعفات أخرى منها ضمور في الدماغ ما أدى إلى تعرضهم لإعاقات سمعية أو بصرية، وأشار المصدر اليمني أن المليشيا الإرهابية قطعت مخصصات المركز لأنها لا تستطيع الاستفادة من المعاقين في حربها المجنونة على اليمنيين،

 
تحرك دولي

 

من جانبه أشار «صالح أبو عوذل» الصحفي اليمني، ورئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن، أن ما يقوم به الحوثيون تجاه المدنيين من أعمال ترهيب وصلت إلى حد استغلال ذوي الاحتياجات الخاصة في حشدهم لمناصرة المشروع الإرهابي، جريمة لا يجب السكوت عنها.

 

وأوضح «أبو عوذل« في تصريح لـ«المرجع»، أنه لم يتبق شيء لم يتاجر به الحوثيون الذين فقدوا الحاضنة الشعبية في اليمن الشمالي، بفعل سياسة التهجير الطائفية والتي وصلت إلى حد استغلال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، في تصرف ينتهك حقوق هذه الفئة من المجتمع والتي من المفترض أن يتم تحييدها من الصراع.

 

وطالب الصحفي اليمني بضرورة التدخل الدولي والمنظمات الحقوقية للتصدي لهذه الانتهاكات التي ترتكب بحق شريحة من المجتمع يفترض أن تحظى بالاهتمام والرعاية اللازمة، ويجب التحرك سريعًا لإيقاف الممارسات الحوثية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن ما يفعله الحوثيون يعرض هؤلاء للمخاطر