المنامة تؤكد أن الدوحة ليست جادة لإنهاء الأزمة..

تقرير: هل أحكمت قطر سيطرتها على تعز.. لكن ماذا عن الرهان الأهم؟

مليشيات الحشد الشعبي الإخوانية في تعز تخشى من اي ردة فعل سعودية على تحركات حلفاء قطر - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

قالت تقارير إخبارية يمنية ان تنظيم الإخوان في اليمن والممول قطريا أنهى سيطرته على اللواء 35 مدرع، بعد أيام من قيامه باغتيال قائده العميد عدنان الحمادي، بالتزامن مع فتح معسكرات خارج "حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي" الشرعية والمعترف بها دولياً، الأمر الذي يؤكد ان الدوحة قد احكمت سيطرتها على كبرى مدن اليمن الشمالية، والمحادة لعدن وباب المندب.

وقالت مصادر يمنية عديدة ان "نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر خطط منصف العام الجاري لنقل المعركة إلى ريف تعز بعد ان احكمت مليشيات الحشد الشعبي سيطرتها على المدينة، عقب معارك مع القوات العسكرية السلفية التي عرفت بقتالها ضد الحوثيين، قبل ان تنسحب وتترك المدينة لمليشيات الحشد الشعبي التي أنشأت بتمويل قطري.

 

مخطط اسقاط المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين

 

وكشفت مصادر يمنية عن ان مخططا خبيثا أعد قبل نحو ثمانية شهور للسيطرة على الأجزاء غير الخاضعة للحوثيين في تعز، ضمن عملية التقارب بين حلفاء "قطر وتركيا وإيران".

وأوضح مصدر يمني مسؤول في تعز لـ(اليوم الثامن) "ان قيادات عسكرية موالية لحكومة هادي، كشفت عن مؤامرة لتصفية قيادات عسكرية وأمنية محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام، بتهمة عقدها لقاءات بالعميد طارق صالح قائد قوات حراس الجمهورية".. مشيرا الى انه بعد الاجتماع اخرج الاخوان تظاهرة في تعز ضد العميد طارق قبل ان تدشن مليشيات الحشد حملة اعتقالات طالت مدنيين من صنعاء، كانوا قد فروا من اعمال البطش الحوثية صوب المناطق المحررة في تعز، قبل ان يجبرهم الإخوان على العودة إلى صنعاء مرة أخرى، والبعض واصل الفرار صوب عدن والمخأ".

وأكد المصدر الذي تحدث مع مراسل اليوم الثامن في تعز ان قائد اللواء 35 مدرع كان يدرك انه سوف تتم تصفيته واخبر العديد من المقربين منه بالمخطط.

وذكرت صحيفة العرب الدولية ان قياديا في تنظيم الإخوان أشرف على عملية اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي في ريف تعز، قبل ان تمضي قيادات الإخوان في مشروع السيطرة على اللواء 35 مدرع، بتعيين القيادي الإخواني خالد فاضل قائدا للواء إضافة الى قيادته محور تعز العسكري".

 

سيناريو تصفية العميد عدنان الحمادي

 

وأوردت تقارير إخبارية دولية تفاصيل سيناريو تصفية قائد اللواء الذي كان يشكل عقبة امام سيطرة الإخوان على تعز التي أصبحت خاضعة بالتقاسم بين حلفاء الدوحة وحلفاء إيران، مليشيات الحوثي.

وذكرت صحيفة العرب الدولية ان "الإخواني جلال الحمادي اعترف بتنفيذ عملية اغتيال أخيه العميد عدنان الحمادي مع الساعة 2:30 بعد ظهر الاثنين الثاني من ديسمبر في مقيله الخاص بمسدس، وبرر تنفيذ الجريمة بأن أخاه عدنان عميل لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه التهمة التي يسوقها إعلام وناشطو الإخوان على الشهيد منذ عامين إنما بسبب رفضه الخضوع لإملاءاتهم".

واعترف جلال الحمادي بانتمائه إلى حزب الإصلاح، وتنفيذ عملية الاغتيال بحضور ومساعدة مسؤوله التنظيمي ابن عمه مصطفى عبدالقادر الحمادي رئيس فرع حزب الإصلاح بمنطقة بني حماد التابعة لمديرية المواسط، وكشف عن تورط أشخاص آخرين في العملية، وقبض اللواء على عشرة منهم، وفر آخرون".

 وقال "جلال الحمادي انه التقى مرتين مع ضياء الحق الأهدل القيادي في حزب الإصلاح، وهو المسؤول عن ملفات الاغتيالات والسجون السرية"؛ وكان اللقاءان بحضور مصطفى عبدالقادر، نهاية شهر نوفمبر في فندق بمنطقة الحصب غربي مدينة تعز، واستلم مبلغ خمسين مليون ريال من ضياء الحق مقابل تنفيذ عملية الاغتيال.

لجنة تحقيق شكلها الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، عثرت على رسالة أرسلت من تلفون مصطفى عبدالقادر إلى رقم المشرف المباشر على العملية ضياء الحق الأهدل، قال فيها جلال (تم)، ويقصد نجاحهم بتنفيذ عملية الاغتيال، ورد عليه ضياء الحق بالقول “اصدقني القول”، قبل القبض عليه، وتحريز الهاتف.

هذه الاعترافات تؤكد ان عملية التخطيط لاغتيال الحمادي، استمرت شهورا، لكن الكثير من المصادر اليمنية في تعز، عبرت عن حالة الاجرام التي وصل اليها التنظيم الممول قطريا، بتكليف شقيقه يقتل شقيقه عقب فتوى زعمت عمالة الحمادي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

السيطرة على تعز .. اكتملت

 

اغتيال العميد عدنان الحمادي، مثلت نهاية السيطرة على تعز، لكن السيطرة هذه تؤكد تحركات الإخوان ان مطامعهم ليست في اخضاع السيطرة على تعز وحدها بل يمتد الأمر للسيطرة على عدن وباب المندب، وإخضاع الممر الدولي الهام للنفوذ التركي بعد ان عجزت إيران في السيطرة عليه بواسطة الحوثيين.

قطر التي تقدم نفسها كقائدة للتحالف "الثلاثي الذي يضم إيران وتركيا"، قبل ان يكشف قيادي إخواني مقيم في الأخيرة عن معسكر إخواني، ضم العائدين من الحدود السعودية مع اليمن.

هذا التحرك اثار قلقا يمنيا وإقليميا خاصة في تعز التي من المتوقع ان تشهد صراعا جديدا ً، خاصة في ظل تحشيد الإخوان للتحرك صوب باب المندب وباب المندب.

 

تحرك خليجي ولا جدية لحل الأزمة مع قطر

 

هذا التحرك يتزامن مع تحرك سياسي ودبلوماسي قطري، لتصوير الأزمة في الخليج انها مع الإمارات ومصر والبحرين، في حين ان السعودية خارج الحسابات تلك، في ظل الحديث عن قرب انتهاء الازمة.

وقالت قطر في تصريحات على لسان وزير الخارجية ان السعودية قد وافقت على معالجة الأزمة دون الشروط المطروحة من قبل دول المقاطعة لحل الأزمة.

البحرين أولى الدول التي أعلنت مقاطعتها لقطر، أعرب وزير خارجيتها الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، عن أسفه لعدم جدية قطر في إنهاء أزمتها مع الدول الأربع.

وأكد الوزير، بحسب بيان نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني، أن "الأمر الذي كان واضحاً تماماً في طريقة تعاملها (الدوحة) مع الدورة الأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي انعقدت اليوم في الرياض بالمملكة العربية السعودية وسلبيتها الشديدة والمتكررة بإرسال من ينوب عن أميرها دون أي تفويض يمكن أن يسهم في حل أزمتها".

وبيّن وزير الخارجية أن ما صرح به وزير خارجية دولة قطر بأن الحوار مع المملكة العربية السعودية قد تجاوز المطالب التي وضعتها الدول الأربع لإنهاء أزمة قطر وأنها تبحث في نظرة مستقبلية، لا يعكس أي مضمون تم بحثه مطلقاً.

وشدد وزير الخارجية على أن "دولنا تتمسك تماماً بموقفها وبمطالبها المشروعة والقائمة على المبادئ الست الصادرة عن اجتماع القاهرة في الخامس من  يوليو (تموز) من 2017، التي تنص على الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب، وإيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013، والاتفاق التكميلي لعام 2014، والالتزام بكافة مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو (أيار) 2017، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعم الكيانات الخارجة عن القانون، ومسؤولية كافة دول المجتمع الدولي عن مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".

 

حمائم الإخوان يخشون السعودية

 

حمائم إخوان اليمن الذين يقيمون السعودية اشتركوا في بيان مع أحزاب يمنية عن رفضهم لتحركات صقور التنظيم اليمني، غير هذا ليس كافياً، فالتنظيم المتحالف مع الدوحة، يصر على ان يكون ذراعا إقليمية معادية مثله مثل جماعة الحوثي، لكن حمائم الإخوان يخشون الرياض، وهو ما دفعهم الى مشاركة الأحزاب اليمنية في بيان رافض لان تكون تعز اليمنية ساحة لحروب إقليمية.

بيان خديعة إخوانية للسعودية

عشرة أحزاب يمنية بعضها إخوانية من أبرزها الإصلاح والرشاد أصدرت بياناً رفضت فيه التحشيد الذي تم في منطقة يفرس بدعوى استقبال أبناء تعز العائدين من جبهات الحد الجنوبي للسعودية، من قبل القيادي الإخواني حمود المخلافي المتورط في نهب أموال قدمها التحالف العربي لتحرير تعز، قبل ان ينقلها المخلافي الى تركيا واستثمارها في سلسلة مطاعم يمنية في إسطنبول.

بيان الأحزاب اليمنية أكد رفضه إجراءات المخلافي، لكنه في ذات الوقت أكد دعمه لمليشيات الحشد الشعبي والتي اسماها بالجيش الوطني والخاضعة بشكل كلي لحزب الإخوان في تعز.

والأحزاب السياسية اليمنية أكدت رفضها لأي محاولة تجعل من تعز ساحة حرب لتصفية صراعات واجندات خارجية لا تمت للمشروع الوطني بصلة ولا تخدمه بقدر ما تعمل على تفتيته، معتبرة ان التعامل مع كيانات محلية او دول إقليمية وغير اقليمية خارج اطر مؤسسات الدولة وقيادتها الشرعية يعد جريمة وخيانة وطنية".

ورفضت الأحزاب اليمنية ما وصفته "رفضها التام لمحاولة تعكير العلاقات مع التحالف العربي او الإساءة لأي من أطرافه"؛ دون الحديث عن خطابات الإخوان المناهضة للتحالف العربي".

 

الإخوان ليسوا كل اليمن

 

واعتبرت مصادر سياسية تحدثت لـ(اليوم الثامن) "بيان الأحزاب اليمنية بأنها محاولة إخوانية لمنع أي ردة فعل سعودية حيال التحشيد العسكري".. مؤكدا ان الرياض لديها معلومات عن تعبية الكثير من المعسكرات لقطر، وان هذا الاجراء ينسف أي جهود للتقارب والتسوية".

وقال مصدر دبلوماسي يمني في الرياض "ان هذا الاجراء من شأنه تعقيد الأمور في اليمن وإدخال البلد في اتون حرب شاملة، وهذا ما لا يرغب فيه الإقليم، قطر تدخلت بشكل علني في سيادة بلد أعلن المقاطعة لها، الأمر لم يعد يقبله أحد، هناك تدخل سافر من الدوحة في بلدة قطع كل علاقاتها بها.

وأكد ان الإخوان ليسوا كل اليمن لا حتى جزء من اليمن، لكن الدوحة تراهن على تفجير حرب شاملة للوصول بسرعة الى السيطرة على باب المندب وعدن، فهي ترى ان الإخوان يخسرون في كل الجبهات، فحتى شبوة التي يحتلونها يدركون ان البقاء فيها لن يطول، لكنهم يراهنون على اسقاط عدن.

ويروا ان اسقاط عدن لن يتم الا بضرب التحالف العربي، حيث يسعى اعلام الدوحة الى أن السعودية قد تنهي أزمتها مع قطر، ولكن الازمة قد تظل كما هي ما الامارات والبحرين ومصر.

 

رهان خاسر

 

رهان الدوحة ومن خلفها انقرة وطهران على ضرب التحالف العربي، يعد رهانا خاسرا، فجميع دول التحالف العربي ومنها السعودية والإمارات ومصر، لن تسمح بضرب أقوى تحالف، في المنطقة، فهذه الدول تدرك العدو الحقيقي الذي لا يهدد الممرات الدولية ولكن يهدد أنظمة هذه الدول.

والإخوان الذي يتبنون مشروع اردوغان "دولة الخلافة"، يؤكدون منذ العام 2011م، على انهم يسعون لقلب النظام في المملكة العربية السعودية، ناهيك عن ما كشفته الصحافة الأمريكية من وثائق سرية تدين الإخوان في اليمن في التحالف مع الحوثيين لاستهداف السعودية.

والمصالحة مع قطر لن تتم الا بعد الموافقة على مطالب دول المقاطعة وفي طليعتها قطع علاقتها بتنظيم الإخوان الراعي الرسمي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة.