ذراع نائب الرئيس اليمني يؤكد ارتباط بلاده بالهوية العثمانية..

تقرير: "إخوان اليمن" نحو تركيا.. استراتيجية ابعد من مواجهة السعودية

أحمد الميسري وصالح الجبواني أبرز اذرع محلية لتنفيذ الاجندة التريكة في اليمن - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

"تأسس كل شيء جميل في بلادي، تأسست القوة الدفاعية، فكانت قوة الجيش السابع العثماني، الموجود في صنعاء قلعة هذا الجيش، الحامي الأساسي والحزام الأمني للحرمين الشرفين، من البوابة الجنوبية"؛ بحماسة استذكر الملحق العسكري في السفارة اليمنية بتركيا العميد عسكر زعيل ذراع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ومدير مكتبه السابق، دور الاحتلال العثماني لليمن، مؤكدا ان عراقة الاحتلال العثماني -والذي وصفه بالحكم العثماني – قد ارتبط باليمن والهوية اليمنية حتى هذه اللحظة، مستدلا بما اسماه "مجمعة العرضي، وزارة الدفاع اليمنية، التي قال إن تركيا هي من انشأتها.

حديث العميد زعيل جاء في الوقت الذي أكدت فيه مصادر دبلوماسية يمنية لـ(اليوم الثامن) "إنه قام خلال الثلاثة الأعوام الماضية بدور كبير في التمهيد للتدخل التركي في اليمن، ونسق زيارات تركية رفيعة إلى عدن للقاء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري الذي اعلن قبيل تعيينه وزيرا للداخلية، الولاء لنائب الرئيس اليمني في لقاء عقد بحضور رجل الاعمال احمد صالح العيسي في العاصمة السعودية الرياض.

وتشير المصادر إلى ان العميد زعيل قام وبتنسيق مع وزارة الداخلية التركية في تأهيل العديد من كوادر وقيادات حزب الإخوان اليمني، في الجانب الأمني والمخابراتي، بعضهم ارسلوا عقب ايام من تعيين الميسري وزيرا للداخلية.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: حكومة اليمن ترفضهم.. من هم اتباع قطر وتركيا ومن يحركهم؟

الاشادة اليمنية بالاحتلال العثماني لليمن، اثار حالة من الغضب لدى يمنيين يرفضون أي دور مستقبلي لأنقرة في بلادهم، لكن الكثير منهم أبدوا اعجابهم بالدور التركي الذي سبق لقناة يمن شباب التي يملكها نائب الرئيس اليمني وتبث بتمويل تركي، ان وصفت تركيا بالدولة الشقيقة وانها قد احدثت ثورة تنموية حقيقية في اليمن.

وبعثت وزارة الداخلية اليمنية المئات من عناصر حزب التجمع اليمني للإصلاح "الاخوان" أغلبهم من مأرب وذمار إلى أنقرة لتأهيل في الجانب الأمني والمخابراتي.

عمد الأحمر الزعيم العسكري لإخوان اليمن، على ترسيخ العلاقة مع أنقرة مع اشتداد الأزمة بين تركيا والسعودية، فعلى الرغم من ان نائب الرئيس اليمني يحظى برعاية الرياض، الا انه ذهب وفق خطة استراتيجية نحو الاتراك الذي ما يمانعوا في الكشف عن مشروعهم في اليمن والجنوب.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: صعدة اليمنية تدفع ثمن استراتيجية التحالفات الإيرانية القطرية

اعتمد الأحمر بشكل اساسي على  أحمد الميسري الذي دفع به إلى وزارة الداخلية، ومدير مكتبه السابق العميد عسكر زعيل، الذي أرسله إلى تركيا كملحق عسكري، قام خلال الثلاثة الأعوام الماضية بتنسيق عملية تأهيل كوادر حزب الإخوان الأمنية والعسكرية والسياسية.

وعسكر زعيل يعد من رموز الانتفاضة الإخوانية ضد نظام علي عبدالله صالح، وهو سكرتير قائد قوات الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها علي محسن الأحمر، قبل ان تتفكك على اثر تسليم قائدها العاصمة اليمنية للحوثيين في الـ21 من سبتمبر 2014م.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: بتوجيهات الأحمر.. "أحمد الميسري" يدخل تركيا على خط الصراع في اليمن

ولم يقتصر الأمر على الجانب العسكري والأمني فقد دفع الأحمر أيضا بصالح الجبواني المقرب من طهران الى وزارة النقل اليمنية، كمكافئة على مواقفه الأخير المناهضة للتحالف العربي، قام الجبواني مؤخرا بتوقيع شراكة بين وزارة النقل اليمنية ونظيرتها التركية على امل تأهيل المطارات وفتح رحلات يومية، قبل ان تحبط السعودية الأمر بتوجيه الحكومة اليمنية برفض تلك المساعي.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: صعدة اليمنية تدفع ثمن استراتيجية التحالفات الإيرانية القطرية

يرى الإخوان في اليمن الذين وضعتهم السعودية على قوائم الارهاب باعتبارهم رعاة تنظيم القاعدة في البلد المضطرب والحاضن الأول للعائدين من أفغانستان، ان علاقتهم الاستراتيجية مع هي مع تركيا وقطر وإيران، لأنهم يدركون ان علاقتهم بالسعودية مرحلية.

ذهب إخوان اليمن منذ وقت مبكر للتحالف مع إيران في مواجهة السعودية، وهو ما كشفت عنه الصحافة الأمريكية من لقاءات جمعت الحوثيين والإخوان في انقرة برعاية قطرية، اتفق فيه حلفاء أنقرة والدوحة من جهة مع حلفاء طهران من الجهة الأخرى، على مهاجمة الرياض.

أعلن الإخوان منذ 2011م على مواجهة الرياض وقلب النظام فيها، قبل ان يتطور الأمر إلى ازمة مع الدوحة، قادت السعودية المقاطعة التي لا تزال مستمرة منذ العام 2017م، لنظام قطر.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تقرير: الدوحة "بعلم أسود" في طهران.. الامارة الصغيرة تخشى الحرب

يقول الخبير والمحلل السياسي المصري علي رجب "توجه حزب التجمع اليمني للإصلاح-اخوان اليمن- الى تركيا، هو أمر ضم خط استراتيجي، دأت مبكرا شكل ترويج التنظيم الدولي للجماعة عن مشروع  رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان، كمشورع اسلامي "اخوني" ناجح،  تم استهدافه بمؤامرة خارجية، وحتي وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان إلى الحكم والترويج للنموذج الأردوغاني في الدول العربية، كمشروع لاسعادة الخلافة بشكل عصري وبثوب الديمقراطية، التي انقلب عليها أردوغان ذاته باعتقال نحو نصف مليون تركي".

اقرأ المزيد من اليوم الثامن > المنحة السعودية لليمن تذهب إلى حلفاء الدوحة وأنقرة

وقال رجب في حديث خاص لـ(اليوم الثامن) "إن قيادات اخوان اليمن تشكل الفرع البارز في التنظيم الدولي للإخوان، وايضا اشكل اهمية لدى الجماعة الحكومات الراعية له وعلى رأسه (تركيا- قطر- ايران) في استهداف السعودية، وما علاقة اخوان اليمن بالسعودية اليوم الا وهي علاقة "تقية سياسية" تستهدف الحصول على أكبر مكسب من المملكة في اليمن، ولكن مع التغيرات السياسية  بعد اتفاق الرياض بدأت الإخوان يكشفون عن وجهم الحقيقي بالتوجه الى الخليفة الإخواني أردوغان، للحصول عىلى دعم لتأسيس والحفاظ على إماراتهم في مأرب وتعز، والسيطرة على مقاليد الأمور بالتماهي والمشاركة مع ميليشيا الحوثي المدعومة ايضا من (ايران –قطر) وفتحت علاقات واسعة مع تركيا مؤخرا برعاية اخوانية".

اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: "إخوان اليمن".. ابعاد الاستقواء بتركيا على حساب السعودية

ولفت الخبير المصري إلى أن "تركيا تسعى الى العودة الى اليمن واستعادة نفوذها العثماني، عبر التنظيم الاخواني و"اتراك اليمن" والذي عم عائلات يمنية ترجع اصولها الى العرق التركي وغالبيتهم ينتمون لحزب التجمع اليمني للاصلاح".

وقال "إن الإخوان يسعون الى  الاستعانة بتركيا لعدة اسباب، اولها الحفاظ على خطفهم لليمن وذلك بعد اتفاق الرياض، ثانيا سرقة النفط والغاز  وهي احد ابرز اسباب حرب ميليشيا الاصلاح في شبوة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، ثالثا  ابتزاز السعودية بتهديد امنها القومي ببقاء اليمن في مرحلة "اللاحسم" للحرب اليمنية وفساد الاخوان ونهبهم لأموال  تكشفهم وثائق بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، رابعا، السيطرة على اليمن يعني تهديد مصر بضرب الملاحة الدولية".


اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: حكومة اليمن الشرعية.. هرولة نحو محور قطر وتركيا

ويؤكد الخير المصدر في حديثه لصحيفة اليوم الثامن ان "تركيا بعودتها الى اليمن هو نفس الاهداف السابق بالإضافة الى اتخاذ اليمن نقطة ومرتكز لتهديد السعودية، وابتزازها امنيا واستراتيجيا وكذلك باقي دول الخليج، ومحاولة الحصول على قاعدة عسكرية في اليمن لتحكم سيطرتها على الملاحة الدولية بثلاثة قواعد عسكرية تركية في قطر والصومال والثالثة المخطط تأسيسها في اليمن "وقتما" تسمح الاوضاع.

اتخاذ اليمن أيضا نقطة لانطلاق تركيا في افريقيا ومنطقة القرن الافريقي، ومحاولة تعويض خسارة رجب طيب أردوغان للسودان بعد ازاحة حكم الاخوان باسقاط عمر البشير".. مشيرا إلى ان "الخلاصة ان الإخوان وتركيا هو ليس تحالف "مصالح" ولكن هو تحالف" بقاء" وسيطرة ونفوذ".