"قطر قاعدة تركية متقدمة في عمق الوطن العربي"..

حسين حنشي: مصر الشريكة الأولى لشعب الجنوب بهذه القوة (2-2)

حسين حنشي رئيس مركز عدن للدراسات والبحوث - الدستور

القاهرة

كشف حسين حنشي رئيس مركز عدن للدراسات والبحوث، في الجزء الأول من حواره مع صحيفة الدستور المصرية، عن ألاعيب جماعة الإخوان فى المنطقة العربية، ودورها فى تنفيذ المشروع التركي، وكيف يسعى إخوان اليمن باستماتة للسيطرة على مدينة عدن وباب المندب.وفي الجزء الثاني من حواره يتحدث "حنشى" عن تأثير الجماعة الإرهابية على المنطقة العربية، كيف نجحت تركيا وإيران في خلق أدوات عربية من أجل تنفيذ مشروعيهما التركي والفارسي ـ وإلى نص الحوار:


- كيف ترى تأثير الإخوان على المنطقة العربية؟
جماعة الإخوان أصبحت في خدمة المشروع القومي التركي تحت لافتات إسلامية، وبالتالي لا مشروع مستقل للجماعة لاسيما بعد الفشل الذي منيت به عقب الربيع العربي، فقد أظهرت عقلية لا تمت للدولة بصلة من إقصاء ومحاولة تدجين المجتمع بفكر وحيد، بجانب استخدام العنف كمنهج مع المجتمع والمعارضين وتأثيرها الحالي في الوطن العربي لم يعد إلا تأثيرًا أمنيًا فقط وليس ثقافيا، فقد كشفت وأصبحت مجرد إطار لتنظيم يمارس العنف والتخريب في الدول العربية لمصلحة تركيا، وكل يوم تكشف أكثر، ولذا فأخطر الفروع هي التي لا تزال تحافظ على جسدها السياسي ضمن المشهد الرسمي في بعض الدول العربية منها اليمن، فهذه الفروع تمثل الشيء الكثير لتركيا، فهي تنتشر في مفاصل الدول وتشكل دولة عميقة حتى إن لم تكن في هرم السلطة، وبالتالي يسهل ضرب المشروع العربي، وأعتقد أنه على الدول العربية العمل على كشف عمالة هذه الجماعة وتعريتها أمام المجتمع.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن > حسين حنشي: إخوان اليمن ينفذون أجندة المشروع التركي

- كيف نجحت تركيا وإيران في خلق أدوات عربية من أجل تنفيذ مشروعيهما التركي والفارسي في المنطقة؟
لا يمكن القول إن آليات وعوامل النجاح التركي والإيراني واحدة في إيجاد أدوات عربية، فلكل منها أسلوبه فالأسلوب الإيراني أكثر عمقا، فهى استغلت وجود خلل في المساواة ببلدان عربية تجاه أقليات وحتى أكثريات كما هو في العراق والبحرين، لذا وجودها أعمق وصعب معالجته، بينما تركيا اعتمدت على (مطاريد المجتمعات) الذين أجرموا بحقها، وكان الإخوان اختيار مفضل للمشروع التركي المعتمد على تسويق فكرة الخلافة والمشروع الإسلامي وهو في صلبه مشروع قومي تركى، والإخوان يعون ذلك غير أنهم كتنظيم أفعاله لا تعبر بالضرورة عن شعاراته، وجد في تركيا أبا يمكن التسويق للاتباع عنه الكثير من الخطاب الإسلامي، وفي حالة أدوات تركيا يمكن معالجتها بصورة أسهل.

-ما هي المصالح المشتركة استراتيجيًا واقتصاديًا بين مصر وجنوب اليمن؟
الرابط العاطفي بين مصر وشعب الجنوب ونخبه، فمصر الشريكة الأولى لشعب الجنوب ثقافيا عبر قوتها الناعمة من أدب وسينما ودراما ومسرح، ناهيك عن المدرسين المصريين الذين انتشروا في مدارس الجنوب بعد الاستقلال، فالثورة المصرية بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر كانت الداعم الأول لتحرر الجنوب في الجبهة القومية وجبهة التحرير، وكان هناك ارتباط قومي للجنوب بالقيادة المصرية حتى إنه عندما مات الزعيم عبدالناصر شيعت جنازات رسمية له في قرى نائية من الجنوب.

وبعيدًا عن ذلك هناك مصالح مشتركة، فالجنوب يمثل طرفًا من طرفي مضايق البحر الأحمر الاستراتيجية (قناة السويس وباب المندب) وكليهما يؤمن بعض، كما أنه يمثل بنجاحه هزيمة لأبرز القوى التي تعادي مصر وعلى رأسها الإخوان الذين يأتون في راس لائحة خصوم مصر.

- كيف ترى الدور القطري تجاه ما يجري باليمن في الوقت الحالي؟
قطر تمثل قاعدة تركية متقدمة في عمق الوطن العربي، قاعدة عسكرية ولوجستية وإعلامية وأمنية ومالية، فهي تمول كل خطط تركيا في البلدان العربية عبر فروع الإخوان، وتسوق إعلاميا لها وتحاول ضرب المجتمعات العربية، وتستغل كل علاقاتها لمصلحة المشروع التركي دون أي مصلحة عربية قطرية، فلو نظرنا لمصلحة قطر من دعم الإخوان ونشر الفوضى في الوطن العربي لن نجد شيئًا حتى مثالية الطرح للإعلام القطري عن مساعدة الشعوب في نيل حقها في الديمقراطية، وحقوق الإنسان مثالية مضروبة إخلاقيا عندنا تأتي من دولة مملوكة لفرد، لا برلمان ولا حقوق إنسان.

في اليمن، تمارس الدوحة ذات الممارسات مع فروع الإخوان في الدول العربية من دعم وتمويل واستخدام من أجل الخلخلة، والأخطر تنسق بين الإخوان المسيطرين على الشرعية وبين الحوثيين الانقلابيين لإطالة المعركة واستنزاف التحالف العربي وتدمير اليمن.