متهم بالتورط في جرائم قتل بأبين خلال عقد..

تقرير: "الميسري".. مشرعن الاحتلال الجديد كيف أصبح مطلوباً للقبائل؟

أحمد الميسري متهم بالتحالف مع الإرهاب لتصفية خصومه في أبين - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

طالبت قبائل آل باكازم بأبين القضاء المحلي والدولي إلى سرعة اعتقال وزير داخلية حكومة المنفى أحمد الميسري، بعد ارتكاب مليشيات مسلحة تتبع جرائم قتل وتقطع طال ابناء القبائل في المحفد وأحور خلال منذ اغسطس من العام المنصرم.

وقال زعيم قبلي لـ(اليوم الثامن) "إن القبائل عقدت سلسلة من اللقاءات اتفق الجميع على مخاطبة القضاء المحلي والدولي وتم اصدار بيانات وجهت للتحالف العربي، بضرورة ضبط احمد الميسري وكل المتعاونيين معه وتقديمهم للقضاء جراء تورطهم في ارتكاب جرائم قتل مع سبق الاصرار والترصد.

وحملت قبائل باكازم في مديرية المحفد، احمد الميسري ، وعلي الذيب " ابو مشعل " مسؤولية إستهداف وقتل أبنائهم في المديرية وبدم بارد .

وقال كبار مشايخ واعيان وشخصيات باكازم في بيان صحفي وزع على وسائل الاعلام "ان الوضع الامني بالمحفد بات وضعا كارثيا خاصة مع وجود قوات امنية وعسكرية تابعة لما يمسى بالحكومة الشرعية، تسرح وتمرح في ارجاء المديرية دون ان تحرك ساكنا لذلك.

 واشاروا الى ان تلك القوات جلبت معها البلاء للمديرية وأعادت حماية وتقوية نشاط العناصر الارهابية المتطرفة التي تقتل ابنائهم بشكل شبه يومي .

ورفض ابناء المحفد ان تكون مديريتهم مسرحا لتصفية حسابات بعض المأزومين الذين اتخذوا من تلك العناصر الإرهابية مصدر تهديد لأبناء باكازم حتى يتسنى لهم تمرير مشاريعهم العدوانية ومصالحهم الخاصة على جثث ابناء المحفد.

ودعا كبار ومشايخ واعيان باكازم كل ابناء المحفد الى التصدي لتلك العناصر ومجابهتها بشتى الوسائل ، محملين الميسري وابومشعل ومن اسموهم " ادواتهم الرخيصة التي تسرح وتمرح في المديرية وتعبث بامنها وإستقرارها " كامل المسؤولية في ذلك .

لكن من هو أحمد الميسري وما دوره القديم الجديد في أبين.

"أحمد الميسري"  القيادي المؤتمري ومحافظ أبين السابق ووزير الزراعة والداخلية، الشخص الأكثر تناقضاً، المتذاكي الغبي، المدافع عن الوحدة اليمنية، والانفصالي الرافض للوجود الشمالي في الجنوب، الداعم للتحالف العربي، المرحب بمحور الشر "القطري التركي الإيراني"، خشية من احتلال التحالف العربي لبلد  ممزق ومقسم طائفياً، يرزح تحت البند السابع.

تقول سيرته الذاتية انه خريج بكالوريوس هندسة، من جامعة صنعاء1996م، ثم رئيس اتحاد الطلاب في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم لليمن مع حزب الاصلاح بعد السيطرة على الجنوب واقصاء الحزب الاشتراكي.

دفع به نظام صنعاء إلى منصب محافظ أبين، مع انطلاقة الحراك الجنوبي ليكون يد النظام التي تبطش هناك.

وقد كان عند حسن ظن نظام صنعاء به، فقتل ونكل بالجنوبيين واقتحم المنازل وانتهك الحرمات بعد ان شرعن لأجهزة القمع ممارسة ارهابها.

ولعل ما يمكن الاشارة إليه هي تلك الجريمة البشعة، التي ارتكبها الميسري بمعية مدير الأمن في أبين حينها "المدعو المروني".

كان محافظ أبين احمد الميسري يبرر ما يقوم به بأنه "دفاعا عن الوحدة، ضد الشرذمة الانفصالية القليلة جدا"، كما كان يصورها، لكن عملية الانتقام تلك كانت أوسع واشمل وطالت الجميع ولم يسلم منها أحد.

في العام 2010م، حين استضافت عدن وأبين بطولة خليجي 20 نهب الميسري المحافظ الملايين من الدولارات، كانت قد قدمت كدعم من دول الخليج لتأهيل البنية التحتية في زنجبار أبين.

وحين تمت ادانته بالفساد ونهب تلك الأموال، رفض لا ان ينتقم من أبناء أبين أشد انتقاماً.

فهو كما يقول "ان أبين ليست ملكا لأحد بل ملكا للوحدة"، التي قتلهم بأسمها ودفاعا عنها.

فسلمها لعناصر مفترضة من تنظيم القاعدة، بالتعاون مع صديقه المروني، لتعيث هذه العناصر في فساداً وإرهاباً، فدمرت أبين وشرد أهله، ولا تزال تلك الحرب شاهدة إلى اليوم.

 

بعد ازمة 2011م، تورى الميسري عن الانظار، إلى ان اتى الانقلاب الحوثي، فقفز الميسري إلى عدن، ونصب نفسه قائدا للجان الشعبية التي لم يكن يعرف من هم قادتها.. ولنا هنا ان نطرح تساؤلات هل يجرؤ الميسري ان يجيب عليها.

أين كنت حين اقترب الحوثيون من قاعدة العند؟ لماذا لم ترافق الرئيس هادي إلى قاعدة العند فجر الـ25 من مارس 2015م، لماذا تخلفت مع محافظ عدن حينها رئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها حاليا عبدالعزيز بن حبتور؟ ايعقل ان يذهب الرئيس وانت ورئيس اللجنة الأمنية لم تذهبا معه؟

لماذا لم تغادر مع بن حبتور صوب صنعاء، بعد ان نجحت في ارباك المشهد في عدن، بإعلان سقوط العاصمة بتسريبك معلومات لوكالات الانباء؟ إلى أين ذهبت؟ هل كان لعاصفة الحزم السبب في منعك الفرار صوب العاصمة اليمنية؟.

الميسري وزيراً للزراعة.. في الأول من أكتوبر 2015م، بعد ان تسلل مرة أخرى صوب الرياض، ولأن لا وجود للزراعة في زمن الحرب والغارات الجوية، فما كان من الميسري الا ان تسلم مهمة دفع رواتب الجيش والأمن.. وهنا لا تحدثني عن المليارات التي نهبت سواء بالاقتطاع والخصم على الجنود ومنتسبي المقاومة او بتلك الاسماء الوهمية التي كانت رواتهم تذهب إلى خزينة أحمد الميسري وزير الزراعة، ووزير مالية الجيش والمقاومة.

ولأن الأمر لم يدم طويلاً، كان الميسري ومن يقف خلفه يطمح في الوصول إلى رئاسة الحكومة، فكان أكثر تملقا للرئيس هادي، الذي يخبره جيداً، فمنح له منصب وزارة الداخلية.

يؤكد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك أن الميسري ينهب من الخزينة العام مبلغ وقدر مليار و300 مليون ريال يمني شهرياً، وقيس على ذلك الأموال التي نهبت منذ ديسمبر 2017م، حتى اليوم.

كانت مهمة الدفع بالميسري الى حقيبة الداخلية، فتح قنوات تواصل مع الاطراف الاقليمية المعادية للتحالف العربي، بدأها بأرسال مجموعة من العناصر  إلى تركيا للتأهيل، وهذه العناصر لا يعرف عنها أي شيء، تقول تقارير محلية انهم من عناصر حزب الإخوان.

الغطاء السياسي الشرعي الذي توفر للميسري مكنه في اعلان موقفه المعادي بشكل واضح للتحالف العربي، وأصبح يردد ما يقوله الحوثيون "السعودية والإمارات دولتا احتلال".

ومع كل تصريح مناهض للتحالف العربي، كانت الوفود التركية والأموال القطرية تصل الرجل، الذي بدأ يتفرعن ويظن نفسه أنه اصبح قوياً، حتى اطلق التهديدات ضد من يفترض انهم أخوانه الجنوبيين، الذين هددهم بانه أصبح يمتلك مخالب وأنياب.

اما اليوم وبعد ان اتضحت الصورة، وانكشفت الحقيقة، فالميسري لكم يكن الا جاسوسا زرعته بعض الاطراف الاقليمية في الشرعية، وهو ما أكدت عليه الصحافة السعودية.

لتزيحه الحكومة اليمنية جانباً، بإعلان كل ما يقوم به لا يمثل الحكومة بل يمثل اطراف مناهضة ومعادية للتحالف العربي، كما يؤكد رئيس الحكومة اليمنية.

وقبل الختام.. ما هو المشروع الذي يحمله الميسري لليمن والجنوب؟ قطر أم إيران أم تركيا، ام انه يمتلك المزايدة اليوم ويرفع شعار بانه مشروع أخر بعيدا عن هذه الاطراف التي تقف خلفه وتوظف اعلامه لتلميعه وابرازه؟

ما هو مشروعه الذي يقول ان لديه جيوش جرارة أولها في مأرب وأخرها في شقرة بأبين، وأين هذا الجيش من الحوثيين الذين يقتربون من اسقاط معقل في مأرب.