علاقات سيئة السمعة مثّلت طعنة غادرة في ظهر التحالف العربي..

تقرير: تنظيم الإخوان.. علاقات نافذة مع الحوثيين عبر الشرعية اليمنية

إقدام المليشيات الإخوانية بتسليم جبهات ومواقع استراتيجية للمليشيات الحوثية، وتمثّل ذلك مؤخرًا في محا

اليمن

في الوقت الذي تستعر فيه الهجمات الإرهابية التي ترتكبها المليشيات الحوثية الموالية لإيران في منطقة ما، فإنّ كثيرًا من الأنظار تتوجّه إلى حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي يملك علاقات نافذة مع الحوثيين، تُسهِّل للمليشيات ارتكاب هذه الجرائم.

 

وفيما قوبلت الجريمة الحوثية المروعة في استهداف سجن النساء بمحافظة تعز بكثيرٍ من الإدانة والاستنكار، فلا يمكن تبرئة المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية من مسؤولية ما يحدث، فالجانبان يقتسمان السيطرة على المحافظة التي أصبحت مسرحًا للإرهاب من قِبلهما.

 

المحلل السياسي جمال باراس قال إنّ الجريمة التي ارتكبها الحوثيون في سجن النساء بمحافظة تعز تعتبر جريمة كبيرة ولابد من تدخل المجتمع الدولي وقرار حاسم بشأنها، مؤكدا أن هناك علامات استفهام كبيرة لاستمرار الصراع داخل مدينة تعز.

 

باراس تحدّث عن العلاقات الحوثية - الإخوانية قائلًا إنّ هناك بعض القوى السياسية المتناقضة داخل مدينة تعز يسمحوا لتواجد الحوثيين وربط ذلك بمعادلات سياسية، ويريدون حصول الحوثيين على مكاسب سياسية وهو مؤشر لزيادة الجرائم تجاه المدنيين في مدينة تعز.

 

وأضاف أنّ تواجد حزب الإصلاح في تعز والنفوذ الكبير الذي يملكه الحزب كان له أثر سلبي على حسم الصراع في تعز.

 

وحملت الأشهر القليلة الماضية، كثيرًا من الفضائح التي انهالت على حكومة الشرعية، بعدما ارتكبت هذا الفصيل كثيرًا من الخيانات فيما يتعلق بعلاقاته النافذة مع المليشيات الحوثية.

 

علاقات الشرعية مع الحوثيين مثّلت طعنة غادرة من قِبل الحكومة في تعاطيها مع مجريات الأزمة الراهنة، حيث انخرطت الشرعية في تعاون سيئ السمعة مع الحوثيين في استهداف الجنوب ومعاداته.

 

كانت شحنة أسلحة وذخائر حاول سائق سيارة تهريبها في مارس الماضي إلى مليشيا الحوثي في تعز، من الجزء الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان بالمحافظة نفسها، قد فضح هذا العبث الذي تمارسه الشرعية.

 

واعترف السائق خلال التحقيقات التي تجريها وحدة من اللواء 35 مدرع، بأن قيادات عسكرية تنتمي لقوات الشرعية، تابعة لمليشيا الإخوان في تعز، سهلت له عملية التهريب.

 

علاقات الحوثي والشرعية تمثّلت في مؤامرة عسكرية مفضوحة، عبر إقدام المليشيات الإخوانية بتسليم جبهات ومواقع استراتيجية للمليشيات الحوثية، وتمثّل ذلك مؤخرًا في محافظتي الجوف ومأرب.

 

وتشير كافة التطورات العسكرية إلى أنّه لا يمكن التعويل على حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني في مجريات الحرب وسبل التعاطي معها.

 

ويعمل حزب الإصلاح على إطالة أمد الحرب باعتباره مرتبحًا بشكل رئيس من استمرار النزاع الراهن، سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو حتى ماليًّا، ومن أجل هذا الغرض يعمل الحزب الإخواني على فتح جبهات جديدة تُمكِّن المليشيات الحوثية من الاستمرار في حربها الشعواء.

 

المخطط الإخواني في هذا الإطار تضمّن ذلك تقوية علاقاته مع المليشيات الحوثية، وهي علاقات سيئة السمعة مثّلت طعنة غادرة من الفصيل الإرهابي المخترق لحكومة الشرعية بالتحالف العربي، على الرغم من الجهود الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة طوال السنوات الماضية.

 

وفيما حاول حزب الإصلاح فرض إطار من السرية على علاقاته مع الحوثيين، إلا أنّ هذه العلاقات فُضِح أمرها على صعيد واسع طوال الفترة الماضية، لا سيّما في أعقاب توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.

 

خذلان قوات الشرعية يفتح جبهات قتال جديدة، ويمكِّن الحوثيين من السيطرة على مناطق عديدة، على النحو الذي يهدِّد أمن المنطقة برمتها وليس اليمن فقط

 

خيانات قوات الشرعية أمرٌ غير مستغرب، وقد أثبتت الحكومة أنّ بوصلتها لا تهدف إلى تحرير مناطقها من قبضة الحوثيين، إنما العداء للجنوب والنيل من أمنه واستقراره واستهداف مقدراته.