المنظمة عدّلت جدولها الزمني لتفشي الفيروس بعد 6 أشهر من النتائج الأولية..

«الصحة العالمية» تتراجع: علمنا بكورونا من الإنترنت قبل الصين

مؤتمر صحفي لمنظمة الصحة العالمية في مقرها بجنيف

جنيف

مرة أخرى، تخضع مصداقية منظمة الصحة العالمية وتعاملاتها مع الحكومة الصينية في الأيام الأولى من تفشي وباء كورونا للتدقيق بعد الكشف عن أن هيئة الصحة العالمية المدعومة من الأمم المتحدة غيرت بشكل ضمني جدولها الزمني للفيروس التاجي لتكشف أنها سمعت في البداية عن تفشي الفيروس الجديد من الإنترنت، وليس من المسؤولين في الصين كما قالت منذ فترة طويلة.

وفقًا لتقارير متعددة، تم إجراء التعديلات على موقع منظمة الصحة العالمية على الإنترنت في 29 يونيو (حزيران)، مما يزيد الشكوك حول فكرة أن القيادة الصينية حاولت لفترة طويلة التستر على تفشي الفيروس الجديد، وأن منظمة الصحة العالمية ساعدتها على ذلك، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

ويستمر النص المنقح في التأكيد على أنه في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019. «حصل مكتب منظمة الصحة العالمية في جمهورية الصين الشعبية على بياناً إعلامياً من قبل لجنة الصحة لبلدية ووهان من موقعها على الإنترنت بشأن حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي»، لكن الصين أضافت أن «منصة المعلومات لمنظمة الصحة العالمية وجدت أيضاً تقريراً إخبارياً باللغة الصينية من فاينانس سينا، منفذ صيني، حول نفس مجموعة الحالات في ووهان، منسوبة إلى (التهاب رئوي لسبب غير معروف)».

وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أن منظمة الصحة العالمية قالت في السابق إن معرفتها الأولى بالفيروس التاجي نابعة من تنبيه صدر عن لجنة الصحة لبلدية ووهان. ومع ذلك، يوضح تعديل الخط الزمني الآن أن الإخطار الأول جاء من مكتب منظمة الصحة العالمية في بكين وليس من سلطات بكين.


وأصر كل من منظمة الصحة العالمية والحزب الشيوعي الصيني بشدة على أنه لم يكن هناك تغطية أو تواطؤ بينهما، رغم تحقيق أجرته الحكومة الأميركية أدى إلى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أواخر مايو (أيار) أن دافع الضرائب الأميركي لن يمول المنظمة بعد الآن سوء التعامل مع الوباء.

ولعقود، عملت الولايات المتحدة كأكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية - حيث دفعت حوالي 400 مليون دولار سنوياً أي حوالي 10 أضعاف أكثر من الصين. ورداً على ذلك، تعهدت بكين بزيادة المبلغ الذي تعطيه للمنظمة.

ولم يرد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية على الفور لطلب التعليق لتوضيح تغيير الجدول الزمني ولماذا تم ذلك بعد أكثر من ستة أشهر من النتائج الأولية.

وقالت الوكالة في بيان نشرته وسائل الإعلام خلال عطلة نهاية الأسبوع إن الجدول الزمني الجديد «يعطي المزيد من التفاصيل» بشأن الأيام الأولى للأزمة المتفاقمة التي أودت منذ ذلك الحين بحياة أكثر من نصف مليون شخص عالميا.

لكن أحدث تغيير في سرد المراحل الزمنية لتفشي كورونا هو واحد من العديد من التغييرات في الأشهر الأخيرة المتعلقة بكمية ما عرفته منظمة الصحة العالمية عن الوباء، وعلاقتها التي يشكك بها الكثيرون مع المسؤولين الصينيين.