الدوحة تضغط لانتزاع ميناء شحن البري..

تقرير: راجح باكريت.. خدمة الأجندة القطرية والإيرانية من بوابة عمان

محافظ المهرة السابق راجح باكريت متحدثا لقناة سهيل الإخوانية- ارشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

باتت الاجندة القطرية الإيرانية في محافظة المهرة أقصى الشرق الجنوبي، واضحة، لكنها ابعد من "إعادة السيطرة على ميناء شحن البري والموانئ البحرية، لتسهيل تهريب الأسلحة الإيرانية والتركية للمليشيات الحوثية والإخوانية".

فالمهرة التي أصبحت محورا للصراع على الجنوب بموقعها الاستراتيجي الهام، حتى أنها قدمت كورقة تفاوض بين ان تبقى هذه المحافظة بعيدة عن مطامع مشروع تحالف "قطر وإيران وتركيا"، مقابل تسليم عدن وباب المندب.

شهدت المهرة مطلع العام الجاري مواجهات مسلحة بين أذرع محلية تدعمها قطر ويتزعمها تجار سلاح شهير يدعى سالم الحريزي، مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

حاولت هذه الأذرع المحلية منع إجراءات اتخذها التحالف بتشديد الخناق على المليشيات الحوثية من خلال تهريب الأسلحة،

فقد بدت هناك تلويحات بخيارات أخرى لمواجهة التحالف العربي ولكن بأجندة تبدو متوافقة مع ما تريده الدوحة وطهران، والمتمثل في مشروع التقاسم بين ان يذهب اليمن الشمالي لإيران والجنوب لقطر.

ومؤخرا صعد الإعلام القطري والتركي والإيراني من هجومه المتواصل على المملكة العربية السعودية، في مسعى تقول تقارير صحافية انه هدفه انتزاع ميناء شحن البري في المهرة بالحدود الجنوبية مع سلطنة عمان، بينما يلوح حلفاء محليون لسلطنة عمان، بخيارات أخرى ردا على هذه الهجمة الإعلامية، الأمر الذي جعلهم محط تساؤل حول ما هي الاجندة التي يدعمها هؤلاء، وماذا كانت تخدم المهرة او السعودية، ومشروعها المتمثل في مد أنبوب نفطي يصلها ببحر العرب.

واتهمت وسائل إعلام ممولة قطريا وتركيا، السعودية بإنشاء قواعد عسكرية في المهرة والسيطرة على الموانئ البرية والبحرية، واصفة ان ما يجري في المحافظة هو احتلال مكتمل الأركان.

ولوحت وسائل إعلام إخوانية يمنية بخيارات الحرب، مقدمة جملة من الشروط لترك السعودية تعمل في المهرة، من بينها ان تقوم الرياض بنزع أسلحة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقالت قناة المهرية التي تمولها الدوحة ويديرها مسؤول في وزارة الإعلام اليمنية "إن السعودية لم تفِ بعد بالتزاماتها في الضغط على الانتقالي الجنوبي، لتسليم الأسلحة الثقيلة وسحب مليشياته من المدن التي سيطر عليها عبر انقلابات في عدن وسقطرى"؛ فيما ذهبت قناة يمن شباب الى اتهام قائدة التحالف العربي بتسليم المدن والأسلحة للحوثين في تخوم محافظة مأرب النفطية المعقل الرئيس لإخوان اليمن.

لكن المثير في الهجوم القطري على السعودية هو الموقف الذي ابداه محافظ المهرة السابق راجح سعيد باكريت الذي اقيل من منصبه بتهمة علاقته بالرياض.

ودعا باكريت إلى انفصال المهرة عن الجنوب، نتيجة ما قال انه الصراع على المحافظة من قبل بعض القوى التي لم يمسها.

ويبدو ان سلطنة عمان قد دخلت بقوة على خط الصراع على المهرة، وهو ما دفعت بالمحافظ السابق الذي قال ان المهرة كانت دولة مستقلة حتى استقلال الجنوب من بريطانيا.

وزعم المحافظ الذي أقيل بتعليمات من موظف سابق في الرئاسة اليمنية يدعى مختار الرحبي، لكن يبدو ان المحافظ المقال قد عاد لخدمة الاجندة القطرية التركية وان كان من بوابة سلطنة عمان، وهو ما يعني انه قد تناسى قرار اقالته التي يقف خلفها تيار الإخوان الموالي للدوحة.

وبدأ واضحا ان راجح باكريت يريد الضغط على السعودية من خلال رفع شعار انفصال المهرة عن الجنوب، حتى وان بدأت تصريحاته موجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الا انها تمثل احراجا للسعودية التي يريد ان تتفاوض معه على أي مصالح مستقبلية في المحافظة، لكن هذا لا يعني تجاهل المطامع العمانية الواضحة منذ عقود في السيطرة على المحافظة.

وتقول مصادر عسكرية جنوبية في المهرة لـ(اليوم الثامن) "ان قطر تريد استعادة حلفائه السيطرة على ميناء شحن البري"، وهو ما يعني استمرار تدفق السلاح على الحوثيين، ناهيك عن ان سيناريو خروج القوات السعودية من المهرة، يعني تضييق الخناق على الرياض ودفعها مجبرة لإعلان مصالحة من طرفها مع الدوحة، الأمر الذي يعني تفكك التحالف العربي والتفرغ لاستهداف اقطاب المقاطعة "الإمارات ومصر والبحرين".

وهو سيناريو وان كان يبدو بعيدا، الا انه كل الخيارات مطروحة في ظل عجز الاعلام السعودي في مقارعة الإعلام القطري، الذي يجيش الشارع اليمني ضد التحالف العربي بوصفه تحالف احتلال.

ناهيك عن ان قنوات سعودية مثل "العربية والحدث" أصبح خطابها موجها ضد الجنوب، على الرغم من أن الأخير يقدم نفسه كقوة سياسية وعسكرية حليفة للسعودية.