حكومة هادي تدفع نحو الحرب بدعم قطري وتركي..

تقرير: "الانتقالي"..  بين خيار السلام والحفاظ على الثوابت الوطنية

الرئيس اليمني المنتتهية ولايته عبدربه هادي وفي الخلف حلفائه قادة تنظيم الإخوان - ارشف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قالت مصادر عسكرية وسكان إن ميليشيات إخوانية تدعي تبعيتها لحكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، عززت من تواجدها في بلدة شقرة الساحلية بأبين (شمال شرق العاصمة عدن)، بعد جلب تعزيزات وصلت خلال الأيام الماضية من محافظة شبوة، المعقل الرئيس لأذرع قطر وتركيا في الجنوب.

  وجاءت هذه التعزيزات بالتزامن مع استمرار قيام الميليشيات بأعمال قصف متواصلة على مواقع القوات الجنوبية في نطاق تمركز بالشيخ سالم والطرية.

ولم يعد خافيا الدعم التركي والقطري لإخوان اليمن، وصقور حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته، بل على العكس بات واضحاً هذا الدعم من خلال انشاء اشبه بالقاعدة العسكرية في ميناء قنا بشبوة، وهو المكان الذي ترجح العديد من المصادر انه أصبح قاعدة عسكرية تركية لتدريب العناصر اليمنية على كيفية استخدام الطيران المسير.

أواخر سبتمبر ، المنصرم، استخدمت ميليشيات الإخوان الطيران المسير لأول مرة، حيث رصدت القوات الجنوبية تحليقا لطائرات مسيرة "تركية"، فوق مواقع القوات الجنوبية، لكنها لم تقم باي اعمال قصف.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية في جبهة أبين النقيب محمد النقيب قوله "إن طائرات مسيرة تابعة لميليشيات الإخوان، حلقت في أجواء مواقع ترابط فيها القوات الجنوبية بجبهة شقرة رافقه قصف مدفعي واشتباكات، في تطور خطير لسير المعركة والسلاح المستخدم فيها.

وبحسب النقيب فقد "تزامن ذلك مع قصف بقذائف الهاون نفذته ذات المليشيات الإرهابية ونشوب اشتباكات بالسلاح المتوسط في القطاع الأيمن، قواتنا تعاملت مع الموقف برد قوي وحازم".

وكانت تقارير عربية كشفت مطلع سبتمبر عن سيناريو لتوسيع دائرة الحرب بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيات الحكومة الإخوانية اليمنية وحلفائها من تنظيمي القاعدة وداعش بإدخال تقنيات عسكرية جديدة منها الطيران المسير؛ بهدف جر الأطراف المناهضة للحوثي إلى صراع عسكري وسياسي وإعلامي يقوض إمكانية تنفيذ اتفاق الرياض.

 

وذكرت ذات المصادر أن "ضباطا أتراكا في محافظة شبوة يقومون منذ مايو الماضي بتدريب عناصر مسلحة تحت اسم (الحشد الشعبي) على استخدام طائرات مسيرة في التصوير الجوي وتحديد ورصد الأهداف الثابتة والمتحركة"، وسط معلومات عن مساعٍ لنقل تجربة الحوثي مع الطائرات المفخخة إلى مليشيات حزب الإصلاح التي سلمت منتصف الشهر الماضي عناصر من القاعدة وداعش سلاحا ثقيلا، وعهدت إليهم مهاما عسكرية في خطوط التماس مع القوات الجنوبية في شقرة.

واعتبرت المصادر أن الإشاعات الإعلامية التي بثها ناشطون وإعلاميون يمنيون مقربون من الدوحة وأنقرة، ادعوا فيها مشاركة طائرات مسيرة في استهداف ميليشيات في أبين، "تهيئةً مسبقة من أجل تبرير استخدام مجاميع تابعة للإخوان في الفترة القادمة طائرات مسيّرةً حصلت عليها من تركيا".

وكشف المقدم محمد سالم البوحر ، قائد النخبة الشبوان عن مخطط اخواني حوثي برعاية المحافظ الإخواني محمد صالح بن عديو يستهدف ثروات شبوة؛ في إشارة الى سعيها لتسليمها للوجود التركي المتزايد في المحافظة النفطية.

وأكد القائد العسكري البارز، تورط بن عديو في التسهيل لوصول الطائرات دون طيار التركية عبر ميناء قنا واللقاء بمسؤول تركي جهارا نهارا وتوصيل المعدات والاسلحة المهربة ومنها الطائرات التي تم تفجيرها في شقرة وأشرف لعكب قائد القوات الخاصة على استلامها في جبهة شقرة وعبر العقيد محمد سنيد قائد القوات المشتركة في شبوة ومأرب وأعلن معاداته للتحالف والعمل لصالح قطر وتركيا حسب تصريحات معلنة له".

وخلال اليومين الماضين، تحدثت وسائل إعلام محلية عن قرب التوصل الى تشكيل حكومة مناصفة بين اليمن والجنوب، الا ان مصدرا مقربا من وزير الاعلام في حكومة التصريف نفى ذلك، ولوح بان وزراء باتوا يمتلكون خيارات عديدة لرفض وافشال جهود السعودية في الدفع نحو تشكيل حكومة مناصفة تنهي الأزمة في الجنوب.

وعلى الرغم من محاولات حكومة اليمن المؤقت اللعب على خيار الوقت لشرعنة تدخلات مناهضة للتدخل العربي، الا ان المجلس الانتقالي الجنوبي، عاد للتأكيد على دعمه لجهود الرياض للتوصل الى تسوية تعيد توحيد الجهود نحو مواصلة الحرب ضد الحوثيين الموالين لإيران.

وجدد المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم، تأكيده على أن خيار هم الاستراتيجي كان وسيبقى "السلام)".. مؤكدا ان هذا الخيار " نابع من حرصنا على حقنا ببناء وطننا ونهوض مجتمعاتنا، وثقتنا بقيادتنا لصنع سلام الشجعان مع الحفاظ على ثوبتنا الوطنية المرسومة بدماء شهدائنا الأبرار وعزيمة جرحانا الأبطال".

وأكد هيثم "نحن على ثقة، بأننا سننتصر بقوة الحق ورغماً عن أوهام اللئام".

ويرى المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل المفوض شعبيا في الجنوب، ان الحروب التي تشن على الجنوب ومنها حروب الخدمات وتصدير العنف والإرهاب، تهدف في الأساس الى تقويض جهود في الانتصار لقضية الجنوب العادلة التي جاءت نتيجة الحر ب العدوانية التي شنها تحالف صالح "بين نظام علي عبدالله صالح وتنظيم الإخوان".

ويعتقد جنوبيون ان إعادة انتاج الحرب تتم بصورة أشد قبحاً، حين أعاد الإخوان الى التحالف مع عبدربه منصور هادي، نائب علي عبدالله صالح السابق ووزير دفاعه في الحرب الأولى على الجنوب، لشن حرب ثالثة تدور رحالها حاليا في أبين، ويخطط لتفجير جبهة أخرى في مقبل قبائل الصبيحة الجنوبية.

المجلس الانتقالي الجنوبي يدفع نحو خيار السلام المشروط بالحفاظ على الثوابت الوطنية والمتمثل في حق استعادة دولة الجنوب على كامل ترابها الوطني، في حين يدفع الرئيس اليمني المنتهية ولايته نحو حرب أخرى ضد الجنوب، مستعينا بالحلفاء الجدد "قطر وتركيا"، ومن خلفهم إيران التي أطاحت أذرعه بهادي في صنعاء مطلع العام 2015م.

يتوقع هادي ان لا مكان له في المستقبل، فيما إذا تم المضي نحو تسوية سياسية مع الحوثيين، لكن حلفائه "تنظيم الإخوان"، نجحوا في إقناعه ان سيطرتهم على الجنوب، ضمان لأي تفاوض مستقبلي على "مستقبل أولاده"، الذين يطمحون في الحصول على مكاسب سياسية مستقبلية ولو من باب الحفاظ على المكاسب الاقتصادية التي حققوها بطرق بعضها غير مشروعة.