اندبندنت عربية توظف صحافيا مناهضا للمملكة..
تقرير: صحافيو الجنوب.. لماذا وضعتهم السعودية على قوائم الحظر

الصحافي الإخواني المناهض للتحالف العربي أنيس منصور حميدة ضيفا على قناة السعودية الأولى - أرشيف

في الـ22 من مارس (آذار) الجاري عند الساعة 7:45 pm (بتوقيت عدن)، استقبل صحافي جنوبي "اتصالا" هاتفياً من المملكة العربية السعودية وتحديدا من العاصمة الرياض/ الخرج، استمرت المكالمة لـ2 دقيقة و15 ثانية، المتصل من قناة الإخبارية السعودية، في البداية كان الاتصال مع الصحافي بهدف طلب مداخلة عبر الهاتف للتعليق عن مبادرة سلام اطلقتها المملكة العربية السعودية لوقف القتال مع ميليشيات الحوثيين، رفضتها الأخيرة (جملة وتفصيلا).
مع بدء الحديث كان في الخلف صوت أخر يطلب منه التراجع عن الاتصال، حين تراجع المتصل، وسأل عن شخص أخر (أكاديمي في جامعة عدن، هو فضل الربيعي)، حينها أدرك الصحافي انه هناك (منع)، ولكي يخرج المتصل من حالة الاحراج تم تزويده برقم هاتف فضل الربيعي، ولكن مع ذلك لم يتم التواصل بالأخير.
يضع الإعلام السعودية تلفزيون وصحافة)، نحو سبعة صحافيين جنوبيين بارزين على قوائم الحظر، منذ العام 2018م، تقلصت القائمة حتى أصبحت تضم نحو ثلاثة صحافيين، كانت لهم وجهة نظر من دور سفير الرياض محمد آل جابر.
ترفض وسائل الإعلام السعودية بما في ذلك القنوات الإخبارية (الممولة كالعربية والحدث)، حظرا على الشأن الجنوبي، الا فيما ندر، لكن مع ذلك تبث هذه المنصات خطابا إعلاميا، يصفه جنوبيون بالمعادي لبلادهم.
فقد سبق لقناتي العربية والحدث "أن زعمت وجود علاقة بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي"؛ على الرغم من الأخير هو من تقاتل قواته في الساحل الغربي وفي ريف إب اليمنية والعديد من الجبهات الأخرى.
ذراعا طهران والدوحة استلام وتسليم في مأرب.. |
بين الفينة والأخرى، يهاجم الإعلام السعودي المجلس الانتقالي الجنوبي، بما في ذلك قناة الإخبارية الرسمية التي دائما ما تصف مطالب الجنوبيين بالخدمات والمرتبات بخدمة الاجندة الإيرانية في اليمن.
يعتقد قطاع واسع من الجنوبيين بان من يقف ضد تطلعاتهم ليست القيادة السعودية، وانهم منظومة التنظيم الإخواني في المملكة والذي يسير وفق اجندة التنظيم الدولي الممول من قطر وتركيا وإيران.
محرر صحيفة اليوم الثامن، رصد دود أفعال جنوبية على المبادرة السعودية التي قالوا انها تجاهلت قضيتهم، لكن هذه الردود وفرت مادة دسمة لإعلام الإخوان لتوظيفها ان المجلس الانتقالي الجنوبي يقف مناهضا للمملكة العربية السعودية، لكنه قطع الطريق بإعلان ترحيبه بالمبادرة، وأكد على عدالة قضية الجنوب، وحق الجنوبيين في تقرير المصير.
يقول صحافيون جنوبيون انهم ممنوعون من السفر الى المملكة العربية السعودية بسبب انتقاداتهم لتحالف السعودية مع إخوان اليمن، وهو التحالف الذي لم يحقق أي مكاسبة عسكرية لعاصفة الحزم، لكن هذا المنع لم يطال صحافيين من إخوان اليمن، دائما ما يتهمون السعودية بانها تستهدف بلادهم، بل على العكس تماما تقوم الرياض بتوظيفهم وصرف لهم أموال وتمويل منصاتهم الإعلامية على عكس الجنوبيين.
واقتصر دعم السعودية للإعلام الجنوبي، على المناهضين لمشروع استقلال الجنوب، وهو ما يؤكده صحافي تلقى في العام 2018م، تمويلا سعوديا لمنصة الإعلامية في عدن، على الرغم من ان السياسة التحريرية للمنصة ظلت قريبا من السياسة الإعلامية القطرية.
صحيفة اندبندنت عربية التي تمتلكها السعودية، وظفت صحافيا يمنيا شمالياً على الرغم من مواقفه العدائية تجاه السعودية.
صحيفة اليوم الثامن حصلت على منشوراته للإعلامي محمد علي الخطيب الذي تم توظيفه في الصحيفة السعودية، وهو يهاجم المملكة ويوجه لها اتهامات خطيرة بشأن اليمن، وهنا يضع السؤال.. حول ما هو السر بين الحظر السعودي للصحافي اليمن والتوظيف للصحافي الإخواني، وما الفرق بين الانتقاد والهجوم.


