تفاصيل سرية تنشر لأول مرة عن تصفية "سالمين"..

باحث بارز: "لوبي يمني" فجر احداث "86" لعرقلة إصلاحات "علي ناصر"

الرئيس سالم ربيع علي "سالمين" وإلى جانبه عبدالفتاح إسماعيل - أرشيف صحيفة اليوم الثامن

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

كشف الباحث والمؤرخ الجنوبي البارز د. علوي عمر بن فريد، تفاصيل سرية تنشر لأول مرة، عن تأريخ الجنوب والصراعات التي شهدتها عدن، وأبرزها الإطاحة بالرئيس سالم ربيع علي "سالمين"، واعدامه ورفاقه وتشريد أخرين خارج البلاد، داحضا مزاعم ان الاحداث التي وقعت في منتصف يناير 1986م، انها كانت "مناطقية"، مؤكدا انها جاءت لعرقلة إصلاحات كان الرئيس علي ناصر محمد يعتزم القيام بها.

 
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> لماذا أعدم (الصقور الماركسيون) الرئيس سالمين؟

 وقال الباحث في سلسلة مقالات تنشرها حصريا صحيفة اليوم الثامن "إن من أهم الأسباب لقيام العنصر اليمني ومن ساروا في ركابه لتصفية الرئيس سالم ربيع علي الذي شعر بخطورة اللوبي اليمني في مفاصل الحزب والدولة الجنوبية، واستشعر الخطر المحدق بالجنوب وأهله من خطورة ذلك اللوبي، وقد شكل ذلك لديه هاجسا يشغل باله، وقد تنبه اللوبي اليمني لما يدور في ذهن سالم ربيع وسعى ذلك اللوبي إلى استنفار واستحضار كل أعوانه ومقدراته وسمح لبعض الأحزاب المشبوهة الولاء".

 د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن): حقائق مغيبة من تأريخنا كيف ضاعت هوية الجنوب العربي؟؟ (2-5)

وأكد الباحث ان "اللوبي اليمني سعى لتصفية العناصر الجنوبية في مراكز القيادة في الوقت الذي كان سالمين يسعى حثيثا للخروج بالجنوب من عزلته العربية والاسلامية مما جعل أعداؤه يتربصون به, وقاموا بحشد الرافضين لتوجهاته وحشد الناقمين عليه ليس من أجل إزاحته عن السلطة بل لإعدامه هو وبقية رفاقه في انقلاب يونيو 1978م، وتحميله أوزار وأخطاء وسلبيات المراحل السابقة التي تمت في عهده وهو ليس إلا شخص واحد في طابور طويل من القيادات الحاكمة".. مشيرا إلى "ان قيادة الحزب هي التي تضع سياسية الدولة وهي من يتحمل وزر تلك المرحلة".

 

وقال الباحث ان اللوبي اليمني، وجد مبررا لتصفية سالمين من خلال "الصاق تهمة اغتيال الرئيس الغشمي به وذلك انتقاما من اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي الذي كانت تربطه بسالمين علاقات وثيقة وصداقه شخصية".

د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن): حقائق مغيبة من تأريخنا كيف ضاعت هوية الجنوب العربي؟؟ (1-5)

ولفت الباحث إلى انه " انقلاب يونيو 1978م وقصف دار الرئاسة في التواهي بسلاح الطيران كان دليلا فاضحا على تلك المؤامرة الدنيئة، ومن سلم من قيادات الجنوب في تلك المذبحة تم القبض عليه واعدم بطريقة مذلة ومهينة، وسيق المئات من الجنوبيين إلى المعتقلات بسبب انتمائهم إلى جناح سالمين وفقدوا وظائفهم وتمت تصفية العشرات منهم، وبقي البعض في غياهب السجون".

 
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> الرئيس ناصر: "عبدالفتاح" من كان يوقع اتفاقيات الوحدة مع "صالح"

وتابع "أدى ذلك كله إلى تقوية العنصر اليمني وفاعليته داخل الحزب والدولة.. بل واستفحل نشاط ذلك العنصر بالتوسع في تشكيل وحدات عسكرية ومليشيات مسلحة تحت مسميات عدة تابعه للجبهة الوطنية وحزب الوحدة الشعبية مما عزز من موقف عبد الفتاح إسماعيل الذي عاد إلى هرم الدولة والحزب".

وأكد الباحث ان "فتاح ذهب للقاء علي عبدا لله صالح في الكويت عام 1979م للاتفاق على وحدة فيدرالية بين اليمن والجنوب وكلاهما يمنيان يقرران مصير شعب الجنوب العربي فيما بينهما".

د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن): كيف ضاعت هوية الجنوب العربي؟.. التخلص من سالمين (3-5)

وقال بن فريد "برزت أزمة جديدة داخل النخبة السياسية وهي ظهور عجز عبد الفتاح إسماعيل عن القيام بدوره وبواجباته في الحزب والدولة، وقد أدت تلك الأزمة إلى إسناد رئاسية الدولة إلى علي ناصر محمد الذي كان يشغل أيضا رئاسة الحكومة، وتردد الجنوبيون في ظل الانقسام الحاد بينهم في مسألة حسم الصراع مع العنصر اليمني.. ولم يحسموه معهم في قيادة الحزب، واستطاع العنصر اليمني أن يقنع الجنوبيين المترددين أن الأزمة الناشئة هي صراع أيدلوجي بحت، مما أدى إلى وقوف نسبة كبيرة من الجنوبيين في صف عبد الفتاح إسماعيل رغم قرار إبعاده إلى موسكو".

 
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> ويكيبيديا تزور : عبدالفتاح اسماعيل أعدم دون محاكمة

 وأكد الباحث ان اللوبي اليمني هو فجر احداث الـ13 من يناير  العام 1986م، قائلا "عند تولي علي ناصر محمد قيادة الحزب قدمت القيادة برنامجا إصلاحيا حاولت فيه تلمس أخطاء المرحلة السابقة ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها وتحقيق تنمية حقيقية، ولكن عندما بدأت تظهر للعلن تلك التوجهات الإصلاحية الجديدة كان اللوبي اليمني حاضرا وبقوة وحشد أنصاره وأوهم الجنوبيين المتعاطفين معه أن تلك الأعمال الإصلاحية تسيرها عناصر يمينية مما أدى إلى تمزيق النخبة الجنوبية وانقسامها بين مؤيد ومعارض لتلك الإصلاحات واستخدم اللوبي اليمني ورقة المناطقية سلاحا حادا وعنوانا لمرحلة الصراع القادمة".