تحليلات
الإمارات تكذب مزاعم إطلاق الحوثيين صاروخا تجاهها..
تقرير: معركة كسر العظم بصنعاء والإخوان ينتظرون المنتصر
جانب من العاصمة اليمنية صنعاء التي يحتلها الحوثيون الموالون لإيران
تتواصل في العاصمة اليمنية صنعاء التي يحتلها الحوثيون معارك عنيفة بين الطرفين، خلفت عشرات القتلى والجرحى وسط تقدم لمليشيات الحوثي ضد حليفهم المخلوع صالح.
تشتد وتيرة المعارك العسكرية بين قوات تابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، والمليشيات الانقلابية منذ أيام، وتحقق فيها قوات صالح تقدماً ملحوظاً على الأرض وسط دعم كبير تقدمه القبائل في طوق العاصمة صنعاء.
ومنذ صباح الأحد الباكر بدأت معارك ضاربة بين قوات صالح والمليشيات في منطقة "الجراف" بالحصبة شمال المدينة، التي تعتبر معقلاً رئيسياً للمليشيات الحوثية، وتتواجد فيها منازل قاداتها ومشرفيها الميدانيين.
مصدر خاص أبلغ مراسل "اليوم الثامن" ان المعارك امتدت ايضاً الى منطقة "جَدر" التي تقع في البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، ويقودها شيخ قبلي تابع للرئيس السابق صالح، وقد تمكنت هذه القوات من قطع الخط، الا أنها ما تزال تشتبك مع قوات الحوثيين.
وانتشرت أطقم عسكرية ومدرعات تابعة للمليشيات الحوثية في مناطق قريبة من جامعة صنعاء، بعضها دُفع بها في اتجاه مناطق الاشتباك في شوارع (بغداد والزبيري وحدة).
وما يزال اعلاميو الرئيس السابق في قناة "اليمن اليوم" يتعرضون للاحتجاز من قبل المليشيات الانقلابية، التي تمكنت مساء البارحة من اقتحام القناة وإيقاف البث فيها واحتجاز الموظفين.
وأبلغ سكان محليون في منطقة الحي السياسي مراسل "اليوم الثامن"، انهم لاحظوا قوات عسكرية تابعة لصالح، ترتدي أقنعة وزي القوات الخاصة، حيثُ لوحظت وهي تنفذ عمليات تمشيط للأحياء التي سيطرت عليها.
وشاركت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في ضرب مواقع وأهداف تابعة للمليشيات الانقلابية في مناطق بنقم وقرب عطان، وبمدخل صنعاء الشمالي، اضافة الى غارات أخرى شنتها المقاتلات الحربية على مواقع الانقلابيين في مديرية "خّمِر".
وحلق طيران التحالف العربي في سماء صنعاء، في وقت أعلنت فيه قبائل شمال صنعاء النفير العام ضد المليشيات الحوثية، ودعت أبنائها الى الزحف نحو العاصمة صنعاء للسيطرة عليها.
أجبرت مواجهات تجددت في العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الأحد المدارس والمحالات التجارية على إغلاق أبوابها بينما يشير سكان إلى أن التحالف الذي استمر 3 أعوام بين قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين، انهار ويتحول إلى "حرب شوارع".
وتدور اشتباكات في صنعاء منذ الأربعاء الماضي وسط مخاوف من ظهور جبهة جديدة في الحرب التي حصدت آلاف الأرواح وتسببت بأزمة إنسانية، وفيما أعلن صالح استعداده لفتح "صفحة جديدة" مع التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، اتهمه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بـ"الخيانة".
وأفاد شهود عيان اليوم أن القوات الموالية للرئيس السابق الذي حافظ على نفوذه رغم تسليمه السلطة منذ 2012، قطعت عدداً من الطرقات وسط صنعاء وانتشرت بكثافة استعداداً لهجوم محتمل من الحوثيين.
وحاول أنصار الرئيس السابق مجدداً السيطرة على حي الجراف، معقل الحوثيين المدعومين من إيران، فيما عزز المتمردون مواقعهم باستخدام عشرات المركبات التي ثُبتت عليها رشاشات.
وأفاد سكان عدة أحياء أنهم تحصنوا في منازلهم لتفادي القناصة والقصف في وقت اندلعت فيه اشتباكات في محيط الوزارات الرئيسية حيث كان الجانبان يتعاونان قبل أيام فقط، وعلقت وزارة التعليم الدراسة اليوم خوفاً على الطلبة والمدرسين.
وذكر شهود عيان أن جثثاً خلفتها مواجهات الأيام القليلة الماضية، لا تزال مرميةً في شوارع العاصمة، وقال إياد عثماني إنه لم يغادر منزله منذ 3 أيام بسبب الاشتباكات والتوترات، وأما محمد عبدالله، الموظف في القطاع الخاص، فقال إن المسلحين قطعوا الشارع الذي يسكن فيه مؤكداً أنه بقي في المنزل لتفادي المرور على نقاط التفتيش.
ووفق ناشطٍ محلي يعمل مع منظمة الهجرة الدولية "تتحول صنعاء إلى مدينة أشباح، هناك حرب شوارع والناس يختبئون في منازلهم"، وحذر من أنه "في حال استمرت المواجهة، فستعزل العديد من العائلات التي ستعلق في منازلها".
وانفرط في الأيام الأخيرة التحالف بين المتمردين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 2014 وتحدثت مصادر أمنية عن مقتل نحو 160 مقاتلاً في مواجهات بين الطرفين اشتعلت في أنحاء العاصمة، بما في ذلك المطار الدولي.
وتوجه صالح السبت إلى التحالف الذي تقوده السعودية، والذي تدخل عسكرياً ضد القوات الموالية له والحوثيين، بطلب وقف القتال وفتح صفحة جديدة.
وفرض التحالف حصاراً مشدداً على مطار صنعاء والموانئ التي يسيطر عليها المتمردون منذ أن أطلق الحوثيون الشهر الماضي صاروخاً اعترضته القوات السعودية قرب مطار الرياض، وأثارت تصريحات صالح حفيظة الحوثيين، ووصف عبد الملك الحوثي في خطاب مساء أمس موقف صالح بأنه "خيانة كبيرة للوطن" واعتبره "انقلاباً".
وأما التحالف، فرحب بتصريحات صالح معتبراً أن موقفه سيخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران"، في إشارة إلى الحوثيين.
وحيا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي تلعب بلاده دوراً بارزاً في التحالف "انتفاضة صنعاء" التي قال إنها ستعيد شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي.
وميدانياً، شن التحالف غارات فجر اليوم استهدفت مواقع للحوثيين في التلال الواقعة في جنوب صنعاء، ولم يتضح إن كانت العمليات تهدف إلى دعم قوات صالح، ولم يتسنّ الحصول بعد على تعليق من الناطق باسم التحالف.
وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاماً قبل أن يضطر إلى نقل السلطة إلى هادي الذي كان نائبه في 2012، بعد حراك شعبي، وخاض 6 حملات عسكرية ضد الحوثيين، الأقلية الزيدية التي يعيش معظم أفرادها في شمال اليمن.
الإمارات تنفي مزاعم حوثية
قالت وكالة أنباء الإمارات على حسابها على تويتر يوم الأحد إن الإمارات نفت يوم الأحد تقريرا أفاد بأن جماعة الحوثي أطلقت صاروخا على محطة طاقة نووية في الإمارات.
ونقلت الوكالة عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات قولها ”الطوارئ والأزمات تكذب مزاعم إطلاق الحوثيين صاروخا تجاه دولة الإمارات“.
وأضافت ”الإمارات تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع ومشروع مفاعل براكة محصن ومنيع تجاه كل الاحتمالات“.
إخوان اليمن.. صمت يكشف علاقتهم بالحوثيين
صمتت جماعة حزب الإصلاح اليمني (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الدولي)، تجاه الحرب التي يخوضها اليمنيون لاستعادة العاصمة العربية الرابعة من قبضة إيران، الأمر الذي دفع مراقبين محليين الى التساؤل حول موقف الإخوان من تلك الحرب.
وعزز هذا التساؤل الجهود التي بذلتها الدوحة يوم امس السبت في محاولة لإيقاف الحرب وانقاذ الحوثيين من الهزيمة في العاصمة اليمنية صنعاء الذين يواجهون حربا شرسة هدفها استعادة العاصمة العربية الرابعة التي سقطت بيد مليشيات إيران.
يؤكد المحلل السياسي اليمني صلاح العاقل أنه ليس مستغربا ان يظل حزب الإصلاح اليمني تجاه الحرب التي يخوضها اليمنيون ضد مليشيات إيران، فقد عودنا إخوان اليمن على موقف (المصلحة أولا) على القضايا الوطنية والمصيرية، فهم يدرسون بعناية الى اين تميل الكفة ومن ثم يقفزون إليها".
وأضاف العاقل لـ(اليوم الثامن)"صمت الإخوان حاليا من حرب صنعاء يذكرنا بموقف الحزب من عاصفة الحزم، حيث ظل الحزب صامت إلى ان مرت نحو 11 يوما على انطلاق عاصفة الحزم ليتم تأييدها ببيان ركيك، لكن موقفها في الحرب ظل محل شكوك، ناهيك عن تواطؤ الكثير من القيادات الإخوانية مع الحوثيين ومدهم بالأسلحة والمشتقات النفطية.
وقال العاقل "إن موقف إخوان اليمن (حاليا) من موقف قطر، فقد تحالفت الأخيرة مع ايران بتالي الإخوان سيكونون مع معسكر قطر ولو كان ذلك على حساب اليمن، فقد حاولت الدوحة انقاذ الحوثيين في صنعاء من خلال وساطة رفضها صالح وبتالي فالموقف الرسمي للإخوان سيظل صامت الى ان يتيقن للحزب الى اين تسير الأمور ومن ثم يتخذ موقفه الرسمي مع ان هناك الكثير من القوى الاخوانية اليمنية اتخذت منذ نحو عام موقفا معاديا للتحالف العربي وبتالي هذه الجماعة لا تفكر في مصلحة الاوطان بل مصلحة التنظيم فوق كل شيء".
من جهته يقول الكاتب السياسي نبيل عبدالله العوذلي "إن قطر وجهت الإخوان بضرورة دعم الحوثيين، خاصة بعد فشل وساطة انقاذ الحوثيين التي تقدمت بها الدوحة".
وأكد العوذلي لـ(اليوم الثامن) "أن الإخوان ربما اتخذوا موقفا رسميا بالقتال الى جانب الحوثيين، فهم يخافون صالح الذي حاولوا اغتياله في 2011م، وبالتالي يعتقدون ان انتصاره في صنعاء قد ربما يدفعه للانتقام منهم، خاصة وان حادثة اغتياله قتل فيها خيرة رجال صالح واصيب فيها بإصابات بليغة".
وأكد العوذلي ان معركة صنعاء هي معركة عربية للانتزاع عاصمة عربية استولى عليها الايرانيون في غفلة من الزمن.
وقال الصحفي محمد القاضي إن صمت تنظيم إخوان اليمن تجاه الحرب وموقف إخوان اليمن في تركيا يؤكد وبا لا يدع مجالا للشكل ان الإخوان في صف الحوثيين وإيران.
وأكد ان موقف الاحزاب اليمنية كان مناهضا للحوثيين منذ ان كانوا في صعدة باستثناء الإخوان الذين ذهبوا لعقد اتفاقات مع الحوثيين، وتنكروا لكل تلك التضحيات التي قدمها الجيش في حروب صعدة الستة.
ولفت القاضي في حديث خاص لـ(اليوم الثامن)، إن الحرب في اليمن، هي حرب عربية ضد نظام الملالي الإيراني، ولا تقبل المساومة او القسمة على اثنين.
*اعداد/ مراسل اليوم الثامن في صنعاء – مكتب عدن - وكالات