تحليلات
الشعب الجنوبي ظُلِم كثيراً..
لهذه الأسباب يرفض الأحمر ترك الجنوب !
أنور الرشيد
ماهو السر الذي جعل الجنوبيين يتهافتون على ذكر "الرشيد" بذلك الوقار والاحترام في المجالس والتجمعات الجنوبية؟ - كل الشكر سيدتي على ذلك السؤال ، وإجابتي عليه بأن الموقف المبدئي هو سيد الموقف في أي مكان وزمان ، واحترام الشعب الجنوبي لشخصي المتواضع هو في الحقيقة أعتبره احترام للموقف المبدئي ، فموقفي من قضية الجنوب هو موقف مبدئي لا فضل لشخصي المتواضع دخل به ، فنصرة المظلوم واجب أخلاقي وإنساني ، والشعب الجنوبي ظُلِم كثيراً ؛ لذلك لابد من الوقوف معه لنرفع عنه الظلم الذي يتعرض له ، هذا من جانب أما الجانب الآخر والأكثر أهمية هو دعم عودة الحق لأصحابه ، فما قدمه ولازال يقدمه الشعب الجنوبي من تضحيات هو أمر يدعو للفخر وإن كنت أنا أقدم دعماً معنوياً عن بُعد فإن الشعب الجنوبي قدم ولازال يقدم أرواحه فداءً للجنوب ؛ لذلك هم من يستحقون أكثر مني ومن أي أحد آخر بأن نعتز ونُشيد ونفتخر بهم.
لا لا يزال الكثير من الأشقاء في الكويت يتذكرون خليجي20 الذي أقيم في العاصمة عدن أثناء مباراة منتخبي (الكويت واليمن) وكيف أن الجماهير كانت تهتف للمنتخب الكويتي أكثر من اليمني ، وهو ما أثار حالة استغرابٍ لدى المعلق وكذلك الأوساط الرياضية حينها.. ما الذي يدفع الجنوبيين لمؤازرة منتخب الكويت وعدم الرغبة بتشجيع المنتخب اليمني؟ هل هي المساواة في القدر عند اجتياح العراق للكويت؟! - أعتقد ذلك .. كان ولازال يعكس عمق الروابط التي تربط الشعبين الجنوبي والكويتي ، ولازلت أحتفظ بذكريات رائعة إبان فترة السبعينيات عندما غزا الفن العدني الكويت وأصبح جزءاً من تراثنا الفني ، ولازلت أذكر أغاني الفنان المرحوم محمد جمعة خان ، والفنان كرامة مرسال إبان تلك الفترة ، ناهيكم عن العلاقات بين البلدين التي كانت مفتوحة على مصراعيها مما وثق العلاقة سواء كان على الصعيد الرسمي أو حتى الشعبي ، وبكل تأكيد لم ننسَ موقف الشعب الجنوبي إبان الاحتلال العراقي للكويت ، فقد كان الموقف الشعبي الجنوبي حاسماً وصادقاً في دعمه للشعب الكويتي في محنته عام 1990م . أنا لا أعتقد بأن هناك علاقة بين شعبين في المنطقة ارتبط تاريخياً وثقافياً وفنياً وسياسياً مثلما ارتبط الشعبان الجنوبي والكويتي ، لذلك انعكس ذلك الارتباط في كل مناسبة يمر بها الشعبان الجنوبي والكويتي. � لماذا أصبح الصحفيون ومن باتوا يوصفون بالمثقفين والنخبة من أبناء الشمال يهاجمونكم بشكل مقدح لمناصرتكم القضية الجنوبية، لدرجة أن يتحدثوا عنكم بأنكم ترغبون بمزيد من المتابعين من الجنوبيين؟ - عوّدتنا التجارب بأن لا يُقذف إلا الشجر المُثمر ، ومتابعيّ والحمد لله والمِنّة من كل مكان في العالم ، وهذا فخر لي لأن مناصرة المظلوم لا يحتاج لجنسية لكي أقف معه ، فمبدأي هو نصرة المظلوم أينما كان ، لا أنظر لا لجنسه ولا لجنسيته ولا لأصله ولا فصله ،ما يهمني هو المبدأ، فالمبدأ هو الذي يظل بينما المواقف التي تُفصّل حسب المصالح فتذهب هباءً وتذروها رياح المصداقية . أزمة الشعب اليمني الشمالي - والتي أتعاطف معه حقيقة من أجلها - أزمة ثقافة مُسيطر عليها من حزب الإصلاح الإخواني والمؤتمر الفاشي الذي حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود ودمر كل ثقافة الشمال ، وأصبح الفساد في الشمال هو سيد الموقف وضحيته الشعب الشمالي المسكين الذي يدفع ثمن هذا الفساد الذي تأصّل حقيقة في صنعاء ولابد من اجتثاثه ليعود الشعب الشمالي لطبيعته ، لذلك عندما أُهاجَم من قبل بعض الأقلام الشمالية فهذا يعني بأني مسستُ مصالح كرادِلة الفساد الشماليين وعلى رأسهم الإصلاح وأيتام المخلوع عفاش . � قامت عاصفة الحزم في الوقت المناسب واستطاعت إنجاز مهامها في الجنوب بوقت قصير بفضل تحشيد الجنوبيين لقواتهم، بينما تعثرت في مناطق الشمال باستثناء الساحل الغربي ..ماهي الاسباب برأيك؟ - بطبيعة الحال كان الجنوب مُهيئاً لعودة دولته ، وما إن حانت تلك الفرصة حتى حرر أرضه من الغزاة الشماليين ، كانت المقاومة الجنوبية تتحين الفرصة التاريخية واقتنصتها باحترافية قلّ نظيرها رغم كل العقبات التي حاول الطابور الخامس الشمالي في الجنوب عرقلة مساعي تحرير الجنوب بكل قوة ، بما فيها من يسمونهم إرهابيين أو القاعدة أو داعش ، جميع هؤلاء هم ينفذون أجندة أيتام عفاش وحلفاءه الإصلاحيين ، وإلا لم نسمع عن عملياتهم الإرهابية في الشمال وإن كنتُ أرفضها رفضا قاطعا ودون مواربة . وهنا يكمن سر تلك العمليات الإرهابية التي تحدث فقط في الجنوب ، لذلك لا قوات شرعية هادي ولا ألوية الأحمر - نائبه - الرابضة بوادي حضرموت والقوات المسلحة الإخوانية الإرهابية ترغب بترك الجنوب ؛ لأن الجنوب بالنسبة لهم يمثل عمقين: العمق الأول : العمق الاستراتيجي الجيوسياسي الذي يُسيطر على أهم المنافذ البحرية الدولية ، لذلك عندما فشلوا لم يتوانَ أوردوغان من عقد اتفاق مع السودان لتطوير جزيرة "سواكن" التي تطل على باب المندب التي أهميتها الاستراتيجية لا تقل عن أهمية جزر "طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى" اللاتي يتحكمن بمضيق هرمز ، ليخلق للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين موطئ قدم على باب المندب . لذلك الشمال بالنسبة للإصلاح والمؤتمر ليس بذات الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية كما هو الجنوب ، وهذا هو سر عدم اهتمامهم بالشمال وعدم مقاتلتهم ودعمهم لعاصفة الحزم . � ما رأيك بما صدر مؤخرًا في وثيقة الجمعية العامة لحقوق الإنسان والتي أوصت بإعادة اليمن الجنوبي إلى ما قبل 1990؟ - القضية الجنوبية تتطور بشكل رائع دولياً ، وبدأت تأخذ منحى يتطلع له الجنوبيون منذ احتلالهم من الشمال وعاصفة الحزم وعدم حسمها ، ونحن ندخل السنة الرابعة على اندلاعها تُحتم على دول الخليج التي هي في صراع حقيقي مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، عليهم حسم الأمر الجنوبي الْيَوْمَ قبل الغد ، واعتراف دول الخليج بعودة دولة الجنوب لما قبل عام 1990م يظل خياراً استراتيجياً لدعم عاصفة الحزم ، وخشية دول الخليج من اتهامهم بتمزيق اليمن كما يروّج الإصلاح وأيتام عفاش فقط أذكّر دول الخليج في بيان أبها عام 1994م ، لذلك فك ارتباط الجنوب عن الشمال أصبح أمراً مُستحقاً قانونياً . � لماذا كل هذا الهجوم الشرس على دولة الإمارات بالذات وأيضًا المملكة؟ وماذا يعني لهم الجنوب؟ وهل سيقبلون التفريط به؟ - الهجوم الذي تتعرض له دولة الإمارات والسعودية أراه أمراً طبيعياً ؛ لأنهم حرروا الجنوب من قبضة الشمال الذي هو بالأساس مُسيطر عليه سابقاً من الإصلاح والمؤتمر ، والآن هو بيد الحوثي وفقد الإصلاح والمؤتمر الجنوب ، وبذلك أصبحوا قوة بلا أرض ، وعليه فإن هجومهم على الإمارات والسعودية يمكننا تبريره من هذا المنطلق لا أكثر . الْيَوْمَ من يهاجم الإمارات والسعودية هم أبواق الإصلاح وأيتام عفاش ، وبالتالي يمكننا فهم اللعبة التي يحاولون بها خداع البسطاء. � باتت سيطرة الإخوان المسلمين (فرع اليمن) واضحة على الشرعية وأضحت تقوض أي مساعٍ لإصلاح الوضع في البلد وأيضا أصبحت تثقل التقدم العسكري .. ما رأيك بذلك؟ - الغريب في هذا الأمر والذي بالفعل يحتاج لتوضيح وتفنيد ودراسة ، هو تمسك دول التحالف بشرعية هادي الذي نائبه علي محسن الأحمر الذي يقود الإصلاح - أي الإخوان المسلمين - على الأرض وزعيمهم الزنداني ضيف في السعودية ، والحرب هي أساساً ضد الحوثي والإصلاح ، فكيف يمكننا فهم هذه المعادلة؟! . هناك أمور حقيقة تحتاج لمزيد من التوضيح من قِبل دول التحالف ، لأن الوضع مُربك ويحتاج لتفسير منطقي ، ففي حال الموقف الإماراتي فهو واضح ضد التنظيم الدولي للإخوان ، وبشكل أدقّ ضد الإخوان ، بينما السعودية توافق أن يكون نائب الرئيس إخوانياً قلباً وغالباً ، هناك أمر ما يحتاج لدراسة بشكل تمكننا من الفرز الواضح في المواقف رغم أن السعودية تدعم الشرعية وتمولها بكل شيء بما فيها رواتب االموظفين.