تحليلات
مخططات الاطماع..
تقرير: الجنوب في مرمى نيران قطر وإيران
رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر يستمع باهتمام إلى القيادية الإخوانية توكل كرمان
حرب جديدة تنتظر الجنوب الذي تحرر قبل ثلاثة أعوام من الانقلابيين الموالين لإيران، جراء تصاعد الخطاب السياسي الحكومي المناهض لحق الجنوبيين في تقرير المصير.
على الرغم أن الحرب افرزت واقعا مختلفا في الجنوب، يقول جنوبيون "إن الحكومة اليمنية تعرقل اقامة مقومات دولة في الجنوب"، لكن الحكومة اليمنية التي تقر بذلك، تبرر ان فعلها ذلك الهدف منه منع وقوع الانفصال،؛ العودة إلى ما قبل مايو (آيار) 1990م.
يتحدث رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر "عن انفصاليين يرفض الحوار معهم"، وقبل يتحدث نائبه ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي عن ان اعادة عدن من النهوض هو فعل حكومي حتى لا يذهب الجنوب نحو الاستقلال.
وبنفس الخطاب يكرر نائب رئيس الحكومة اليمنية ووزير الداخلية أحمد الميسري، ما معناه ان الحكومة ترفض ان قيام مقومات دولة في عدن لأن ذلك يشجع على الانفصال او الاستقلال.
واستدل الميسري بقضية كردستان العراق التي قال ان انهيار بغداد ساعد في ان يبني الاكراد دولة بكل مقوماتها، لكن العالم رفض الاستفتاء.
وعلى الرغم من الجنوب كان دولة معترف بها عكس كردستان، الا ان الميسري يخاطب الجنوبيين بالقول "ليس هناك اي مشروع غير مشروع عبدربه منصور هادي".
وأقرت حكومة أحمد عبيد بن دغر أن تدهور الاوضاع في عدن اجراء مفتعل من قبلها حتى لا يذهب الجنوب إلى الاستقلال او استعادة دولته السابقة، في حديث ومواقف متكررة، يقول جنوبيون إنها تؤكد النزعة العدائية للقوى اليمنية الشمالية النافذة في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً.
وألمح نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري ان تدهور الاوضاع في عدن مفتعل، لأن الهدف هو عرقلة جهود استعادة دولة الجنوب.
وأكد الميسري خلال عقده اجتماعا لقيادات المؤتمر في عدن، أن ليس مع الجنوب الا القبول بمشروع التقسيم الذي اقر بعد مؤتمر صنعاء.
صحيفة (اليوم الثامن)، بحثت في اسباب التحركات الأخيرة للحكومة الشرعية والاطراف الموالية لقطر وإيران.
بدأت التحركات عقب اعلان انشاء المجلس الانتقالي الجنوبي وكان الهدف افشال اي محاولة جنوبية لإيجاد قيادة موحدة.
صعدت قطر من إعلامها المناهض للجنوب وقضيته، في صورة غير مسبوقة، كان في ظاهرها العداء للتحالف العربي، لكن في باطنها مسعى لتمكين الإخوان من الجنوب وان يكونوا البديل للقوى الجنوبية الصاعدة جراء الحرب العدوانية التي شنت على البلاد.
مولت قطر عن طريق الإخوان في عدن حملة إعلامية كبيرة، وركزت بشكل اساسي على التحالف العربي والقوات الجنوبية، وصلت إلى حد المطالبة بالأفراج عن عناصر متورطة بقضايا إرهابية، وهي حملة قادها رئيس المحكمة العليا القاضي حمود الهتار المقرب من الحكومة القطرية.
لم تنته الحملة الإعلامية المناهضة للتحالف العربي، بل توسعت حتى وصلت إلى مسؤولين في الحكومة الشرعية لينضم جزء منها إلى صف المطالبين بأنهاء تواجد التحالف العربي والدخول في مفاوضات حقيقية مع الحوثيين للقبول بحل يضمن الهيمنة الإخوانية القطرية على الجنوب.
استطاعت قطر وعن طريق حلفاء كثر لها، تضليل المنظمات الدولية بتقارير مغلوطة، من أبرزها وجود سجون سرية للتحالف العربي في محافظتي حضرموت وعدن، قبل ان يتم تفنيد هذه المزاعم من قبل منظمات حقوقية عاينت السجون في عدن والمكلاً.
قضية السجون لم تكن كافية لتأليب المجتمع الجنوبي ضد التحالف ليتم افتعال قضية أخرى تتعلق بمزاعم تهريب شجرة دم الاخوين من سقطرى الى الإمارات ليتم نفي هذه المزاعم والتأكيد ان الصور التي بثت على الانترنت ما هي الا صور لأشجار منقولة في سلطنة عمان، ولا علاقة لها بسلطنة عمان.
حاولت قطر اللعب على الجانب الإعلامي ضد التحالف العربي وقدمت دعما للمتمردين الحوثيين في الشمال، الامر الذي دفع الأخيرين إلى التباهي بالدعم القطري.
تؤكد مصادر على اطلاع ومقربة من حكومة هادي "إن هناك مشاورات تمت خلال الشهر مارس / اذار الماضي، اتفقت على ضرورة ايجاد قوى فاعلة في الجنوب مؤمنة بدولة الستة الاقاليم".. مشيرة الى ان قيادي في الحراك الجنوبي يزور الرياض منذ اشهر اجرى مشاورات مع قيادات حراكية ووعدها باموال ومناصب في حالة دعمت فكرة الدولة الاتحادي التي أقرت تقسيم الجنوب إلى عدن وحضرموت".
وقالت مصادر أخرى "إن وزير الداخلية الذي كثف نشاطه السياسي مؤخرا التقى بالعديد من القيادات الشابة التي سبق لها واتفق مع مدير مكتب هادي السابق والسفير الحالي في واشنطن على دعم خيار الستة الاقليم قبل ان يشن الحوثيون عدوانهم على الجنوب".
وأكدت المصادر ان هذه القيادات أعلنت دعمها المطلق لخيار الستة الأقاليم، وتوعدت بمناهضة القوى الجنوبية التي تصفها بأنها قوى انفصالية.
وتشير المصادر إلى أن فصيل في الحراك الجنوبي يقوده فادي باعوم المقرب من الحكومة الإيرانية، يقوم بجولة خارجية، تتفق وما تقوم به القوى الموالية لقطر في الجنوب، وكذا هذا هدفه المواقفة على خيار يكون أقل خسارة من ان يذهب الجنوب بعيدا عن النفوذ الإيراني والقطري.
وترى قطر وإيران ان ذهاب الجنوب الى دولة مستقلة او اقليم بحكم ذاته هو في حد ذاته نهاية لمطامع البلدين في السيطرة على أهم موقع استراتيجي في المنطقة.
وتؤكد مصادر مقربة من فادي باعوم "أنه التقى بقيادات حوثية وإخوانية وقطرية في العاصمة الألمانية برلين، التي زارها الشهر المنصرم، واتفقت الاطراف تلك على المضي قدما في احباط مشروع الحكم الذاتي الذي يسعى له المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما يفسر ان ايران التي خسر حلفاؤها الجنوب تريد العودة ولو من البوابة القطرية الراعي الرسمي لتنظيم الإخوان المسلمين.
وجاءت التحركات الأخيرة للوزير أحمد الميسري متوافقة مع التوجهات القطرية، قبل ان تتحدث مصادر عن تمويل الدوحة لمؤتمر عقد في عدن، عن طريق قيادي إخواني يدعى هاني اليزيدي وهو قيادي في حزب النهضة الإخواني.
التوجه القطري المعادي للجنوب، يؤكد انها تريد القبول بأقل الخسائر وهي ان دعم مشروع الاقاليم الذي تعتقد انه قد يكون فرصة أخيرة في أن يكون حكام الجنوب من الإخوان.
قد يستمر الصراع وتغذية العنف في الجنوب طويلا ما لم تكون هناك تحركات قوية تحد من هذا التوجه الذي بات يتخذ من الشرعية غطاء لتنفيذ المخطط.
فقطر وإيران تتفقان على أن سيطرة "الانتقالي الجنوبي"، على مقاليد الحكم في الجنوب هو نهاية حتمية لكل المطامع في أن يكون للبلدين موطئ قدم أهم الممرات الدولية.
ولا تستبعد مصادر عليمة ان تشهد الأشهر الماضية تصعيدا كبيرا من طرف حكومة بن دغر، ما لم يتم التوصل الى تسوية سياسية يكون فيها الانتقالي الجنوبي القوة الأبرز لتمثيل الجنوب وطرح مطالبه، لكن قد ربما تنجح الشرعية في أن توجد قوى سياسية باسم الجنوب توافق في ان يذهب الجنوب نحو دولة موحدة مع الشمال رغم الانهار من الدماء التي سالت جراء العدوان الشمالي
قطر وإيران قد لا يتركان الأمر يمر بسهولة، ربما يصعدان من الخطاب السياسي وقد يضطران إلى عمل عسكري يخضع الجنوب لنفوذ الدوحة وطهران.