بحوث ودراسات
قرار عربي إعادة للوطن الكبير هيبته..
خبراء: التحالف العربي بدد احلام إيران
الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس عبدربه منصور هادي
أكد خبراء وسياسيون أن عاصفة الحزم التي انطلقت في الساعة الواحدة من يوم الـ26 من مارس (آذار) 2015م، قد فاجأت إيران وبددت احلامها في السيطرة على اليمن وباب المندب وخليج عدن وابتزاز العرب.
في الساعة الواحدة من فجر الـ26 من مارس اذار 2015م، دشنت عاصفة الحزم تدخلها في اليمن لمنع التمدد الإيراني في المنطقة ووقف العدوان العسكري الذي شنه الحوثيون وقوات الرئيس اليمني المعزول علي عبدالله صالح على مدينة عدن.
وعلى الرغم من المقاومة الشديدة التي ظهرت اثناء العدوان على عدن، الا ان عاصفة الحزم كانت بشارة أمل جعلت الكثير من المقاتلين ينضوون في صفوف المقاومة، لصد العدوان الثاني على مدينة عدن، عقب عدوان سابق حدث في العام 1994م.
اليوم وبعد مرور نحو عامين على انطلاق عاصفة الحزم، تؤكد يؤكد الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي بأن قواته باتت تسيطر على ما نسبته 80 % من مساحة اليمن الموحد.
قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الثلاثاء، إن حكومته تسيطر على 85% من أراضي البلاد، في حين يسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على 15%.
ويؤكد سياسيون أن عاصفة الحزم قرار عربي اتخذ لحماية الوطن العربي الكبير، ودحر العدوان الإيراني عن الدول العربي والمياه العربية الدولية.
وكانت إيران تطمح إلى بسط سيطرتها على اليمن، وتهديد دول الخليج، انطلاقا من احلامها في حكم الخليج العربي الذي تزعم أنه خليجا فارسيا.
يؤكد قائد المقاومة في عدن أديب العيسي أن عاصفة الحزم رفعت من معنوية الناس وجعلت المقاومة التي كانت قد شكلت في عدن، من عزيمتها.
وقال العيسي لـ(اليوم الثامن)" كان قرارا عربيا خالصا يتخذ من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز ومعه رؤوسا وزعماء الدول العربية والإسلامية المشاركة في التحالف العشري".
دور القوات الإماراتية
اما الباحث السياسي حسين حنشي فقد أكد ان " اي كاتب لتاريخ الحرب التي تدور في اليمن منذ عامين سيدون ان القوات الاماراتية هي من نزلت في سواحل عدن كأول قوة عربية ثم انتشرت في محافظات البلاد مقاتلة زند بزند مع المقاتلين الجنوبيين ثم اليمنيين في كل الجبهات".. مؤكدا ان عاصفة الحزم فاجأت إيران وبددت احلامها في اليمن".
وأضاف الحنشي في حديث لـ(اليوم الثامن)" عندما كانت الالغام تنفجر في القوات المحررة لمحافظة ابين ولحج المجاورتين في عدن رأينا في الاخبار صور الشهداء الاماراتيين مع صور شهدا المقاتلين الجنوبيين واختلاط الدماء، وفي مارب عندما تحققت الانتصارات بداية الحرب كانت القوات الاماراتية هي عود تلك الانتصارات واستشهد هناك ما يقارب الخمسين شهيدا اماراتيا".
وتابع" ثم بعد التحرير في عدن ومحافظات الجنوب انطلقت المؤسسات الاماراتية الاغاثية لتصلح مباني التعليم والصحة والطرقات والخدمات في اكبر عملية اغاثة بالمنطقة لتعود الحياة في عدن".
وبالتزامن مع ذلك يقول حنشي" انطلقت عملية تدريب وتأهيل المقاومين ليصبحوا قوة محترفة في معسكرات بالداخل والخارج وصرفت الامارات المليارات من اجل الاليات والمعدات العسكرية ولاتزال منذ عامين تصرف رواتب الجنود في الامن والجيش وتدرب وتنمي حتى باتت عدن مستقرة بعد ان كانت التفجيرات تسمع في اليوم الواحد ويذهب ضحاياها العشرات".
وأكد" أن هذا الفصل من التاريخ العربي في اليمن سيدون بكل امتنان لهذه الدولة العربية التي بذلت ولاتزال تبذل الكثير من اجل ايجاد بلد عربي مستقر في اليمن".
وقالت الكاتبة والناشطة السياسية شفاء الناصر في حديث لـ(اليوم الثامن) "انقضى عامان منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 26 مارس/آذار 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية اليمنية وتخليص اليمن من المليشيات الحوثية المدعومة من ايران وحماية الحدود السعودية وجيرانها من مشروع التمدد الايراني الصفوي فقد حققت القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف مكاسب عسكرية كبيرة, تمكنت فيها من تحرير اغلب المناطق الجنوبية , لكنها لاتزال بعيدة عن تحقيق اي نصر في المناطق الشمالية على الرغم من الدعم العسكري والمالي واللوجستي والغطاء الجوي من التحالف الذي تقوده السعودية".
وقالت" يمكن القول انه بقراءة خارطة المعارك والمواجهات العسكرية منذ بدء العاصفة ونتائج الصراع اليمني , فأن التجلي الواضح يحسب لمواقف الجنوبيين ووقوفهم الصلب في خندق الوفاء للعروبة وكبحهم لجماع الغزو الحوثوعفاشي البربري ، وتحقيق ماعجزت عن تحقيقه قوى الشمال, والتي يتضح جليا من سير المعارك انها لاتريد الانتصار في المعركة , بل تريد من عاصفة الحزم ان تكون حصان طروادة لإعادة انتاجها سلطويا وسياسيا وابقاء الجنوب تحت هيمنة وحدتهم المغدور بها".
وتمنت الناصر" ان يدرك قادة التحالف وخاصة السعودية هذه المخططات الجهنمية, وان اليمنيين الجنوبيين الذين تمكنوا من قطع يد ايران بشراكتهم الصادقة مع التحالف, ان بؤسهم قد فاق عن حدة ووصل الى الحلقوم , وهم بقدر ما يكنونه من تقدير لدول الخليج قيادة وحكومات وشعوب, فأنهم بحاجة الى حل مشكلة ارتباطهم باليمن بشكل جذري, وفق مرجعيات لا تسلب الجنوب حقة في الحرية والاستقلال".
وأكد الكاتب والسياسي اليمني هاني عمر مسهور " «عاصفة الحزم» ستبقى مفصلاً في تاريخ العرب، فلقد جاءت بعد أن اجتاحت إيران عبر ذراعها في اليمن الحوثيين العاصمة صنعاء، وباتوا يحاولون ابتلاع العاصمة العربية الخامسة مدينة عدن، العنوان الأهم ونحن نستذكر انطلاق العملية العسكرية التي قادتها السعودية تكمن في حماية الأمن القومي العربي بعد أن استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لطلب الشرعية السياسية في اليمن التي لم تستطع مواجهة مليشيا الحوثي التي خرجت من كهوف صعدة لتسقط المدن في مشهد دراماتيكي حمل خطورة بالغة في تهديد غير مسبوق للأمن في أهم المعابر البحرية حول العالم".
وذكر مسهور" قبل العاصفة كانت المقاومة الجنوبية تكافح لصد العدوان الحوثي في عدن وتدافع على ما تبقى من الشرعية السياسية، في تلك الأثناء كان نجل المخلوع علي عبدالله صالح في الرياض وسمّعَ من وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان كلمات واضحة (عدن خط أحمر)، جملة واضحة تؤكد مضموناً عميقاً للأمن القومي العربي الذي قررت السعودية أن تتصدى لما يهدد هذا الأمن، خاصة وأن رياح ما يسمى الربيع العربي قد أضعفت كثيراً من القوى العربية، وحان للجيش السعودي أن يتحمل المهمة القومية وحماية «باب المندب» وضرب المشروع الإيراني في جزيرة العرب".
وقال" حملت السعودية لواء المعركة وفي ترتيبات مفاجئة أعلنت الرياض بدء عملية «عاصفة الحزم» فجر 26 مارس 2015م، قادت الرياض تحالفاً عربياً واضعة أهدافاً استراتيجية تتمثل في ثلاثة محاور رئيسية أولها تأمين مضيق باب المندب على اعتبار أنه جزء لا يتجزأ من الأمن العربي ولضمان سلامة الملاحة البحرية الدولية في المضيق، والثاني إيقاف التمدد الإيراني في المنطقة، والثالث إعادة المسار السياسي الذي أسقطه الحوثيون وشريكهم المخلوع صالح".
وأكد " أن السعودية والإمارات حققتا في العمليات العسكرية الأولى نجاحات واسعة، فلقد تم السيطرة على الأجواء اليمنية خلال ساعات، وبدأت الطائرات عملياتها لإيقاف زحف المليشيات نحو العاصمة الجنوبية عدن التي كانت تشهد آنذاك ثاني أكبر موجة نزوح للسكان عرفتها بعد حرب صيف العام 1994م، وكان على التحالف العربي أن يؤمن الطرق الآمنة لآلاف النازحين الذين وصلت أعدادهم في حضرموت وحدها إلى أكثر من ربع مليون".
بعد عامين من انطلاق «عاصفة الحزم» يؤكد مسهور " أنه لا يمكننا تجاوز ما تتحمله السعودية من مسؤولية قومية، وهذه القدرة على تحمل الضغط الهائل سواء كان سياسياً أو عسكرياً أو حتى اقتصادياً يحسب على البُنية التحتية لهذه البلاد المباركة، فالقيادة للأمتين العربية والإسلامية تعني أن تكون قادراً على السير برغم حجم التحديات، فالحرب ليست في جبهة اليمن وحدها، فهناك جبهات أخرى حاولت فيها إيران إثارة الفوضى عبر تصديرها للإرهاب سواء عبر دعمها المباشر أو غير المباشر للعناصر المتطرفة في تنظيمات «القاعدة» و» داعش» و» حزب الله» وهذا ما يضاعف من الضغط على الجانب الأمني، لذا وقفت الجهات الأمنية بحزم تجاه هذه التجاوزات بما فيها تهديد الأمن والاستقرار في مملكة البحرين".
وذكر " أن التحول التاريخي يمكن قراءته من خلال تبعات «عاصفة الحزم» فالسعودية التي لم تجد غير مواجهة المد الإيراني في اليمن والبحرين وجدت شركاء حقيقيين لها بداية من الموقف الإماراتي الذي وقف بصلابة مع هذا التحول السعودي في التعاطي مع التدخلات الإيرانية، كما أن موقف الحراك الجنوبي الذي انخرط بشكل مباشر في تأييد التحالف العربي وعمل التوازن الميداني على مسرح العمليات العسكرية في عدن ممهداً للمقاومة الجنوبية تشكيل الذراع العسكري على الأرض مما أسهم في التمهيد لتحرير عدن بعد أربعة أشهر من انطلاق «عاصفة الحزم»".
ولفت إلى أن " ضرورة «عاصفة الحزم» كعملية عسكرية كانت خياراً أخيراً أمام القيادة السعودية التي استنفذت كل الخيارات الأخرى لتجنيب المنطقة ويلات التدخلات الإيرانية التي أغرقت العراق وسوريا ولبنان واليمن في صراعات طائفية كانت المنطقة في منأى عنها لولا الرغبة الإيرانية في التوسع وبسط نفوذها على مضيق باب المندب فوجدت من سلمان العرب سيفاً بتاراً قطع أحلامها وبدد أوهامها".
وقال السياسي اليمني نبيل العوذلي " إن اولاد زايد مصممين على النجاح ورسم مستقبل افضل لليمن دون اكتراث للهجمات المغرضة.. مشيدا بالدور الاماراتي الذي وصفه بالكبير والمؤثر في اليمن على الاصعدة السياسية العسكرية والانسانية.
وقال نبيل عبدالله العوذلي لـ(اليوم الثامن)" أصبحت الامارات دولة مؤثرة ومساهمة في صنع مستقبل اليمن هذا الدور الكبير نأمل ان يكون ممهد لعلاقة اوسع لا تشبه العلاقة السابقة لما قبل الحرب فما وصلت له اليمن ليس الا نتيجة لتراكمات طويلة من الفشل والفساد الذي اشتركت فيه كافة القوى السياسة وفي نفس الوقت اهمال دول الجوار له ونحن ننتظر من اشقائنا ان يهتموا باليمن بنفس الوتيرة القائمة حتى تكون اكثر استقرار سياساً واقتصادياً".
وأضاف" لم تكن مهمة الامارات ولا دول التحالف بالسهلة ولا اعني تفاصيل العمل العسكري وانما حتى في كيفية التواصل مع كافة القوى السياسية وشرائح المجتمع دون شعور طرف بالتغييب وتعمل الامارات وسط تناقضات كثيرة خلفتها عقود من الفشل الا ان اولاد زايد مصممين على النجاح ورسم مستقبل افضل لليمن دون اكتراث للهجمات المغرضة التي تتهم الامارات بالمطامع.
وأكد ان " الإمارات غنية ولم تقدم فلذات اكبادها الا حباً في اليمن وان تراه اكثر استقراراً وحرية واستقلالية وهذا ما ستثبته الايام وتترك بصمته واضحة امام كل الشعب والاجيال التي ستحتفظ بهذه الاسهامات بكل مشاعر الشكر والعرفان".