تقارير وتحليلات
الذكرى الخامسة لـ«نكبة الانقلاب»..
قرقاش: لا بد من إعادة توحيد الصفوف باليمن ضد المليشات الإنقلابية
دعا معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إلى إعادة توحيد الصفوف ضد الحوثي، بعد أن تأكد خطره على المشهد الداخلي اليمني وعلى الاستقرار الإقليمي.
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش في تغريدة على «تويتر»: إن «الذكرى الخامسة للانقلاب الحوثي على الدولة والشعب اليمني الشقيق حزينة». وأضاف أن «تقويض بناء الدولة المستندة إلى الحوار اليمني والمعاناة الإنسانية حصيلة هذا الانقلاب».
وأردف قائلاً «واليوم لا بد من إعادة توحيد الصفوف ضد الحوثي، بعد أن تأكد خطره على المشهد الداخلي وعلى الاستقرار الإقليمي».
وبموجة سخط عارمة، أحيا اليمنيون، أمس، الذكرى الخامسة للانقلاب، بالتأكيد على أنها أكبر نكبة في تاريخ البلاد تسببت في تدمير حياة ملايين اليمنيين، ومزقت النسيج الاجتماعي ووضعت البلاد على حافة المجهول.
وتحت عنوان «نكبة وطن»، شارك كتاب وناشطون وسياسيون يمنيون في الحملة الإعلامية، التي هدفت إلى التعريف بالآثار الكارثية التي سببها انقلاب الميليشيا، والحض على استمرار مواجهة الانقلاب حتى إسقاطه بالكامل بعد تحرير نحو 80 من أراضي البلاد من سيطرة هذه العصابات التابعة لإيران، مؤكدين أنه لولا الانقلاب الذي خططت له ومولته إيران، لكان اليمن تجاوز الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية، وبدأ مشروع الدولة الاتحادية الحديثة التي صادق عليها مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وخلافاً لما توهم قادة المليشيا بأن إعلانهم مبادرة لوقف إطلاق النار ستغطي على ذكرى الانقلاب والكارثة التي يعيشها ملايين اليمنيين في مناطق سيطرتهم، تجاهل اليمنيون تلك الدعوة وعبروا عن موقفهم في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، كاسرين حاجز الخوف ومتحدين آلة القمع الميليشاوية، فيما كان الوجوم والبؤس يعلو وجوه السكان في العاصمة صنعاء، رغم إعلان الميليشيا الحوثية يوم أمس إجازة عامة.
وقال خالد، وهو أحد سكان حي الزراعة في صنعاء: البؤس يعلو وجوه الناس، والشوارع موحشة، والأسعار نار، فالبترول عبوة 20 لتراً بلغ سعرها عشرين ألف ريال بدلاً عن 7 آلاف، وسعر كيلو العنب وصل إلى 2500، وكيلو البطاطا بلغ سعرها 500، وأغلب الناس بدون أعمال، ونعيش حالة لا تسر حتى العدو.
ورأت الصحفية فاطمة الأغبري أن 21 سبتمبر، هو يوم العدوان على الشعب اليمني من قبل أذرع إيران المتمثلة بميليشيا الحوثي، الذين أكلوا الأخضر واليابس، وانتهكوا الحقوق، وأخذوا ما ليس لهم من منازل وأموال وفرضوا أتاوات يشيب لها الرأس، وباختصار هو وصمة عار في تاريخ اليمن والواقع خير دليل على ذلك.
بدوره، أكد فاروق سعيد أن «أتعس يوم مر به اليمن في تاريخها المعاصر هو 21 سبتمبر 2014، يوم سقطت فيه البلاد بيد الإمامة الجديدة الأشد طغياناً واستبداداً، إنه يوم النكبة»، وهو تعبير شاركه فيه الكثير من الكتاب والنشطاء اليمنيين، حيث تسبب الانقلاب في تشريد ثلاثة ملايين يمني وجعل 20 مليون يعيشون على المساعدات الدولية، وحرم مليون موظف من رواتبهم للعام الثالث على التوالي.
عشية هذا اليوم قبل خمسة أعوام، كان اليمنيون يضعون اللمسات الأخيرة لمشروع الدستور الاتحادي الجديد تمهيداً للاستفتاء عليه والبدء بفترة انتقالية يتم من خلالها تحضير البلاد للانتقال إلى النظام الاتحادي ومعالجة آثار الصراعات السابقة، لكن ميليشيا إيران، التي كانت جزءاً من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كانت تتربص بالبلاد، واجتاحت العاصمة بحجج كاذبة، وأجهزت على أحلام وتطلعات اليمنيين.
واليوم وقد تمكن اليمنيون، وبدعم ومساندة شاملة من التحالف العربي، من تحرير أغلب محافظات البلاد، يبدون أكثر تصميماً على إنهاء الانقلاب ودفن المشروع الإيراني، واستعادة الدولة المختطفة، غير آبهين بما يصدر عن قادة الميليشيا من إعلانات هدفها المراوغة والتضليل والتهرب من استحقاقات السلام، التي حددتها القرارات الأممية والإجماع الوطني.