تقارير وتحليلات

وثيقة تؤكد تسليم معسكرات للحوثيين دون قتال..

تقرير: هادي.. حليف السعودية هل يخدم من الرياض الأجندة الإيرانية

الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي مع قائد عسكري سعودي - ارشيف

حصلت صحيفة "اليوم الثامن" على وثيقة مسربة من وزارة الدفاع اليمنية في مأرب، تؤكد أن قوات موالية للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، سلمت مساء الثلاثاء معسكرات وأسلحة للحوثيين دون قتال، في أحدث عملية تسليم عقب عمليات سابقة مشابهة حصل الموالون لإيران على أسلحة ضخمة قدمتها السعودية قائدة التحالف العربي لقوات هادي في مأرب.

وبينت الوثيقة الصادرة من وزير الدفاع اليمني الجنرال محمد علي المقدشي، المنتمي إلى الزيدية، ‏والمتضمنة أمر عملياتي من وزير الدفاع يأمر بانسحاب جميع الالوية من صرواح إلى المجمع في وسط مدينة مأرب".

واعتبرت مصادر عسكرية – سربت الوثيقة – "أن الوثيقة تؤكد على ان القوات الإخوانية تسلم أسلحة السعودية للحوثيين دون مقاومة وفي اطار تفاهمات ترعاها قطر وتركيا.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: "التحالف العربي" .. من أين تبدأ معالجة الأخطاء الاستراتيجية

وقالت مصادر يمينة في مأرب "إن هناك أحاديث، تتحدث عن تسليم المحافظة للحوثيين مع بقاء القوات الإخوانية فيها وسلطان العرادة محافظاً".

وقال مصدر دبلوماسي ان الحديث عن وجود تفاهمات بين إخوان اليمن والحوثيين مسألة أكيدة، وهي بالمناسبة ليست وليدة الأزمة السعودية مع قطر، بل هي ضمن تفاهمات سابقة ابرمت في صعدة بالعام 2014م، وخلال السنوات الماضية، ظلت مأرب المخزن الرئيس لأمداد الحوثيين بالأسلحة والذخائر".

ولم يذهب المصدر الدبلوماسي عن ما أكد عليه فريق خبراء الأمم المتحدة الذين أكدوا ان الحوثيين يحصلوا على أسلحة وقطع الصواريخ المعدلة والمصنعة إيرانيا، عن طريق مناطق خاضعة لقوات هادي في إشارة إلى المهرة ووادي حضرموت ومأرب وتعز.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: تدخل تركي في الجنوب.. محاصرة السعودية بـ"شرعية هادي"

ولم يعد خافيا التفاهمات بين قوات هادي من جهة ومليشيات جماعة الحوثي، فالجماعة الموالية لإيران تعرضت لانتكاسة كبيرة في الضالع، ناهيك عن عجزها في الحصول على المزيد من الأسلحة الإيرانية، ليتم تعويض المليشيات بأسلحة كانت السعودية قد سلمتها لمأرب لقتال الحوثيين.

كانت أسلحة ضخمة سلمت للحوثيين في فرضة نهم أواخر يناير الماضي، قبل ان يحصل على نصفها في اعقاب تسليم مليشيات الإخوان الجوف الشهر المنصرم.

وقال الحوثيون عقب الاستحواذ على الأسلحة وقيادة الجيش في فرضة نهم، إن دولة إقليمية منعتم من التوغل صوب مأرب؛ في إشارة لقطر، التي ارادت ان تبعث عن طريق الجماعة برسالة للسعودية انها تملك قدرة تحريك الحوثيين.

أصبح من الواضح ان القوات التي تدعي تبعيتها للرئيس المؤقت هادي، تقوم باستلام وتسليم مع الحوثيين، وهو ما يضع هادي في موقف وصفه ناشطون بـ"خيانة الرئيس اليمني السعودية" التي تدعمه، إلا ان الكثير من المهتمين بالشأن اليمن، يقولوا إنهم وصلوا إلى قناعة "أن مكتب هادي يخدم الأجندة القطرية الإيرانية"، وان التحركات الأخيرة في مأرب والجوف، دليل "دامغ" على أن الشرعية اليمنية أصبحت تخدم المشروع الإيراني، بفضل النفوذ القطري.

وهو ما سبق وأكدت عليه صحيفة اليوم الثامن في تحليل نشر في أكتوبر من العام 2017م، تحت عنوان "عبدربه منصور هادي.. رئيس اليمن من السعودية بإدارة قطرية"؛ الأمر الذي يؤكد على صواب ذلك.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: عبدربه منصور هادي.. رئيس اليمن من السعودية بإدارة قطرية

 هادي الذي دفعته به انتفاضة الربيع العربي والمبادرة الخليجية إلى الحكم، يشير سجله كرئيس مؤقت انه سلم عمران للحوثيين ومن ثم صنعاء، وشرعن للحوثيين اجتياح الجنوب، حين ما فر باتجاه عدن، بدلا من مأرب التي كان من المفترض ان يفر نحوها على اعتبار ان هناك حلفائه الذين دفعوا به للرئاسة.

حاولت السعودية معالجة الازمات التي افتعلتها حكومة هادي في الجنوب، إلا ان النفوذ الإخواني في الشرعية نجح في حرف مسار الحرب ضد الجنوبيين بدلا من ان تكون موجه ضد الحوثيين الموالين لإيران.

في سيئون المعقل الرئيس لقوات علي محسن الأحمر، دعا هادي قبل نحو عامين الحوثيين إلى توقيع اتفاقية سلام شامل ودائم معهم، مؤكدا ان يده ستظل ممدودة لهم، لكن تلك الدعوة قوبلت بسخط حوثي، فما هي الا أيام حتى حكمت محكمة حوثية عل هادي بالإعدام على اعتبار انه خائن.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: قطر مجددا بصف إيران وتركيا.. هل نُسفت المصالحة الخليجية؟

تعمل قطر ودخلها الصريح في اليمن على الرغم من المقاطعة، على رفع الحصار والمقاطعة من طرف السعودية، مقابل وقف دعم الحوثيين العلني واعادتهم إلى خلف نهم، وهو ما يبدو ان الرياض ترفضه على اعتبار انها لا تريد صفقة سلام مع الدوحة دون بقية الدول الأخرى التي أعلنت مقاطعتها.

تسببت الإدارة السيئة لهادي في ادخال اليمن في منعطف خطير، بفعل تحالفاته مع أطراف إقليمية متصارعة، فجزء من حكومة هادي ذهب للتحالف مع قطر وإيران وتركيا وجزء أخر يمارس الابتزاز للسعودية ويلوح بالذهاب نحو "التحالف الجديد" الذي ينشط في المهرة، وألقحت أذرعه المحلية هزيمة بالسعودية التي حاولت تأمين موانئ برية وبحرية لمنع تهريب الأسلحة للحوثيين، بعد ان ضبطت الولايات المتحدة الأمريكية سفينة أسلحة إيرانية في طريقها للحوثيين.

 
اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: قمة كوالالمبور.. إستراتيجية سحب الشرعية الدينية عن السعودية

ويبدو واضحا أن حكومة هادي، رضخت لإملاءات قطر وإيران وتركيا، بالحكومة اليمنية المؤقت التي كانت تعلق الآمال على مصالحة سعودية قطرية، نسفت بمقاطعة تميم بن حمد للقمة الخليجية والذهاب نحو قمة إسلامية مناهضة للسعودية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، في أكتوبر من العام المنصرم.

 بحسابات خاطئة، أصبحت حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، تخدم الأجندة الإيرانية، بل انه أصبح من الواضح انها تحقق مكاسب لطهران أكثر من الحوثيين أنفسهم.

فعلى الرغم من التسليم للمعسكرات والأسلحة في مأرب والجوف، تحشد حكومة هادي، في بلدة شقرة الساحلية لاجتياح عدن، فيما يقوم نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر بزيارة إلى سيئون، حيث معقل قواته التي حيدتها السعودية من غارات عاصفة الحزم، استجابة لطب حليفها.


اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: "إخوان اليمن".. ابعاد الاستقواء بتركيا على حساب السعودية

زيارة الأحمر على الرغم من انها استفزازية للجنوبيين، الا انه أراد تطمين السعودية من ان وادي حضرموت لا يزال مواليا لها، بعد انتشار ملصقات ترحب بمليشيات الحوثي الموالية لإيران.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: تخبط حكومي يمني..  و"العسكرية الأولى" ترفع شعار الحوثي

قوات موالية للرئيس اليمني المؤقت أعلنت الأربعاء من بلدة شقرة الساحلية انها تنتظر إشارة السعودية لاجتياح عدن، بعد أن رفضت تنفيذ اتفاق الرياض، على الرغم من انها قد وقعت على تنفيذ بنوده والمتضمنة سحب القوات الإخوانية من شبوة وأبين ووادي حضرموت.

الدبلوماسية الأمريكية والاعتراف المفقود: أهمية دعم استقلال أرض الصومال اليمن الجنوبي


دور الأم المعاصر في بناء مستقبل أبنائها: تحديات وحلول


هل تقود الحرب في لبنان إلى تغييرات جذرية؟ خبراء يتناولون التأثيرات المحلية والإقليمية


حرب هجينة ومعنويات هشة: هل يصمد النظام الإيراني أمام موجة الأزمات الداخلية والخارجية؟