تحليلات
"معروف" تحت الإقامة الجبرية وناشطون يضغطون على الرئيس..
تقرير: الرئيس التونسي قيس سعيد.. لماذا يرفض الحوار مع الإخوان؟
الرئيس التونسي قيس سعيد - أرشيف
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، رفضه الحوار مع جماعة الإخوان، التي وصفها بالخلايا السرطانية، مستخدما شعارات كان الإخوان قد أطلقوها ابنان انقلابهم على الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في العام 2011م، فيما تم وضع القيادي الإخواني أنور معروف، تحت الإقامة الجبرية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بحركة النهضة الإخوانية – لم تسمه- إن وزارة الداخلية وضعت القيادي البارز في حزب النهضة الإسلامي والوزير السابق أنور معروف تحت الإقامة الجبرية دون معرفة الأسباب وراء ذلك".
وفي 25 يوليو تموز المنصرم، أقال سعيد رئيس الحكومة هشام المشيشي وجمد عمل البرلمان لمدة شهر قابل للتجديد ضمن إجراءات استثنائية قال سعيد إن مصلحة الوطن أملتها لإنقاذ البلاد من وضع متعفن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وحظيت إجراءات "سعيد"، ضد جماعة الإخوان الإرهابية، بتأييد شعبي وسياسي وعمالي، الأمر الذي دفع جماعة النهضة الإخوانية إلى المناداة بالحوار مع الرئيس التونسي، للخروج من ما وصفها بالأزمة، غير انه أعلن رفض لذلك.
وقال سعيد في تسجيل مصور نشرته الرئاسة ردا على الدعوات لإجراء محادثات بشأن الأزمة "لا حوار إلا مع الصادقين"، ولا يمكن الحوار مع "الخلايا السرطانية".
وأضاف "خبز وماء ولا عودة للوراء" في إشارة لشعار شهير ردده الإخوان في 2011 ضد الرئيس السابق زين العابدين بن علي حين صدعت حناجرهم بشعار "خبز وماء وبن علي لا".
وبعد مرور حوالي 11 يوما من الخطوة المفاجئة، لم يعين سعيد رئيسا جديدا للوزراء، ولم يعلن عن أي خطوات لإنهاء حالة الطوارئ أو خطة للفترة المقبلة.
ودعاه اتحاد الشغل ذو التأثير القوي وكذلك الولايات المتحدة وفرنسا، إلى الإسراع بتعيين حكومة جديدة. ويعد اتحاد الشغل خارطة طريق لإنهاء الأزمة ويقول إنه سيقدمها لسعيد.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز والعضو البارز في المجلس جيم ريش يوم الخميس إنهما يشعران "بقلق بالغ" من تزايد التوتر والاضطرابات في تونس.
وأضافا في بيان مشترك عبر البريد الإلكتروني "الرئيس (قيس) سعيد عليه أن يعود للالتزام بالمبادئ الديمقراطية التي تدعم العلاقات الأمريكية-التونسية وعلى الجيش أن يلتزم بدوره في إطار ديمقراطية دستورية".
من ناحية أخرى، قالت الناشطة السياسية التونسية فاطمة جغام إنها ورفاقها يؤيدون سيطرة الرئيس التونسي على الحكم، لكنهم سيواصلون الضغط عليه إذا لم يتم الوفاء بمطالبهم.
وقالت جغام وهي مدرسة فنون تبلغ من العمر 48 عاما "يجب أن نجرى استفتاء على الدستور دون تعديل لمطالب الشعب... لا من جانب (الرئيس) أو غيره".
كانت جغام واحدة ممن نظموا موجة الاحتجاجات في المدن التونسية في 25 يوليو تموز واستند إليها الرئيس قيس سعيد في وقت لاحق من ذلك اليوم عندما أعلن إقالة رئيس الوزراء وجمد البرلمان. ووصف خصومه هذه التحركات بأنها انقلاب.
وثبت بالدليل أن الخطوات التي قطعها الرئيس تحظى بشعبية كبيرة. فقد احتشد الآلاف في الشوارع بعد ذلك مباشرة للاحتفال. لكن سعيد لم يقدم أي تفاصيل حول خططه للتعامل مع الأزمة أو مستقبل تونس.
وكشفت المظاهرات عن موجة غضب تراكم على مدى سنوات بسبب الركود الاقتصادي والشلل السياسي واحتدم بفعل انتشار فيروس كورونا.
وعلى الرغم من أن الاحتجاجات لم تكن كبيرة للغاية، حيث قدرت أعداد المشاركين الذين خرجوا في الحر الشديد بالمئات وليس بالآلاف في المدن القليلة التي خرجت فيها المظاهرات، إلا أنها تخللتها عدة هجمات على مكاتب حزب سياسي كبير.
ويلعب حزب النهضة الإسلامي المعتدل، وهو الحزب الذي حقق أكبر النجاحات منذ ثورة 2011 التي أدخلت الديمقراطية لتونس، دورا في الحكومات الائتلافية المتعاقبة وينحي كثير من التونسيين باللوم عليه في مشاكلهم الاقتصادية.
وقالت جغام "تمثلت المطالب في الإطاحة بنظام الحكم الفاشل برمته، خصوصا البرلمان الذي تقوده عصابات حزب النهضة وائتلافاته".
وأثار بعض مسؤولي حزب النهضة تساؤلات حول ما إذا كانت الهجمات على مكاتبهم بتخطيط مسبق من أنصار سعيد لاتخاذها ذريعة لتدخله المفاجئ.
وتنفي جغام ذلك وتقول "كان الناس غاضبين ومهمشين. لم تكن بتخطيط مسبق بل كانت عفوية".
وأضافت أن الاحتجاجات في ذلك اليوم لم تكن مدعومة من أي حزب سياسي، لكن من نظموها هم نشطاء مثلها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتلعب الناشطات، على غرار مجموعة جغام، دورا بارزا على كل الأصعدة، مما انعكس على صورة تونس كرائدة لحقوق المرأة في الدول العربية.
قالت ناشطة أخرى، هي آمنة ساحلي، إن دور المرأة في الاحتجاجات تغير بشكل جذري. أضافت أنهن لم يعدن ينتظرن قيادة الرجال.
وأوضحت المرأة البالغة من العمر 35 عاما والتي شاركت أيضا في احتجاجات 25 يوليو تموز "اليوم أصحاب الفكر هم النساء وهذا شيء رائع حقا".