تقارير وتحليلات

قبائل مأرب في مواجهة تحالف استنزاف "خبيث"..

تحليل: كيف قررت السعودية ضرب مشروع التقاسم في اليمن

سلالية الإخوان والحوثيين في مأرب شبوة متهمة بالتورط في مخطط استهداف القبائل - أرشيف

عدن

منذ العام 2017م، اتضحت معالم مشروع التقاسم القطري الإيراني التركي في اليمن والجنوب، وهو المشروع الذي كان أحد أسباب المقاطعة الخليجية العربية للدوحة، فقد شعرت الرياض التي تقود التحالف العربي، إن هناك أعضاء في التحالف العشري يعملون لخدمة الاجندة الإيرانية والتركية المعادية. وخلال الأشهر والسنوات الماضية، قدمت صحيفة اليوم الثامن سلسلة تقارير وتحليلات سياسية حول مشروع تقاسم النفوذ في اليمن "ان يذهب اليمن الشمالية لإيران، والجنوب لقطر وحليفتها تركيا"؛  

 ويبدو ان الخطوة التي أقدمت عليها السعودية بالانسحاب من شبوة، بعد أيام قليلة من انسحاب الإمارات، مثل ضربة قاصمة لمشروع ومعادلة تقاسم الأرض بين الحوثيين والاخوان، كأذرع محلية لتحالف قطر وإيران وتركيا، وقد افشلت الرياض هذا المشروع بخطوة سريعة وضربة قوية".

لكن الانسحاب السعودي من شبوة لم تكن الخطوة الوحيدة، ففي مأرب ترتفع الأصوات بضرورة تحييد الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، المتهم بالتورط في استنزاف التحالف العربي والقبائل لمصلحة تحالف الحوثيين.

تدرك القبائل في مأرب انها تخوض معركة استنزاف لمصلحة التحالف "السلالي الهاشمي"، والذي قد يؤدي في نهاية المطاف الى اضعاف القبائل وكسرها مستقبلاً، وهو ما يعمل عليه تحالف الإخوان والحوثيين منذ وقت مبكر، واستنسخت التجربة إلى شبوة التي تعرضت قبائلها لضربات من قبل تحالف الإخوان العسكري في المحافظة التي يتزعم سلطتها المحلية الإخواني محمد صالح بن عديو، المحسوب على قبائل لقموش، والذي بدأ حرب الانتقام من القبائل من قبيلته باستهدافها عسكريا بواسطة قوات الأمن الخاصة التي يقودها السلالي الإخواني عبدربه لعكب الشريف، والذي تربطه علاقة اسرية بقيادات حوثية.

مأرب وقبائلها تبدو أمام معركة "خبيثة"، فتلك القبائل تشكل ثقلاً كبيراً في مأرب حيث حقول النفط، واضعافها يخدم الاستحواذ الاخواني الحوثي على الثروات، خاصة في ظل وجود تصريحات حوثية، حول مشاورات مع الإخوان للدخول في تسوية سياسية تنتهي بتسليم مأرب للحوثيين دون قتال، وهو ما أكد عليه بعض قادة الميليشيات المدعومة من إيران.

الموقف السعودي الذي استمر لنحو شهر ونصف لم تعلق فيه الرياض على تسليم الاخوان ثلاث مديريات في شبوة للحوثيين، حيث ان تسليم بيحان وعسيلان وعين، شكل معركة التفاف للحوثيين على مأرب، حتى استطاعت الاذرع الإيرانية من التوغل في معاقل قبائل مراد، كبرى قبائل مأرب.

الانتظار السعودي للرد على هذه التحالفات، لم يتأخر حتى الأول من نوفمبر الجاري، حيث قررت الرياض سحب قواتها من مطار عتق، تقول تقارير صحافية "ان الانسحاب من شبوة جاء على خلفية وجود مخطط إخواني حوثي لاستهداف قوات التحالف العربي"، فالرياض يبدو نأت بنفسها من سيناريو تسليم شبوة للإخوان في العام 2019م، وهو التسليم الذي تسبب بانتكاسات كبيرة على صعيد جبهة مناهضة الحوثيين.

سلطة الإخوان في شبوة تبدو اليوم امام سيناريو السقوط السريع، فالألوية والقيادات العسكرية التي ظلت تعلن الولاء للإخوان، يتوقع لها ان تكون قائدة لمعركة اجتثاث الاخوان والحوثيين، ولكن اجتثاث التنظيم الأول، قد يفسر على انه يأتي في سياق الاجتثاث لفروع التنظيم الدولي في كل الأقطار العربية، بما في ذلك قطر التي يبدو انها هي الأخرى رفعت الغطاء والدعم السياسي والمالي عن الإخوان كتنظيم دولي، ولم يتبق الا الضربة الأخيرة التي يتوقع ان تكون البداية من شبوة مرورا بوادي حضرموت والمهرة، ليذهب الاخوان صوب تركيا الحضن المؤقت.

وفق العديد من المعطيات باتت شبوة على موعد مع سيناريو معركة اجتثاث سيكون طرفها الجيش الجنوبي مسنودا بالقبائل بالإضافة الى وحدات عسكرية أكدت (سرياً) الولاء للجيش الجنوبي والانشقاق عن تنظيم الإخوان، وهي من ستكون في مقدمة معركة الاجتثاث، وفق ما حصلت عليها صحيفة اليوم الثامن من معلومات دقيقة.

وتمثل ضربة الاخوان في شبوة نهاية حتمية لمشروع التقاسم، وحصة تركيا وقطر، فالدولتان اللتان عملتا على تمويل الحرب الإخوانية في أبين في طريقهما لخسارة المعقل الأخير والمنفذ الرئيس لتهريب الأسلحة والطيران المسير.

كما ان شبوة قد تكون بوابة للتوصل الى تسوية سياسية وانهاء الحرب والاقتتال الدائر منذ ثماني سنوات دون أي افق للوصول الى التسوية، لكن يتوقع ان تكون شبوة هي البوابة لهذا الأفق الذي سيكون قريبا بقرب إزاحة الاخوان والحوثيين من الجنوب والبداية من عتق وبيحان.

معركة في الدوري الإنجليزي: غوارديولا أمام اختبار البقاء وتوتنهام لرد الاعتبار


دراسة أمريكية تسلط الضوء على العلاقة بين الأمراض النسائية والموت المبكر


هل يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى تغيير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل؟


بعد أبراهيم رئيسي: كيف ستؤثر صحة خامنئي على المشهد السياسي الإيراني؟