تحليلات
احتمالات صعبة تستدعي التعلق بكل السبل..
تقرير: الإمارات.. هل تلعب دور الوساطة في الأزمة الأوكرانية؟
هل تسعى الإمارات للعب دور الوساطة في الأزمة الأوكرانية؟
حدّدت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأحد، أولوياتها في الأزمة الأوكرانية، بسياقات دبلوماسية أفسحت المجال للتكهّن باحتمالات أن تكون أبوظبي تسعى للمباشرة في مهمة الوساطة لإنهاء الأزمة الأوكرانية المفتوحة على احتمالات صعبة تستدعي من الأطراف الدولية التعلق بكل السبل، ودعم أي محاولة اختراق باتجاه التهدئة.
فقد وصف المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، الأزمة الأوكرانية، بأنها ”اختبار صعب واستقطاب حاد يهدد أسس المجتمع الدولي ويزيد من عوامل عدم الاستقرار“.
وفي تغريدة جاء توقيتها قبل يوم من زيارة يقوم بها وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، إلى موسكو يوم غد الإثنين، قال قرقاش، إن “ أولوليات الإمارات في الأزمة الأوكرانية، هي تشجيع جميع الأطراف لتبنّي الدبلوماسية، والتفاوض لإيجاد تسوية سياسية تنهي الأزمة“.
تغريدات قرقاش بدت وكأنها غير فائضة بشأن مقتضيات ما قد يكون محل بحث يوم غد، بين عبدالله بن زايد ونظيره الروسي سيرغي لافروف، لكنها تفتح الباب أمام التكهنات بشأن محاولات إماراتية خلف الكواليس للعب دور وساطة ما في الأزمة المتفاقمة.
وفي ترجيحاتها لأن تكون الدبلوماسية الإماراتية تسعى لعرض الوساطة في الأزمة الأوكرانية، توافقت مصادر دبلوماسية تحدثت لوكالة إرم نيوز، على أن الدبلوماسية الإماراتية تمتلك أهليّة الوساطة حتى وإن تعمّدت عدم الإعلان عنها.
وتسجّل هذه المرجعيات ميزة نوعية للوساطة الإماراتية المحتملة، مقارنة بوساطات أخرى كالتي عُرضت رسميا من طرف تركيا، ومثلها التي مارسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كون أبوظبي نأت بنفسها مبكرا عن الانحياز، فضلا عن أنها تمتلك علاقات قوية مع جميع أطراف الأزمة.
وكان وزير الخارجية الإماراتي بادر بالاتصال بنظيره الروسي يوم الأربعاء الماضي، ثم أعقب ذلك اتصال مماثل بين الوزير الإماراتي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الجمعة.
وفي كل تلك الاتصالات وما أعقبها من بيانات بدت الإمارات بحسب المصادر ”كحلقة تواصل استثنائية بين دولة شرق أوسطية مع طرفي النزاع الأساسيين في مواجهة غير مسبوقة بين موسكو وواشنطن منذ نهاية الحرب الباردة“.
وتلاحظ المصادر، أن المواقف المصاحبة التي اتخذتها الإمارات حتى الآن، جاءت بلغة سياسية خارج دوائر الاستقطاب، فقد دعت دولة الإمارات في بيانها أمام مجلس الأمن الدولي إلى وقف التصعيد والأعمال العدائية في أوكرانيا، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الإماراتية بأنه ”التطورات الخطيرة التي تقوض الأمن والسلم الإقليميين والدوليين“.
وفي ذلك تضمين لقناعة أبوظبي -بحسب المصادر- أن لها ولمنطقة الخليج والشرق الأوسط، مصلحة شديدة الإلحاح في وقف التصعيد بأوكرانيا، كما هي مصلحة أوروبا وبقية الأطراف ذات الصلة.
وتشير المصادر إلى أن للإمارات في علاقاتها السياسية والتجارية مع روسيا وأوكرانيا قوة توزين مؤثرة لا تقلّ عن علاقاتها المماثلة مع الولايات المتحدة. وهو ما تراه أوساط سياسية بأنه يبرّر التكهّن باحتمال أن تكون زيارة عبد الله بن زايد إلى موسكو غدا، موعدا محتملا لإطلاق جُهد رسمي بالوساطة في قضية استعصت حتى الآن على جهود مماثلة، وتضيف المصادر أنه وفوق كل المستويات الرسمية في العلاقات هنالك بين مسؤولي روسيا والإمارات علاقات وصداقات شخصية وثيقة، ما يبرر التفاؤل على حد قول المصادر.