أعلن المتمردون في اليمن رفضهم المشاركة في حوار لحل النزاع يعقد في السعودية، في وقت يسعى مجلس التعاون الخليجي لجمع طرفي الحرب اليمنية، الحكومة والمتمردين الحوثيين، وفق ما أفاد مصدر من الجماعة الخميس.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة التي تخوض نزاعا داميا على السلطة مع الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقا لمسؤولين خليجيين، يقود مجلس التعاون جهودا دبلوماسية لإجراء مشاورات في الرياض بين الحكومة اليمنية والمتمردين في نهاية الشهر الحالي في محاولة لوقف النزاع المدمر.
لكن مسؤولا في "المجلس السياسي الأعلى" لجماعة الحوثيين، أبرز سلطة سياسية لدى المتمردين، أكّد رفض الجماعة الذهاب إلى الرياض للتحاور.
وقال مفضّلا عدم الكشف عن هويته "سنرحّب بالدعوة للتحاور في أرض غير أرض دول العدوان"، في إشارة إلى السعودية والدول المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة.
ومن المفترض أن تبدأ المحادثات في 29 آذار/مارس الحالي، بحسب مسؤول حكومي يمني وفشلت في الماضي جولات محادثات سلام عدة بين طرفي النزاع بسبب إصرار الحوثيين على استخدام السلاح لحسم العديد من المعارك في عدد من الساحات مثل مأرب والبيضاء والحديدة
كما يخضع الحوثيون لأجندات إيران التي حرضت على استهداف السعودية من خلال الصواريخ الباليستية او الطائرات المسيرة رغم إعلان الرياض استعدادها لإحلال السلام مع طهران من خلال مباحثات في العاصمة العراقية بغداد.
ورغم أن الحوثيين يتعرضون لعزلة كبيرة وخسائر ميدانية خلال الأشهر الماضية مع تدعيم العقوبات والضغوط عليهم لكنهم يصرون على نبذ جهود السلام والتمسك بالسلاح.
ويظهر جليا من خلال دعوة المملكة لاستضافة الحوار والسماح للحوثيين بالمشاركة فيه نية الرياض الجدية لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال المباحثات والحوار وبعيدا عن منطق السلاح الذي دمر الشعب اليمني.
لكن الحوثيين لا يزالون يضعون العراقيل امام جهود السلام لأسباب غير منطقية ولمبررات غير مفهومة حيث يرى مراقبون ان إجراء أي حوار في المملكة لن يؤثر بالسلب على جهود السلام في حال أثبتت مختلف الأطراف نيتها إنهاء الحرب وتحقيق تسوية تنهي معاناة اليمنيين.
ويحتاج ملايين اليمنيين للمساعدة. وأعربت الأمم المتحدة عن خيبة أملها بعدما جمع مؤتمر للجهات المانحة لليمن عُقد الأربعاء أقل من ثلث المبلغ المطلوب الذي تقول المنظمة إنه ضروري لتجنيب البلاد كارثة إنسانية.
وكانت الأمم المتحدة دعت خلال المؤتمر الى جمع 4,27 مليار دولار من أجل مساعدة 17,3 مليون شخص في اليمن، إلا أن مجموع ما تعهّدت به الجهات المانحة في نهاية المؤتمر اقتصر على 1,3 مليار دولار.