تحليلات

أزمة اليمن مع الجنوب

الإخوان والحوثيون.. كيف أصبح الإرهاب سلاحا في مواجهة الجنوب

يتحالف الحوثيون والإخوان في مواجهة الجنوب - أرشيف

عدن

ضربت هجمات إرهابية العاصمة الجنوبية عدن، مؤخرا كانت ابرزها اغتيال الجنرال العسكري البارز اللواء ثابت جواس، وتفجير إرهابي أخر في شارع الشهيد مدرم بالمعلا، استهدف رئيس عمليات القوات المشتركة، والذي نجأ منه باعجوبة.

مصادر أمنية أفادت صحيفة اليوم الثامن إن المؤشرات تشير الى ضلوع الاخوان والحوثيين في التخطيط لهذه العمليات الإرهابية الأخيرة التي ضربت العاصمة عدن، في ظل انتشار واسع لتنظيم القاعدة في أكثر من مدينة جنوبية، وسط استعدادات لتوجيه ضربات ضد الأجهزة الأمنية الجنوبية.

وقال مصدر مسؤول "ان الأعداء الحقيقيين للجنوب هم الحوثيون والاخوان، ولا أحد سواهم، مؤكدا انه يظهر بعد كل عمل إرهابي هجوم اعلامي وسياسي يستهدف الأجهزة الأمنية الحديثة في عدن والتي أظهرت قدرة كبيرة في تعقب الإرهابيين وضبطهم.. مؤكدا ان الأيام القادمة كفيلة بإثبات القدرة الأمنية والعسكرية لقوات الجنوبية في مواجهة الإرهاب الممول من صنعاء والذي يدار من قبل أطراف سياسية معروفة، أصبحت في مواجهة واضحة وصريحة مع الجنوب.

وتسود حالة من القلق في أوساط الجنوبيين من خطر الإرهاب الذي يحاصرهم على صعيد واسع، وبات يفرض تغييرات جذرية في المشهد.

ونجحت الأجهزة الأمنية في ردفان بمحافظة لحج، الأربعاء 18 مايو 2022، من القبض على إرهابي بحوزته حزامًا ناسفًا في نقطة الجبلين الأمنية.

وكشفت التحقيقات الأولية مع الإرهابي عن قدومه من محافظة البيضاء في طريقه إلى العاصمة عدن لتنفيذ عملية إرهابية، على متن حافلة نقل.

وأحبطت عناصر الأمن محاولة العنصر الإرهابي تفجير نفسه في نقطة التفتيش بعد الاشتباه به، وضبط شخصين آخرين مرافقين له.

وبحسب مركز المرجع للدراسات فقد تكشف مسارات تحرك العناصر الإرهابية أن الجنوب بأكمله قيد الاستهداف في المرحلة الراهنة، بالنظر إلى المناطق التي يتحرك منها الإرهابيون، فمحاولة استهداف عدن بنيران الإرهاب تتزامن معها أيضًا تحرشات استفزازية تمارسها الميليشيات الإخوانية عبر الدفع بعناصر إرهابية، وتحشيدها المتواصل في مناطق وادي حضرموت.

وقالت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت، إنها رصدت صراعات إخوانية مفتعلة لتفجير الوضع العام في وادي حضرموت.

وأضافت القيادة أنّ هناك محاولة لخلط الأوراق وتأجيج العنف في وادي حضرموت بعدما فقد تنظيم الإخوان الإرهابي مصالحه، استباقًا لقرارات تصحيحية مرتقبة، مشيرة إلى أن تلك القوى على تفجير الوضع بالتحشيد العسكري المسلح لتمرير سياسة مغايرة للرغبة الشعبية في حضرموت.

وتحركات الميليشيات الإرهابية عبر أكثر من جبهة، بتعليمات مباشرة من علي محسن الأحمر، تحاول إرهاق القوات المسلحة الجنوبية عبر إثارة مواجهات عسكرية واسعة النطاق لتهديد أي مكاسب سياسية يحققها الجنوب.

ودعت الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، كافة الجهات الأمنية إلى رفع اليقظة الأمنية وقطع يد الإرهاب الذي يحاول أن يعبث بأمن عدن.

واستهداف عدن بنيران الإرهاب مؤامرة ليست وليدة الساعة، فالميليشيات الإخوانية تحالفت مع الميليشيات الحوثية في حرب شاملة على العاصمة الجنوبية، تشمل استخدام كافة أدوات العنف، ما يزيد من حجم المهمة الملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية في الجنوب لاحتواء هذا الخطر.

وانتقلت التيارات الإرهابية مؤخرًا من استهداف النقاط الأمنية والعسكرية والحيوية إلى تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مكتظة بالسكان، وذلك في رسالة يسعى من خلالها الإرهابيون لتصوير عدن أنها غير آمنة، وهو ما يعضّد من أهمية المواجهة الشاملة لهذا الإرهاب.

من ناحية أخرى تكرر مؤخًرا ظهور القيادي الحوثي «يوسف الفيشي»، متحدثًا عن الهدنة والحرب ومجلس القيادة الرئاسي، واعترف الفيشي في ظهوره بأن المجلس الرئاسي يشكل تهديدًا وجوديًّا للميليشيات الحوثية، وأنه يتجاوز معركة كسر العظم، مكررًا مخاوف الحوثيين من وجود طارق صالح ضمن أعضاء المجلس.

ويُعتبر يوسف الفيشي أحد أخطر قيادات الانقلاب الحوثي، وهو معروف بمهندس الصفقات الحوثية مع الخصوم وناكث الوعود والعهود والاتفاقات التي يبرمها مع الآخرين لتمكين ميليشياته من الانتقال من مربع إلى آخر.

تدرج الفيشي الملقب بـ«أبومالك» في مراحل التعليم الطائفي الحوثي، حتى أصبح ضمن الصف الأول من عناصر الميليشيات وقياداتها.

وتلقى الفيشي تدريبات عسكرية في طهران وجنوب لبنان على أيدي الحرس الثوري وحزب الله، حيث غادر عام 2003 وعاد بعد ذلك يحمل تكتيك الجانب الإيراني في الحوارات وتجاوز قيود الاتفاقات والتوحش في الوصول للغاية مهما كان جرم الوسيلة.

وقدم الفيشي نفسه كشخصية معتدلة سياسيًّا ومحاورًا قبليًّا يقدمه زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي لإنجاز الصفقات مع القوى السياسية والقبائل

وعمل الفيشي على تأسيس تحالف سياسي مع حزب «المؤتمر»، وفي 2013 قاد الفيشي عملية تهجير السلفيين من دماج في صعدة، وأدار عمليات تفجير المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم واقتحام المساكن متسببًا في تشريد أكثر من 10 آلاف فرد من مناطق دماج وغيرها من مناطق المحافظة.

وكان الفيشي مهندس اتفاق «السلم والشراكة» الذي وقعته الميليشيات مع الأحزاب اليمنية عام 2014، وباركته الرئاسة اليمنية قبل أن يتنصل الحوثيون من الاتفاق ويواصلون إسقاط المدن ومحاصرة الرئيس علي عبدالله صالح الذي فرضوا عليه الإقامة الجبرية وأعلنوا انقلابهم حينها.

وخلال اقتحام الميليشيات الحوثية للعاصمة صنعاء تكفل الفيشي بعدد من العناصر وقاموا بنهب المنازل الخاصة بالقيادات اليمنية والبنك المركزي.

ومع تعيين القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيسًا للمجلس عاد الفيشي إلى عمله كممثل خاص لزعيم الميليشيات، وتم تعيينه بعد ذلك في لجنة التصالح التي شكلتها الميليشيات كواجهة لمهامه المشبوهة.

كما عمل يوسف الفيشي في تهريب سلاح ومخدرات من خلال علاقته بمهرب السلاح الشهير الحوثي «فارس مناع» الذي يعد من قيادات الميليشيات الحوثية.

والفيشي هو المطلوب رقم 23 على قائمة التحالف العربي.

الهجرة غير الشرعية إلى اليمن وتداعياتها على مستقبل البلاد.. تحليل


بعثة الأمم المتحدة في الحديدة تستمر لستة أشهر رغم وصفها بـ"الشكلية"


صحف فرنسية: برلمانيون يدعون لحلول جذرية تجاه إيران بعيداً عن الحرب والمساومة


كيف ساهمت بطولة الرئيس الكوري في تأهل العراق إلى مونديال 1986؟