تحليلات

"اليوم الثامن" تقدم قراءة تحليلية في سيرة التنظيم العالمي..

مشروع خلافة الإخوان المسلمين في مواجهة تنمية الأوطان.. (95) عاما من الدمار

تنظيم الإخوان المسلمين الدولي - اليوم الثامن

القاهرة

إن جماعة الاخوان المسلمين منذ تأسيسها في مطلع القرن الماضي رسم مؤسسوها أهدافها الاستراتيجية مستخدمة الدين غطاء ولباسا لتصرفاتهم وتحقيق أهدافهم المرسومة سياسيا واقتصاديا وعسكريا مستخدمين عدد من الوسائل المشبوهة التي يظن بها الناس أنها ممن الدين حتى صار التعاطف معهم في عدد من المراحل سببا في بقاءهم واستمرار حركتهم المشبوهة.

فجماعة الاخوان المسلمين هم جماعة دينية انتهازية متطرفة تستخدم العنف والتطرف والغلو في سبيل إلحاق الضرر بمعارضيهم وخصومهم وشعوب المنطقة والعالم جمعا لما تقوم به من عبث وفساد وافساد واثارة الفتن بكل وسيلة لأنهم لا يحكمون مبدا ولا يعنيهم شان الامة كما يزعمون ولا يمنعهم معتقد من جرائمهم فالغاية عندهم تبرر الوسيلة وقد يجتمعون من اختلاف الأفكار حتى مع خصومهم في سبيل توحيد الغاية السياسية لهم. 

وفي هذا الدراسة نحاول أن نقف على مراحل التطور السياسي والتحالفات المحلية والدولية لتلك التنظيمات في سبيل إيجاد عواصم إسلامية وعربية لتطبيق فكرهم انطلاقا من أهدافهم الاستراتيجية.

أسئلة الدراسة: 

1 - لماذا الاخوان هم خطر وشر مطلق على الحكومات العربية وكافة فئات الشعب ومقومات العمل المؤسسي والتنموي والسياسي والديمقراطي؟

2- لماذا الاخوان يقوضون حلم الشعوب في الوطن العربي في ان يكون هناك تنمية وازدهار مستقبلي بحسب ما تحدده مؤسساتها الوطنية من اهداف استراتيجية؟

3- هل تشبيه مناطق سطوة الاخوان بأفغانستان وصعدة حيث الحوثي -والضاحية الجنوبية في عاصمة لبنان بيروت حيث حزب الله وبسطوة ميليشيات إيران في العراق وبمناطق سيطرة عليها داعش والقاعدة في المنطقة؟ 

4- كيف ان مشروع دويلة الخلافة في معظم المناطق العربية كلها ضمن سلسلة واحدة تتوافق مع بعض وهدفها تقويض السلطات المؤسسية والشرعية وحراك المجتمع المدني ومواجهة التنمية؟

5- لماذا جماعة الاخوان تحرض بالقتل والتهجير على أي منطقة لا يكون فيه خطرهم وسطوتهم؟

6- عداء الاخوان للأنظمة العربية وقواتها العسكرية هل هو ناتج عن عقيدتهم الهدامة التي ليس من مصلحتها ان يكون هناك شرعية حقيقية ومؤسسات رسمية في الدول؟

للإجابة على كل تلك الأسئلة يتوجب علينا أن نخف على الخلفية التاريخية والأيدلوجية لتلك التنظيمات وأهدافها الاستراتيجية التي تبنتها منذ تأسيسها 

ملمح تاريخي عن نماذج العنف

 

تعد موجات العنف التي ارتست عليها أفكار ذلك التنظيم هي الطريقة المثلى التي ارتأتها قيادة التنظيم الدولي ابتدأ من مصر ومرورا بأفغانستان وصولا إلى اليمن، تنظيم الاخوان المسلمين بكل فروعه وطوائفه يعد تنظيما دوليا عابرا للحدود فلا يحترم سيادة الدول التي يعيش ويعمل فيها، بل هو أشبه بدولة داخل الدول.

 لذا نرى أن جماعة «الإخوان» دائما ما تشعل حروباً كثيرة وتزعزع الاستقرار وتفكك الأمن القومي في كثير من البلدان العربية كمصر واليمن والجزائر وتونس وبعض دول الخليج التي تسللت إليها وهيمنت على مراكز القوى فيها، خاصة بعد فوضى ما سمي «الربيع العربي». 

يعد ـ«الإخوان» تنظيماً خطيرا على الامن القومي العربي وجماعة إرهابية بكل المعايير الدولية وحزباً ايدولوجيا هداما للقيم والنسيج الاجتماعي للأوطان فمهما تلون وتشكل بأي شكل من الاشكال فأنه يعود لسيرتها الأولى فهو لا يقبل الأخر ولن يرضى إلا إن يكون حيث تكون مصالحة الدولية التي تهم التنظيم فالوطن عنده مجرد رقعة جغرافية لا تكن ذا قيمة أن لم تكن ضمن المشروع الكبير وتلك هي المعضلة التي تعد عائقا وتهديداً للأمن القومي أينما حل.

 منذ سنوات وعقود عانت منها دول العالم من عنف وإرهاب هذا التنظيم، وبعد تصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً في العديد من البلدان، وخاصة أن أدلة التورط في الإرهاب كانت واضحة وعلنية والتي تتهم باستخدامها، وهذا يتناغم مع ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي الأميركي، رون ديسانتس من أن «الإخوان المسلمين» هي «منظمة مسلحة لها جماعات تتبعها في 70 دولة»، وأن بعض هذه الجماعات تصنفها الولايات المتحدة على أنها إرهابية، وقال «إن سياسة واشنطن أخفقت في التصدي لنهج العنف لدى تنظيم (الإخوان) الإرهابي ودعمه لجماعات متشددة»، ولعل الكشف عن محتوى وثيقة «المشروع» التي وجدت عند تفتيش أحد مخابئ قادة التنظيم في سويسرا، وهى وثيقة من 14 صفحة تحوي مُخطّطات «الإخوان» تشمل بلاد الغرب، وليس فقط منطقة الشرق الأوسط، وهي بمثابة مشروع للسيطرة على الغرب.

فتنظيم جماعة «الإخوان» المبتدع دينياً والفاشل سياسياً، هو في الأصل صناعة بريطانية، في زمن غابر كانت السياسة البريطانية في حاجة لاختراق المجتمع العربي والإسلامي بتنظيم يعادي القوميين العرب الذين نصبوا العداء للسياسة الاستعمارية التوسعية لبريطانيا، وكذلك تنامي الصحوة الإسلامية الشبابية خاصة والحاجة لوجود تنظيم تستطيع استخدامه وتطويع الشباب من خلاله ويكون تحت رعايتها.

الهيمنة المجتمعية ساعدت في انتشار التنظيم من خلال الزعم بالعمل «الدعوي» لتنظيم «الإخوان»، فهو ما مكن التنظيم من سهولة الانتشار واستقطاب الأعضاء وحتى الأصدقاء والمحبين والمتعاطفين معه، خاصة أن الجماعة تحسن استخدام بكائية «المظلومية».

التنظيم الشرس لا يخفي تبنيه لأفكار متشددة ومنها أفكار سيد قطب التي تبنى فيها مفهوماً مبتدعاً سماه «الحاكمية» الذي برر من خلاله «تكفير» المجتمع المسلم.

والتنظيم في حقيقته عابر للحدود رغم نفي قيادته المحلية، ولكن اللائحة الداخلية تكذب مزاعمهم، فطبقا للمواد من 49 إلى 54 في النظام الأساسي لـ«الإخوان»، فإن على قيادة الأقطار (الدول) الالتزام بقرارات القيادة العامة متمثلة في المرشد العام ومكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى، مما يؤكد أن التنظيم عابر للحدود ولا يحترم سيادة الدول التي يعيش ويعمل فيها، بل هو أشبه بدولة داخل الدول، حيث يرتبط أعضاؤه ببيعة الولاء والطاعة العمياء للمرشد، الأمر الذي يشكل خطراً مباشراً على الأمن القومي للبلدان التي يتم اختراقها من هذا التنظيم.

فشل التنظيم حتى في حروبه العبثية، التي أججها في المنطقة، كالتي أشعلها في ليبيا بالتحالف مع «داعش» وبقايا تنظيم «القاعدة»، ضد الجيش الوطني الليبي، ثم سرعان ما تنكر لهم كعادته، وفشل في تونس، وتلاحقه اليوم ملفات الاغتيالات والجهاز السري وتمويل وتسفير مواطنين تونسيين للقتال في صفوف «داعش» في ليبيا وسوريا.

تنظيم جماعة «الإخوان» لا يحسن سوى التآمر والعمل السري والاغتيالات، بعد فشله الكبير في الحكم عندما تولى السلطة في مصر وليبيا وتونس والمغرب واليمن.

 

 

تنظيم الاخوان في مواجهة الأنظمة العربية في مصر 

في مطلع السبعينيات كانوا ضمن الموالين لجمال عبد الناصر لكن النظام المصري لم يقبل بأفكارهم بقيام جمهورية إسلامية وبعد موت عبد الناصر جاء الى راس السلطة الرئيس أنور السادات لكن وقف بقوة أمام تلك الجماعات التكفيرية وفي مطلع الثمانينات بعد أن ضاق عليهم الخناق وبدأ يسربون فتاوى التكفير ضد رموز النظام المصري فبادروا في اغتياله قبل اغتيال مشروعهم الجهادي التكفيري.  وتبدوا ذلك الاغتيال السياسي علنا وتم السيطرة على الانقلاب على النظام السياسي في مصر وأقيمت المحاكمات لأبرز قيادتهم. 

ومن ثم توالت العمليات الإرهابية من اغتيالات وتفجيرات بدءاً من أولى عملياتهم الإرهابية في القرن الماضي في مصر، مما دفع كبيرهم حسن البنا إلى محاولة التبرؤ منهم بالقول إنهم «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، فكان هذا اعترافاً من كبيرهم ومؤسسهم وصانعهم حسن الساعاتي الشهير بالبنا بعد سلسلة من التفجيرات وعمليات الاغتيال التي قام بها الجهاز السري للجماعة، وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء، مما تسببت في حالة حرج للبنا، الذي يزعم أن جماعته «دعوية» لا علاقة لها بالعنف، بينما هو القائل: «لم يكن السيف في يد المسلم إلا كالمشرط في يد الجراح لحسم الداء الاجتماعي»، مما يجعل قرار التخلص من حسن البنا قد يكون جاء من داخل التنظيم نفسه بعد حالة الانشقاق المبكر.

التنظيم والهجرة إلى أفغانستان 

 وبعد ذلك حولت تلك التنظيمات وجهتها الى الدول الإسلامية فكانت أفغانستان هي المحطة الثانية لقيام مشروع الوحدة الإسلامية التي هي هدف استراتيجي لهم لتحقيق الخلافة الإسلامية للوطن العربي والإسلامي. 

فتم حشد كل المجاهدين الى ارض أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفيتي ودارت المعارك هناك حتى سقط الاتحاد السوفيتي واستعادة اول عاصمة سياسية لتلك التنظيمات الجهادية وأعلن طالبان سيطرتها على أفغانستان وكان نموذجا للحكم الإسلامي الذي يزعمون. 

 

جماعة الاخوان في مواجهة دولة الجنوب في اليمن

 

 في العام 1990، تمّ توحيد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الجنوبية والجمهورية العربية اليمنية الشمالية لتشكيل دولة يمنية موحدة. وفي حين كان يُعنى بالتوحيد نظريًا أن يكون رمزيًا لمستقبل سلمي أكثر بالنسبة لليمن بعد عقود من التوتر والصراع بين الدولتين، إلا أنه على أرض الواقع بقيت العلاقات بين شمال البلاد وجنوبها متزعزعة، حيث برزت التوترات من جديد في العام 1994. وخلال هذه الفترة من الزمن، وصل "الأفغان العرب العائدون" – وهو المصطلح الذي يشتهرون به على نحو واسع – إلى الجنوب وأصبحوا أداة مفيدة بيد صالح ضدّ الاشتراكيين الجنوبيين، فشكّلوا بذور ما تطوّر لاحقًا ليصبح تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب".     

ففي كتابه "الملاذ الأخير"، عالج غريغوري جونسن التناقضات بين اليمن وحكومات عربية أخرى في دعمها للجهاد في أفغانستان ضد السوفيات، ولا سيما في ظل توجه المزيد من المقاتلين العرب إلى أفغانستان منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وأشار جونسن إلى أن معظم الحكومات العربية "دعمت علنًا الجهاد رادعةً سرًا شبابها من السفر إلى أفغانستان". في المقابل، أرسلت الجمهورية العربية اليمنية الشمالية العديد من "أفضل وألمع" شبابها إلى الخطوط الأمامية للقتال، حيث أصبحت الرحلة بمثابة طقس عبور للكثيرين. وبعد عودة "المجاهدين" إلى اليمن التي باتت موحدة مطلع التسعينيات، لقوا ترحيب الأبطال من قبل حكومة الرئيس صالح الشمالية – حيث تبوأ البعض منهم حتى مناصب عسكرية رسمية.    ويمكن شرح حماسة حكومة الشمال إزاء الحرب في أفغانستان جزئيًا بالدور الذي لعبه السوفيات في اليمن. فقبل التوحيد، كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خاضعة لسيطرة الاتحاد السوفياتي وكانت الدولة الشيوعية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية. وبعد التوحيد، لعب هذا الشرخ الكبير في الإيديولوجيا دورًا في سلوكيات "الأفغان العرب العائدين" إزاء الجنوب أيضًا. وحين اندلعت الحرب الأهلية في صيف العام 1994، غزا جهاديو الشمال اليمن الجنوبي، متسلحين بفتوى دينية تبرر قتل الكفار الاشتراكيين في الجنوب. وصدرت الفتوى عن وزير العدل اليمني الشمالي عبد الوهاب الدليمي والداعية عبد المجيد الزنداني، علمًا بأن الاثنين مدرجان الآن على قائمة الإرهاب العالمي الصادرة عن الولايات المتحدة.  

وبعد أن هزمت الجماعات الشمالية القوات العسكرية الجنوبية، لم يغادر "الأفغان العرب" قط. وبدلًا من ذلك، أصبحوا ذراع الحكومة الشمالية في جنوب اليمن، المستخدمة للدفاع عن الوحدة اليمنية وحمايتها. وبسطت الحكومة الشمالية كامل سيطرتها على الجنوب من خلال تطبيق الوحدة بالقوة، حيث اعتبر العديد من يمنيي الجنوب الوحدة كأنها احتلال. وبقي "الأفغان العرب" هؤلاء في المناطق الجنوبية وأحكموا قبضتهم عليها خلال هذه الفترة. 

 

أهداف تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن (التجمع اليمني للإصلاح) 

 

 

الهدف رقم (3) العمل على تعميق الوحدة اليمنية وترسيخ وضمان وحماية واستمرارية الوحدة العربية الإسلامية الشاملة (الخلافة) 

الهدف رقم(8) الاهتمام ببناء القوات المسلحة والامن وافراد الشعب وتربيتهم تربية ايمانية جهادية لإحياء روح الجهاد والفداء والمسؤولية. 

أما على الجبهة السياسية، فقد أُعطي حزب "الإصلاح" (فرع "الإخوان المسلمين" في اليمن)، الذي بدأ العديد من سكان الجنوب يرونه في نهاية المطاف كراعٍ ومسهل لتنظيم "القاعدة"، فائض القوة في الجنوب وأشرف على تطبيق السياسات التي حوّلت اليمن الجنوبي من مجتمع اشتراكي علماني إلى مجتمع ديني محافظ. وكان لهذه التغييرات الأثر الأكبر على التعليم وحقوق المرأة: ففي حين كان التعليم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلزاميًا للفتيات والفتيان، نصّت القوانين الجديدة في الجنوب على أن الأهل لم يعودوا ملزمين بإرسال أطفالهم إلى المدرسة على الإطلاق. كما تغيّرت قوانين الزواج. فقبل التوحيد، كان السنّ القانوني للزواج في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية محدّدًا عند 18 عامًا. وتمّ الاستغناء عن هذا القانون، فبات الأهل يزوجون بناتهم في سنّ صغيرة عند الثانية عشرة. 

وفضلًا عن تغيير القوانين في الجنوب، همّشت الحكومة المركزية في صنعاء سكان الجنوب وغالبًا ما أهملت مؤسسات الدولة على غرار المدارس والطرق والمستشفيات في الجنوب. وقد كانت هاتان السياستان – أي إزالة الحماية القانونية تدريجيًا وإضعاف البنية التحتية للدولة – السبب في إحداث نقص في الخدمات والدعم. ومن بين جماعات أخرى، ملأ تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" – المؤلف من فرعيْ "القاعدة" اليمني والسعودي في العام 2009 – هذا الفراغ، الأمر الذي بدوره عزّز شعبية الجماعة وسمح بتزايد فرص التجنيد. 

وللمفارقة، أصبحت الجماعة الإرهابية التي ساعدت الحكومة المركزية على دعمها سببًا كي تستهدف هذه الحكومة الجنوب. وكلما زاد نشاط "القاعدة" في المحافظات الجنوبية، من خطف الأجانب إلى تفجير الفنادق والوجهات السياحية، كلما عانى السكان المحليون حين انتقمت الحكومة بعنف باسم "محاربة الإرهاب". غير أنه غالبًا ما لم تأت التقارير على ذكر الرعب الذي مارسه عناصر "القاعدة" على سكان المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتهم.   

لقد ارتكبت المنظمات الإرهابية العاملة في اليمن الجنوبي جرائم مروعة بحق سكان الجنوب طوال العقد الماضي. وازداد معدل هذه الجرائم بشكل كبير بعد تأسيس "الحراك الجنوبي" في 2007 الذي طالب بإعادة اليمن الجنوبي إلى ما قبل اتفاق العام 1990 مع اليمن الشمالي. وأقدم تنظيم "القاعدة" علنًا على جلد الجنوبيين الذين رفعوا علم اليمن الجنوبي الشيوعي، كما ضايق قادة "الحراك الجنوبي" وعذّبهم وهددهم – تمامًا كما فعل الأمن الوطني اليمني.

في هذا السياق، استمر الجنوبيون في رؤية قوات "القاعدة" – التي تشكّلت من عناصر من "الأفغان العرب" والمجندين المحليين – على أنهم ذراع حكومة صنعاء المستخدمين لتطبيق الوحدة اليمنية والدفاع عنها تمامًا كما فعل "الأفغان العرب" خلال حرب العام 1994. ولم تكن هذه الاتهامات بلا أساس، فقد أظهرت الأدلة المتزايدة أن صالح استخدم "القاعدة" ضدّ معارضيه وكذلك من أجل سحب الأموال من الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب. 

غير أن بعض أعمال العنف الأكثر حدّة برزت في ثنايا القتال بين الحكومة المركزية في اليمن والحوثيين، ما وفّر فراغًا أكبر وسمح بازدهار تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في الجنوب. وفي العام 2015، سمحت الحرب الأهلية لتنظيم "القاعدة" بتوسيع رقعة وجوده من المناطق النائية التي كان يسيطر عليها في الجنوب وصولًا إلى مدن رئيسية على غرار المكلا، عاصمة محافظة حضرموت. وقد حكم تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" هناك وفي أماكن أخرى من خلال اللجوء إلى أعمال عنف فاضحة في أرجاء شبه الجزيرة. وخلال الاستحواذ على المكلا، استهدف تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" صحفيين وناشطين، ونفذ مداهمات على المنازل وخطف وقتل كل من اعتبر أنه يشكّل تهديدًا لوجوده. وتمّ شنق الأشخاص المتهمين بالتجسس لصالح التحالف العربي والولايات المتحدة علنًا وإبقاؤهم معلقين لأيام من أجل بثّ الخوف في النفوس. وكان التنظيم يعمد إلى قطع رؤوس الشباب الذين تطوعوا في قوات الأمن، ورجم الزانين علنًا كما حرّم الرقص والموسيقى. 

كذلك، عانت محافظتا شبوة وأبين الجنوبيتان هذه الأنواع من الوحشية: فقد تمّ خطف الكثيرين واتهامهم بالتجسس وإعدامهم علنًا، في حين تعرّض السكان الذين رفضوا تقديم الدعم إلى تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" للخطف أو التعذيب أو القتل. وبعد عقود من التعذيب والاستغلال من قبل الجهاديين في الجنوب الذين شكلوا تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، كان الجنوبيون محفزين بشكل كبير للقتال. وحين بدأ التحالف العربي – الإمارات العربية المتحدة بشكل رئيسي بدعم من الولايات المتحدة – بتدريب القوات الجنوبية المحلية لمحاربة التنظيم، رحّب آلاف الجنوبيين بالدعم واعتبروه فرصة لتخليص محافظاتهم أخيرًا من عقود من القمع والإرهاب المتزايد. وكان هؤلاء الجنود محفزين لمحاربة تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" لأنهم كانوا الضحايا الأساسيين – ضحايا إرهاب التنظيم وحرب الحكومة ضدّه على السواء.  لكن ثمن المعارك التالية بين القوات الجنوبية وتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" كان باهظًا. فقد لقي العشرات من قوات الأمن الجنوبية من قوات "الحزام الأمني" و"النخبة الحضرمية" و"النخبة الشبوانية" حتفهم أثناء تحريرهم الجنوب رغم كل ذلك، تمّ إحراز تقدّم هائل ضد تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، حيث تمّ تحرير الجزء الأكبر من حضرموت وشبوة وأبين وحيث بدأ السكان يعيدون بناء حياتهم. غير أنه من المهم تطبيق الأمن والاستمرار بدعم هذه القوات وتدريبها لمحاربة التنظيم.

فروع تنظيمات الاخوان في مواجهة دول الشام والعراق

 

لم تسلم سوريا والعراق في بلاد الشام من تلك التنظيمات الإرهابية بل سعى تنظيم الإخوان المسلمون الدولي الى جر تلك المنطقة الحساسة والمهمة الى عمق الصراع وشكلت فروع ذلك التنظيم دولة تحت مسمى داعش) وشرعوا في استقطاب المقاتلين من كل البلدان وكما هي عادتهم منذ القدم أنهم يقومون بتكوين جماعات تتبعهم تنتهج العنف والتطرف، وتبقى الجماعة الأم تنكره، ولكنها لا تتبرأ براءة تامة ، وإنما تعتذر لهم مع شيء من الإنكار؛ وهذا يمثل خط الرجعة، فالمهم عند جماعة الإخوان المسلمين أن تقوم الفوضى وتعم، ثم هي تأتي بعد ذلك لتحقق المكاسب، ودائما هي تُظهر التصريحات المتناقضة التي تبين كذب الجماعة، وأنها تقوم على تقية مقيتة، ومع هذا فإنك لا تجد إخوانيا ينكر عليها، بل يعتذرون عنها، إن هذا هو الذي طبقته الجماعة طوال تاريخها في كل البلدان، فإن الإخوان البنائية كانوا إرهابيين ويقومون بدور التفجير والاغتيال، وكان يقوم به التنظيم الخاص في الجماعة، وكانوا يغتالون الشخص، ويخرج حسن البنا ينكر الحادثة، ثم ظهرت جماعة التكفير والهجرة وجماعة الجهاد من رحم القطبية، فبدأت القطبية تتخلى عن التكفير وصارت من حمائم السلام، وجماعة التكفير والهجرة وجماعة الجهاد هي التي تقوم بالتفجير والتكفير والاغتيال.

منهج الإخوان استغلال عواطف الشباب تجاه قضايا المسلمين في العالم لجمع التبرعات وإرسالهم إلى مناطق الصراع. وسعيهم في تزهيد الشباب بكتب حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب والقرضاوي وأمثالهم وإغراء الشباب بكثرة أعدادهم وأتباعهم وتنوع أساليبهم، وعدم التطرق إلى أحاديث السمع والطاعة ولزوم الجماعة والدعاء لولاة الأمر في دروسهم ومحاضراتهم وخطبهم. وكذلك بغض الوطن وذلك بكتم محاسنه ومنجزاته الوطن ونشر السلبيات. وكذلك بمقارنة الوطن بغيره من البلدان وأيضًا صرف الشباب عن العلماء الراسخين وتوجيههم إلى مشاهير دعاة الصحوة وربطهم بهم وغمسهم بحب الأناشيد الحماسية الجهادية والترويج لها عبر وسائل الإعلام المختلف.

النتائج والتوصيات: 

بعد ما تبين زيف تلك الجماعات باستخدام الدين غطاء لتمرير مشاريعهم التدميرية ضد الامة العربية والإسلامية يتوجب عمل الاتي: 

1- المكافحة التشريعية والقانونية للإرهاب والتصديق عليها في البرلمانات العربية والاتفاقيات الدولية 

2- توفير حماية مشتركة للدفاع عن المصالح المشتركة المستهدفة من قبل تلك التنظيمات الإرهابية الدولية .

3- انشاء قوة عربية مشتركة وتدريبها وتأهيلها في سبيل مكافحة التطرف والإرهاب والقرصنة .

4- ابرام اتفاقيات وتشريعات عربية بحضر نشاط تلك التنظيمات التي تتخذ من الدين لباس لتمرير اعمالها وانشطتها السياسية تحت غطاء الدين 

5- تجريم كل من يجعل الدين شعارا لتحقيق أغراض سياسية او شخصية 

6- التوقيع على المعاهدات والبرتوكولات في سبيل التعاون في مكافحة الإرهاب وتجريم قيادتها وداعميه 

7- محاربة غسيل الأموال والأنشطة التجارية المشبوه والمؤملة للتنظيمات الإرهابية.

 

المصدر والمراجع:

1- التنظيمات الإرهابية الدولية في اليمن، ثلاثة عقود في كواجهة الجنوب، صالح أبو عوذل وصبري عفيف العلوي، إصدارات مؤسسة اليوم الثامن لإعلام والدراسات، 2022م.

2- حروب إخوان الفتنة والخراب، د. جبريل العبيدي، صحيفة الراي 1/ يونيو/ 2022م، رقم العدد ( 15921) 

3- التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن، سمر أحمد، منتدى فكر التابع للمعهد الأمريكي الدراسات.

4- مجموع الفتاوى لعلماء بلاد الحرمين الشرفيين.

بعثة الأمم المتحدة في الحديدة تستمر لستة أشهر رغم وصفها بـ"الشكلية"


صحف فرنسية: برلمانيون يدعون لحلول جذرية تجاه إيران بعيداً عن الحرب والمساومة


كيف ساهمت بطولة الرئيس الكوري في تأهل العراق إلى مونديال 1986؟


صوت الخبز أعلى من الرصاص.. هل يسقط النظام الإيراني من الداخل؟