تحليلات
قمع الاحتجاجات..
الولايات المتحدة تعاقب مسؤولين إيرانيين والاحتجاجات تجتاح شوارع طهران ليلا
جانب من وقفة احتجاجية للجالية الكردية للتنديد بالنظام الإيراني أمام البيت الأبيض في واشنطن السبت الماضي (أ.ف.ب)
فرضت الولايات المتحدة اليوم الخميس عقوبات على سبعة مسؤولين إيرانيين لدورهم في تعطيل خدمات الإنترنت وقمع المتظاهرين السلميين عقب وفاة مهسا أميني (22 عاماً) أثناء وجودها رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق.
وأورد بيان لوزارة الخزانة أن وزير الداخلية أحمد وحيدي، «أداة النظام الرئيسية في عملية القمع» ووزير الاتصالات عيسى زارع بور «المسؤول عن المحاولة المخزية لتعطيل الإنترنت» هما بين الأفراد الذين شملتهم العقوبات.
وقال بريان نلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في البيان إن «الولايات المتحدة تدين قطع الحكومة الإيرانية للإنترنت واستمرار قمعها العنيف للاحتجاجات السلمية ولن تتردد في استهداف أولئك الذين يوجهون ويدعمون مثل تلك الأعمال».
واستهدفت الولايات المتحدة القائد بـ«الحرس الثوري» حسين نجات، والذي قالت إنه يرأس وحدة أمنية مقرها طهران كلفت بقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وكذلك يد الله جواني، مساعد الشؤون السياسة لقائد «الحرس الثوري».
كما تم إدراج مسؤولين من قوات الشرطة. وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على نائب قائد العمليات بالشرطة حسين ساجدي نيا وقائد شرطة طهران حسين رحيمي اللذين تتهمهما واشنطن بالإشراف على كثير من عمليات فرض الالتزام بالحجاب الخاصة بشرطة الأخلاق في المدينة.
وشملت العقوبات وقائد الشرطة الإلكترونية، وحيد مجيد بعد أيام فقط من تعهد الرئيس جو بايدن بفرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين.
وتجمد العقوبات الأميركية أي أصول لأولئك الذين تم إدراجهم في الولايات المتحدة كما تمنع الأميركيين بشكل عام من إجراء أي تعاملات معهم. وأي شخص ينخرط في معاملات مع الشخصيات الخاضعة للعقوبات يخاطر أيضاً بالوقوع تحت طائلتها.
وأثارت وفاة مهسا أميني اضطرابات امتدت في عموم البلاد وتحولت إلى أكبر تحدٍ للزعماء في إيران منذ سنوات مع مطالبة المتظاهرين بإسقاط النظام الإيراني.
وتقول جماعات حقوقية إن الآلاف اعتقلوا وأصيب المئات في حملة قمع شنتها قوات الأمن على الاحتجاجات. وقدرت جماعات حقوقية عدد القتلى بأكثر من 150.
وفرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب مزاعم عن إساءة معاملة الإيرانيات، قائلة إنها تحملها مسؤولية وفاة مهسا أميني، وهي شابة كردية توفيت بعد اعتقالها في طهران في 13 سبتمبر (أيلول) بتهمة «ارتداء ملابس غير لائقة».
وهتف إيرانيون من فوق أسطح المنازل في حي “إكباتان” بطهران “هذا العام عام الدم.. سيسقط فيه علي خامنئي” ، و”لا نريد نظام الجمهورية الإسلامية” و”الموت للولي الفقيه”.
القمع مستمر
في حين استمرت المظاهرات والمسيرات الليلية في كافة أنحاء إيران، احتجاجا على قمع المحتجين، ومقتل الشابة مهسا أميني، ومن بعدها المراهقة نيكا شاكرمي.
وكذلك تستمر عناصر الشرطة الإيرانية في ملاحقة واعتقال واستهداف المتظاهرين من كافة أطياف الشعب الإيراني، وتقول جماعات حقوقية إن الآلاف اعتقلوا، وأصيب المئات، في حملة قمع شنتها قوات الأمن على الاحتجاجات.،وقدرت جماعات حقوقية عدد القتلى بأكثر من 155 شخصا.
نساء الأهواز في المعتقلات
أفادت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية باعتقال بعض النساء والفتيات في مدينة عبادان، جنوب غربي إيران، خلال الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني في 21 سبتمبر، بشكل وحشي، وبحسب التقرير، تم نقل المعتقلات إلى سجن سبيدار في الأهواز.
“قتلوا ابنتي ويهددونني”
وفي وقت سابق، بثت وسائل إعلام إيرانية، رسالة صوتية منسوبة لوالدة نيكا، تحدث فيها عن التهديدات والضغوط الأمنية، وأنها تتعرض لضغوط لتكرار رواية وسيناريو النظام بشأن وفاة ابنتها، وقال: “قتلوا ابنتي وهم يهددونني على الاعتراف القسري”.
ووجدت نيكا شاكرمي، 17 عاما، مقتولة على بعد 27 كليلومترا من موقع المظاهرات، التي شاركت فيها، ووثقت ذلك بمقطع فيديو عبر حسابها على أحد مواقع التواصل.