بحوث ودراسات

"اليوم الثامن" تبحث في خفايا صفقات تبادل "معتقلين"..

الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية.. ملف تنظيم القاعدة في الجنوب والمساومات السياسية (قراءة تحليلية)

علي محسن الأحمر وعلي كردي - أرشيف

عدن

تمهيد: استشهد جندي وأصيب أخر في تفجير إرهابي استهدف مركبة عسكرية في محافظة شبوة النفطية شرق عدن العاصمة (السبت)، وفقا لمعلومات حصلت عليها صحيفة اليوم الثامن.

وذكرت مصادر أمنية وتقارير صحفية عن قيام إرهابيين بوضع عبوة ناسفة على الطريق العام، فجرت اثناء مرور مركبة عسكرية، مما أدى الى إصابة جنديين على الأقل.

وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن التفجير الإرهابي، وهو أحدث اعتراف للتنظيم خلال شهر يناير/ كانون الثاني، حيث سبق للتنظيم واعلن مسؤوليته عن هجمات إرهابية ضربت محافظة أبين خلال الأسابيع الماضية.

وأصيب ست جنود في تفجير إرهابي استهدف مركبة عسكرية قرب وادي عومران الواصل مع بلدة مودية بمحافظة أبين، قبل ان يفشل التنظيم في الوقيعة بين القبائل وقوات الحزام الأمني.

ودافعت صحيفة محلية ممولة من جهات إقليمية ان القبائل خاضت معارك مع قوات الحزام الأمني، قبل ان تخرج عمليات محور أبين العسكري لدحض تلك المزاعم.

وبحسب موقع القوات المسلحة الجنوبية "درع الجنوب"، نفت عمليات محور أبين ما يتم تداوله من مزاعم إعلامية حول حدوث اشتباكات بين القوات المسلحة الجنوبية والقبائل أو حصار أحد المناطق السكنية بمديرية مودية.

وأكد مصدر في عمليات محور أبين على أن القوات الجنوبية تقوم بعمليات مطاردة للعناصر الإرهابية إثر تعرضها لكمين مسلح, مضيفا أن الكمين جاء عقب إسعاف مصابي الحادث الإرهابي بوادي عومران.

وأشار المصدر إلى أن العناصر الإرهابية كانت قد استهدفت القوات المسلحة الجنوبية من خلال تفجير عبوة ناسفة بوادي عومران سقط على إثرها عدد من الجرحى من ابطال قواتنا الجنوبية.

وتوعد تنظيم القاعدة خلال العام المنصرم بتصعيد هجماته ضد القوات الجنوبية ودولة الامارات العربية المتحدة – الحليف الصادق للجنوب – في ملف مكافحة الإرهاب، في حين غض التنظيم الطرف لأول مرة بشكل علني عن الحوثيين "الشيعة"، قبل ان تكشف القوات الجنوبية عن وجود عبوات ناسفة صنعت في العاصمة اليمنية صنعاء على يد خبراء إيرانيين، واستخدمها تنظيم القاعدة في أبين، خلال محاولته عرقلة عملية سهام الشرق التي انطلقت في أغسطس/ اب من العام المنصرم.

المقدمة

إلى قبل ثلاثة سنوات، كان تنظيم القاعدة يحارب إلى جانب حلفاء الرئيس اليمني المنتحي عبدربه منصور هادي، في مواجهة الاذرع الإيرانية في اليمن، على اعتبار انهم "شيعة روافض"[1]، وقد وثقت قناة بي بي سي عربية البريطانية مشاهد في مدينة تعز اليمنية لعناصر من تنظيم القاعدة تقاتل في صف مسلحي جماعة الاخوان (حلفاء هادي) في مواجهة الحوثيين بداية العام 2016م، في قمة المواجهات المسلحة للحصول على مكاسب عسكرية في أكبر المدن اليمنية كثافة سكانية.

قالت موفدة القناة البريطانية إلى اليمن "صفاء الأحمد" ان مقاتلين من تنظيم القاعدة قاتلوا صفا إلى صف مع قوات عسكرية تابعة لإخوان اليمن في مواجهة الحوثيين[2].

لم يدم الصراع طويلاً، فالمواجهات العسكرية بين قوات هادي وحلفائه تنظيم الإخوان، في مواجهة الاذرع الإيرانية تراجعت مع صعود الجنرال الإخواني الهارب علي محسن الأحمر، إلى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نائب[3] الرئيس اليمني، الذي يعد من أبرز مجندي ما عرف في ثمانينات القرن الماضي بالأفغان العرب[4]، وكان همزة الوصل بين العناصر المتطرفة ورجال الدين[5].

ويصف الجنرال الأحمر[6] – الذي فر من صنعاء في الـ21 من سبتمبر/ أيلول 2014م، قبيل دخول الحوثيين العاصمة اليمنية – بالأب الروحي لتنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية، وفق ما أوردته تقارير وسائل إعلام ألمانية.

وعلى اثر صعود الأحمر في هرم السلطة اليمنية إلى أعلى قيادة الجيش بعد هادي، الذي يصف بانه رجل ضعيف في إدارة الحكم، تراجعت العمليات العسكرية ضد الاذرع الإيرانية[7]، حتى بات يصف الجنرال العجوز[8] بانه جاء في وقت كان الحوثيين بحاجة لمن يوقف العمليات العسكرية ضد ميليشياتهم خاصة بعد ان خسروا الجنوب عقب أربعة اشهر من محاولة احتلاله.

ولم يقتصر الأمر عند "تجميد الجبهات"، حتى جاء العام 2019م، ليتم الكشف عن أول تحالف علني بين الحوثيين الشيعة وتنظيم القاعدة السني[9]، ولا يمكن اغفال ان الجنرال العجوز – حليف السعودية[10] – ينتمي سلاليا إلى طائفة الحوثيين الزيدية الاثنا عشرية، وهو بكل تأكيد لم يكن يرغب في هزيمة الحوثيين التي يعتقد انها هزيمة للزيدية السياسية.

 

علي محسن الأحمر وتجنيد الأفغان العرب

 

علي محسن الأحمر الذي عزل مؤخرا من منصبه سبق له وفتح المعسكرات لتدريب الجماعات المتطرفة كي يستخدمها في صراعاته السياسية ضد خصومه، خاصة وانه ظل لثلاثة عقود – يد صالح التي يبطش بها الجنوبيين الساعين لاستعادة دولتهم-.

ودون شك هناك ملفات تبدو خطيرة يعرفها الجنرال العجوز تتعلق بعمليات إرهابية نفذت في العديد من الدول الإقليمية والأوروبية، لعبت فيها قيادات من تنظيم الاخوان اليمني في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح دورا  في حدوثها ان لم تكن هي من صنع وهندس تلك العمليات الإرهابية التي من ابرزها هجوم "شارلي ابدو"[11]   وذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن سعيد كواشي وهو أحد المشتبه فيهما في تنفيذ الهجوم على مكتب صحيفة شارلي إبدو في باريس، كان في اليمن في أوقات مختلفة.

وأضافت الصحيفة ان الرجل مكث هناك بين عامي 2009 و 2013، تنقل بين جامعة الإيمان في صنعاء إلى معسكرات تدريب القاعدة في جزيرة العرب التي أصبحت قبلة للجهاديين الآتين من أفغانستان وباكستان وماليزيا والسودان، ومن القارتين الأوروبية والأميركية.

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية[12] أن القيادي الإخواني ورجل الدين المشهور عبد المجيد الزنداني المدرج على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، هو من أشرف على تعليم سعيد كواشي، وبعدها تولى تدريبه أنور العولقي أحد أبرز قادة “القاعدة” الذي قتل عام 2011 بغارة طائرة من دون طيار استهدفت سيارته.

إيران ولعبتها السياسية في الجنوب 

 

تأريخياً ، قد لا يدرك البعض أن لإيران أطماع تأريخية في الجنوب تعود الى رحلة سيف بن ذي يزن، إلى بلاد فارس، كي يطلب قوة تساعده في تحرير اليمن من قبضة الوجود الحبشي في صنعاء؛ ولا يعرف اين كانت قبائل اليمن التي تصف نفسها بالشجاعة والاقدام في الحروب حينها، عندما تعرضت للاحتلال الحبشي الذي لم يخرج من اليمن الا عن طريق ما عرفوا بالسجناء الذين تم اطلاق سراحهم من السجون وارسالهم الى اليمن.

وسيف بن ذي يزن (516م - 574م)[13]؛ أحد ملوك العرب في عصر ما قبل الإسلام. حكم سيف بن ذي يزن من قصر غمدان في صنعاء، وقد استعان بكسرى انوشروان، الذي ارسل معه ثماني سفن تحمل المئات من المساجين على ذمة قضايا عديدة، وقد نزل الفارسيون في سواحل عدن ومنها انطلقوا الى صنعاء، لقتال الاحباش.

ومنذ ذلك التاريخ ظلت عدن في ذاكرة الفرس بل انهم يدعونها مدينة فارسية لا تسقط من حسابات سياسة طهران اليوم وقديما، حتى جاءت الحرب العدوانية التي شنها الحوثيون – أذرع إيران في اليمن – على الجنوب في العام 2015م، فكانت فرصة كي تبسط نفوذها على هذه المدينة.

وعلى الرغم من محاولة جعل الحرب في الجنوب "طائفية بين السنة والشيعة"، كما روج الحوثيون لها، بدعوى انهم يحاربون تنظيمي القاعدة وداعش، الا ان العام 2016م وفي بدايته شهد تحولا استراتيجياً، وهو ما أشرنا إليه في بداية هذه القراءة، من انخراط عناصر القاعدة في القتال الى جانب قوات الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي.

هذا التحول الاستراتيجي في الحرب، أعقب تعيين الجنرال العجوز علي محسن الأحمر نائبا للرئيس بالإضافة الى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والمتحكم الرئيس في وحدات الجيش اليمني المناهض للحوثيين، التي لم تحقق أي مكاسب في مواجهة الاذرع الإيرانية؛ وهنا السؤال الذي اجابته عنه مراكز دراسات يمنية من بينها مركز صنعاء، المقرب من جماعة الاخوان في اليمن[14].

وقد جاءت الإشارة الى عضو تنظيم القاعدة في اليمن محمد عايض الحرازي الذي اعتقل في ساحة الجامعة خلال مشاركته الانتفاضة التي تزعمها الجنرال الأحمر ضد أخيه غير الشقيق، في العام 2011م.

وقد تبين ان الأحمر اعتقل الحرازي من خيمته في ساحة الجامعة خلال مشاركة في التظاهرات ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح، في محاولة من الأحمر لكسب ود الامريكان، لكن الحرازي هرب لاحقا من السجن بتواطؤ من جماعة الاخوان.

وهنا يمكن الإشارة الى ان الاخوان والحوثيين في اليمن ينتمون سلاليا الى ذات الطائفة الزيدية، فلا يمكن ان يعتبر الاخوان بأنهم سنة، واسم الحرازي يؤكد ان فكر القاعدة والحوثيين في اليمن ينتمي الى ذات الهضبة الزيدية التي تصارعت فيما بينها على الحكم بالتزامن مع انتفاضة الربيع العربي التي اسقطت العديد من البلدان من بينها اليمن. وبلدة حراز – التي ينتمي اليها عايض الحرازي، تقع في ضواحي صنعاء الغربية، ويعد سكانها من الشيعة الفاطميون.

ويقول مركز دراسات مقرب من جماعة الإخوان في اليمن إن الحرازي أُطلق سراحه فجأة في عام 2016 في إطار صفقة لتبادل الأسرى بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثيين[15]، وهو واحد من عشرات الشخصيات في تنظيم القاعدة الذين أُطلق سراحهم ضمن صفقات تبادل الأسرى بين عامي 2016 و2021. قُتل الحرازي بعد بضعة أشهر في غارة شنتها طائرة أمريكية دون طيار في محافظة البيضاء، إلى جانب ابنه صفوان وشقيقه فؤاد اللذين كانا في زيارته من صنعاء".

وعادة حين يتم الحديث عن علاقة الجنرال الأحمر بتنظيم القاعدة، يحضر اسم القيادي الاخواني حمود الهتار[16]، الذي يعد المحرض الأيدلوجي الذي يمارس سياسية شحن عقول الشباب بالأفكار المتطرفة، وقد كلف من قبل نظام صنعاء بأجراء حوار مع عناصر تنظيم القاعدة، لكن في نهاية كل حوار يتم اطلاق العشرات من عناصر التنظيم الذين ينفذون عمليات إرهابية فور الافراج عنهم، وكأنهم لم يكونوا بالسجن[17]، بل كانوا في أماكن لحمايتهم من أي تساؤل من قبل المجتمع الدولي للنظام اليمني.

ولم تعلق سلطة الحكومة الشرعية في اليمن على تقارير صحفية تؤكد وجود صفقات تبادل معتقلين بين الحوثيين وتنظيم القاعدة[18]، كان المستفيد من تلك الصفقات جماعة الاخوان التي كانت قد اجتاحت محافظة شبوة النفطية الجنوبية في أغسطس، اب من العام 2019م.

وهذا يؤكد على ان هناك علاقات استراتيجية وتغلغل لأيادي الإخوان في مؤسسات الدولة اليمنية، حيث لم تتخذ حكومة هادي أي مواقف حيال تلك الصفقات التي اعترفت بها الحكومة، دون ان تفصح عن المستفيد من ذلك.

ومثل هذه الاحداث اطلقت اياد الجماعات الإرهابية كي تعبث بارض الجنوب قتلا وتدميرا، بينما نجد ان المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين تنعم بالسلام ولا توجد أي هجمات لتنظيم القاعدة منذ بداية العام 2016م، أي بعد صعود علي محسن الأحمر الى منصب نائب الرئيس، لكن ربما ان القاعدة تبين من خلال تتبع بعض المصادر الأمنية في عدن، ان تنظيم القاعدة لم ينفذ أي عمليات إرهابية ضد الحوثيين خلال اجتياح عدن في العام 2015م، لكن المؤكد ان تنظيم القاعدة شن هجمات إرهابية ضد القوات الجنوبية والاماراتية عقب التحرير، وحاول تنظيم القاعدة عرقلت بناء قوات عسكرية جنوبية في العاصمة عدن ومدن الجنوب الأخرى.

وحتى تلك الهجمات الإرهابية التزمت حكومة هادي الصمت حيالها، فهي لم تتهم الحوثيين بالوقوف وراء تلك الهجمات التي أودت بحياة المئات من المجندين ناهيك عن استهداف رجال الدين وقيادات الأمن والجيش.

ويبقى السؤال المطروح، هل ايران هي من تمول القاعدة اليمن على الرغم من وجود خطاب طائفي يتحدث عن وجود خلافات مذهبية، فهل ذابت تلك الخلافات بفعل تقاطع المصالح بين ايران من جهة وبعض الأطراف الإقليمية التي تقف وراء تنظيم الاخوان في اليمن.

كما لا يمكن إخفاء دور المال السياسي الذي تدفع به طهران بسخاء لهذه الجماعات المتطرفة التي تنشط في الجنوب دون اليمن الشمالي، وهذا يوضح ان المال السياسي عند هذه الجماعات اهم من الشعارات العقائدية، وهو ما يعتبر في النهاية ان الحوثيين والتنظيمات المتطرفة ما هي الا أدوات حرب بيد ايران واذرعها الزيدية في اليمن.

 

الموقف السعودي من تنظيم القاعدة

 

تعد المملكة العربية السعودية واحدة من ابرز الدول العربية المتضررة من الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم القاعدة الإرهابي، وموقفها الرسمي من الإرهاب، يمثل استراتيجية سعودية، فالرياض التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة الأذرع الإيرانية، تتزعم أيضا تحالفا إسلاميا لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وقد نجحت السعودية الى حد كبير في محاربة الإرهاب في الداخل السعودي من خلال فرض عقوبات على جماعة الاخوان، وألقت بالعديد من القيادات الإخوانية في السجون، ضمن الإجراءات المتبعة لتجفيف منابع التطرف.

وتتهم السعودية، إيران بالوقوف وراء تنظيم القاعدة الإرهابي المتطرف، ودائما ما تتحدث الصحافة السعودية عن وجود علاقة وطيدة بين التنظيم المتطرف والاذرع الإيرانية في صنعاء، وهو ما اشارت اليه صحيفة عكاظ[19]، التي أكدت في يوليو/ تموز من العام الماضي، عن لقاء جمع قيادات حوثية برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات الحوثية عبدالحكيم الخيواني وقيادات من تنظيم القاعدة، من بين قيادات تنظيم القاعدة التي حضرت الاجتماع القيادي علي الكردي .

وجرى الاجتماع بأحد المباني بحي حدة شارك فيه خبراء عسكريون إيرانيون، وتشير صحيفة عكاظ إلى أن المليشيا طلبت من تنظيم القاعدة تصعيد عملياتها وتعهدت بتوفير المال وتجهيزات صناعة المفخخات وإيصال العبوات الناسفة والالتزام باستمرار التمويلات النفطية وغيرها من الامتيازات التي تقدمها للتنظيم عبر قيادي يلقب بـ«المحضار» الذي يتولى استلام التمويلات من المنطقة العسكرية بمحافظة ذمار. 

وبالنظر الى الموقف السعودي من دعم القوات المسلحة الجنوبية التي تخوض قتالا شرسا ضد التنظيم المتطرف، يتبين ان موقف الرياض له اكثر من اتجاه، قد يكون هناك دعما لوجستيا للقوات التي يشرف عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، غير ان ما يظهر على الاعلام لا يوحي بدور سعودي داعم لجهود مكافحة الإرهاب في الجنوب، او يمكن وصفه بالدور السعودي الشحيح اعلامياً.

ويبدو ان الموقف السعودي له أكثر من اتجاه في مسألة محاربة التنظيمات الإرهابية في الجنوب، فالرياض قد ترى ان جهود مكافحة الإرهاب في الجنوب "شأن أمني داخلي"، لا تريد الخوض فيه، حتى لا تفتح لها جبهة جديدة، ناهيك عن ان الرياض ربما تختبر قدرة الجنوبيين في محاربة التطرف، ومدى استعدادهم للذهاب بعيدا في تحقيق مكاسب عسكرية على غرار المكاسب التي حققها الجنوبيون في مواجهة الاذرع الإيرانية، وتفضل السعودية ان يمضي الجنوب في خياراته السياسية وتطلعاته في دولة مستقلة بعيدا عن أي تدخل ولو كان ذلك في ملف مكافحة الإرهاب.

فقد يحسب أي دعم عسكري سعودي للجنوب على انه دعم لخيار الاستقلال الذي ينشده الجنوبيون منذ أكثر من ثلاثة عقود، فالرياض تضع في الحسبان أهمية ان يخوض الجنوب معركة الوطنية دون أي تدخلات، وهو ما يحصل في أبين وشبوة ووادي حضرموت، حيث يمضي الجنوب بقوة في نشر قوات النخبة الحضرمية في الوادي وطرد القوات المحسوبة على تنظيم الاخوان الممول قطريا.

لا يخفي الجنوب وجود تدخلات قطرية في دعم الهجمات الإرهابية، فالدوحة التي تمول وترعى اخوان اليمن، لا تخفي خصومتها تجاه الجنوب، فالإعلام الجنوبي دائما ما يشير الى الدوحة وضلوعها في هجمات إرهابية ضرب البلاد، استهدفت خصوم التنظيم اليمني.

 

النتائج 

تنظيم القاعدة أصبح عامل شراكة بين جماعة الاخوان والاذرع الإيرانية في اليمن، وهو ما يمكن التوصل اليه من نتائج تؤكد:"

  • علي محسن الأحمر الجنرال العسكري الزيدي لم يحقق أي مكاسب ضد الحوثيين بل ان هجمات القاعدة ضد الاذرع الإيرانية تراجعت منذ تعيينه نائبا للرئيس
  • تنظيم القاعدة قاتل في محافظة تعز الى جانب التشكيلات العسكرية التابعة لحلفاء الرئيس اليمني المتنحي عبدربه منصور هادي في بداية 2016م، لكنه تراجع بعد ذلك.
  • تراجع تنظيم القاعدة في قتال الحوثيين يرجع الى وجود علاقة للجنرال الأحمر الذي يصف بالأب الروحي للتنظيم المتطرف في الجزيرة العربية ومهندس الأفغان العرب.
  • لم يرغب الجنرال علي محسن الأحمر في قتال الحوثيين، ربما يعود ذلك الى خشيته من ان هزيمة الأذرع الإيرانية يعني هزيمة للزيدية السياسية التي ينتمي إليها
  • يعتقد علي محسن الأحمر ان هزيمة الحوثيين عسكرياً، يعني نهاية هيمنة الزيدية السياسية على اليمن منذ أكثر من ألف سنة، فالسلطة تظل زيدية وان اختلفت الأطراف الزيدية
  • تقاطعت المصالح الإيرانية القطرية (اقليمياً) كذلك المصالح الإخوانية الحوثية (يمنيا)، بشأن الجنوب وهو ما فسرته صفقات تبادل المعتقلين بين القاعدة وأذرع طهران
  • ما يؤكد على وجود علاقة وتقاطع مصالح بين الحوثيين والقاعدة، استمرار تدفق الأسلحة المهربة من إيران عبر المنافذ البرية والبحرية
  • تشكل قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي وصحراء حضرموت، ممرات أمنة لتهريب الأسلحة من الحدود العمانية – الجنوبية
  • لا يزال تنظيم القاعدة يمثل عاملا مشتركا بين الاخوان والحوثيين تواصلا لما كان يقوم به في عهد نظام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح.
  • السعودية تتزعم محاربة الاذرع الإيرانية والتنظيمات الإرهابية، لكنها في ذات الوقت لا تريد ان تظهر بانها داعمة لاستقلال الجنوب العربي.
  • تبحث ايران من خلال الهجمات الإرهابية عن العودة إلى الجنوب بنفس الذريعة التي استخدمتها اذرعها في بداية الحرب حين اجتاحت الجنوب بدعوى محاربة الإرهاب.

 

-------------------------------------------------------

المصادر 

[1] مسلحو القاعدة في اليمن "على جبهة واحدة مع التحالف السعودي" في معركة ضد الحوثيين - بي بي سي عربية 22 فبراير/ شباط 2016

[2] وثائقي بي بي سي: تعز بين المطرقة والسندان - بي بي سي عربية - 22 فبراير/ شباط 2016

[3] صدور قرار جمهوري بتعيين الفريق الركن علي محسن الاحمر نائباً لرئيس الجمهورية اليمنية - وكالة الأنباء اليمنية (سبا) [03/04/2016 07:04]

[4] مؤسسة أبحاث: “عبدالمجيد الزنداني” الأب الروحي لتنظيم القاعدة في اليمن - درع الجنوب الموقع الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية الجمعة 4, نوفمبر 2022

[5] "الأحمر".. مصمم "القاعدة" بين قتال الحوثيين ام الجنوبيين - اليوم الثامن (السبت ٢٢ يناير ٢٠٢٢)

[6] "اليوم الثامن" تستعرض خارطة تحالفات الحوثيين والإخوان وأنصار الشريعة.. تنظيم "قاعدة جزيرة العرب".. هل آن البحث عن الملاذ الأخير -  صحيفة اليوم الثامن الإثنين ٠١ أغسطس ٢٠٢٢

[7] "الأحمر".. مصمم "القاعدة" بين قتال الحوثيين ام الجنوبيين – صحيفة اليوم الثامن (السبت ٢٢ يناير ٢٠٢٢)

[8] صحيفة فرنسية: علي محسن الأحمر "بابا القاعدة" في اليمن - إيرم نيوز

[9] مسؤولون يشيرون إلى تحالف مشتبه به بين القاعدة والحوثيين - المشارق (2021-07-21)

[10] علي محسن الأحمر: من هو وماذا نعرف عن سجله العسكري؟ - بي بي سي عربية 7 أبريل/ نيسان 2022

[11] لوفيغارو: كواشي درس وتدرب في اليمن وعملية شارلي إبدو هي إحدى العمليات التسع التي أدرجها تنظيم القاعدة على لائحته السوداء – صحيفة رأي اليوم Jan 11, 2015

[12] أنظر مصادر أميركية تقول إن الداعية المشهور عبد المجيد الزنداني المدرج على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، أشرف على تعليم سعيد كواشي – المصدر السابق

[13] سيف بن ذي يزن – الموسوعة الحرة

[14] القاعدة في اليمن: كيف خرج معتقلو التنظيم من سجون الحوثيين؟ - مركز صنعاء للدراسات ديسمبر 22، 2021

[15] القاعدة في اليمن: كيف خرج معتقلو التنظيم من سجون الحوثيين؟ - المصدر السابق 

[16] حمود الهتار.. حليف "تنظيم القاعدة" في أعلى هرم القضاء باليمن - صحيفة اليوم الثامن 2022م

[17] القاعدة تخرج من حرب اليمن.. أقوى وأغنى (وكالة رويترز) إبريل/ نيسان2016م

[18] اللواء عبدالقادر الشامي.. مهندس صفقة الحوثيين مع تنظيم القاعدة – صحيفة اليوم الثامن 

[19] بدعم إيراني.. الحوثي يمول مخططات «القاعدة».. ومجلس الأمن يحذر - صحيفة عكاظ السعودية 25 يوليو 2022 

تصعيد غير مسبوق في لبنان قبيل إعلان محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله


محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تعزز قوة الاقتصاد السعودي وتفتح آفاقاً جديدة للنمو


اجتماع رباعي يبحث أزمة السودان: دعوات لوقف إطلاق النار وتعزيز الاستجابة الإنسانية


الإمارات تواجه زيادة حادة في الهجمات السيبرانية وهجمات الفدية في 2024