تحليلات

"اليوم الثامن" تصدر نشرة حصاد شهر يناير 2023م..

العمليات الإرهابية للتنظيمات الدولية في الجنوب.. المسارات والخصائص

حسان الحضرمي، اسمه الحقيقي "حسين عبدالرحمن هبدول"، وقد قتل في مأرب برفقة شقيقه موسى وصهره

عدن

تمهيد: لم يكن يناير/ كانون الثاني، يختم أيامه في العام الجديد 2023م، دون ان يسجل الحدث الأبرز في ملف مكافحة الإرهاب في اليمن والجنوب، ففي الـ30، أعلن في اليمن عن مقتل خبير بارز في صناعة المتفجرات يدعى حسان الحضرمي، على اثر ضربة يعتقد انها أمريكية في محافظة مأرب المعقل الرئيس لجماعة اخوان اليمن، والمتهمة بالتورط في احتضان القيادات الإرهابية وتوفير الحماية لها.

وقالت مصادر يمنية لصحيفة اليوم الثامن إن خبير المتفجرات في تنظيم القاعدة (حسان الحضرمي) ومقرب من أمير التنظيم خالد باطرفي، وقد عرفه بانه أحد أبرز خبراء التصنيع والعبوات في التنظيم، وهو من أبرز قادة التنظيم القدامى الذين احترفوا صناعة المتفجرات.

وحسان الحضرمي، اسمه الحقيقي "حسين عبدالرحمن هبدول"، وقد قتل في مأرب برفقة شقيقه موسى وصهره، اثناء ما كانوا في طريقهم إلى بعض الاوية للاحتباء من عملية رصد وتتبع كانوا يشعرون بانهم مستهدفون.

وذكرت مصادر قبلية في مأرب ان حسان الحضرمي نجأ في أواخر العام الماضي من عملية استهداف إثر غارة جوية استهدفت منزل كان يقطن فيه مع شقيقه وصهره، وغادره قبل الغارة بدقائق.

 وأكدت المصادر ان هناك خلافات عاصفة في داخل تنظيم القاعدة الذي تتمركز قيادته في مأرب، وذلك على خلفية اتهامات متبادلة بتورط قيادات مناهضة لأمير التنظيم خالد باطرفي، حيث يرى الأخير ان قياداته وأقرب معاونيه يتعرضون لعملية تصفية واسعة، الأمر الذي تشير المصادر لصحيفة اليوم الثامن إلى أن مأرب لم تعد الملاذ الآمن للتنظيم في الجزيرة العربية والذي يتخذ من المحافظة منطلقا لشن هجمات في الجنوب.

 

المقدمة

على الرغم من إحراز تقدم كبير في الحد من التهديد الإرهابي الذي تتعرض له العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى، من قبل التنظيمات الإرهابية الدولية "الحوثيون والإخوان والقاعدة وداعش، وانصار الشريعة".

فلا تزال البلاد تواجه بيئة من التهديدات المتنوعة والعابرة للحدود، وغير المتوقعة على أصعدة متعددة. وتُحدد مجموعةٌ من الجهات الفاعلة طبيعةَ المشهد الإرهابي اليوم، سواء أكانت منظمات إرهابية يمنية لها ارتباطات بتلك التنظيمات أو دولاً راعية للإرهاب أو جهات فاعلة منفردة. وتتواجد هذه البيئة من التهديدات المستمرة في ظل مرحلة انتقالية جارية يشهدها المجتمع الجنوبي والعربي في مكافحة الإرهاب.

 

العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط

 

تقول السيدة كريستين أبي زيد رئيسة مؤسسة مكافحة الإرهاب في أمريكا التهديدات التي ستتطلب أكبر قدر من الاهتمام خلال العام المقبل، بدءً من المتطرفين ذوي الدوافع العنصرية في الولايات المتحدة إلى فروع تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«القاعدة» في إفريقيا.

وفي الشرق الأوسط واليمن، ينوي تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» القيام بعمليات في الغرب وضد المصالح الأمريكية والإقليمية الحليفة. وقد أثبت أنه من بين فروع شبكة «القاعدة» الأكثر إبداعاً، لكنه واجه ضغوطاً كبيرة نتيجة مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة، مما أنشأ عقبات أمام تخطيط الجماعة للعمليات الخارجية. وفي حزيران/يونيو 2021، نشر تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» العدد السادس من دليل "إنسباير غايد" (Inspire Guide) الذي يوفر إرشادات متعلقة بالعمليات للمهاجمين المحتملين على أرض الوطن، ويشير إلى أن الجماعة لا تزال تحتفظ بقدرات إعلامية قابلة للاستمرار، على الرغم من وفاة داعيتها الرئيسي في عام 2001.[1]

وفي الجنوب بدأت موجة من التحركات الإرهابية في نهاية شهر يناير 2023م في العاصمة عدن بعد فترة هدوء نسبي، بدأت سيارة مفخخة في مداخل العاصمة عدن في منطقة بئر أحمد وبحسب مصدر مسؤول فأن السيارة قادمة من محافظة تعز اليمنية، وصادف رمي قنبلة صوتية في أحد أسواق العاصمة عدن، بالإضافة إلى إيقاف عدد من الأحزمة الناسفة في مداخل مدينة يافع قادمة من البيضاء كل تلك التحركات رافقتها حملة إعلامية.

وفي في ظل استمرار عدد من العوامل المحفزة لنشاط التنظيمات الإرهابية في محافظات الجنوب وفي مقدمتها الحملة الإعلامية التي تشنها جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن، وكذلك التحركات والتحريضات قيادات أمنية نحو أحمد الميسري وإبراهيم اللذان يعدان من أبرز القيادات الأمنية في دعم ومساندة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في الجنوب.

وتشهد محافظة أبين منذ مطلع العام نشاطاً للتنظيمات الإرهابية المرتبطة بتيار “بالإخوان المسلمين”، وتحديداً تنظيمَي “القاعدة” و”داعش”، تأسيساً على بعض المؤشرات البارزة خلال عام 2022، والتوجهات الاستراتيجية والأيديولوجية للتنظيمات الإرهابية؛ فإن ثمة اتجاهات عامة متوقعة للنشاط الإرهابي خلال عام 2023، مع عدم إغفال خصوصية كل حالة للنشاط العملياتي.

ويبرز عدد من الاتجاهات، منها استمرار عدم قدرة التنظيمات الإرهابية على الحفاظ على وتيرة مرتفعة للنشاط العملياتي، وتحولات في أنماط النشاط داخل بعض محافظات الجنوب بغرض توزيع القوة وتشتيت التحركات الأمنية، رغم اهتزاز التماسك الداخلي بصورة كامنة، داخل “داعش” والقاعدة” بعد سقوط كثيرا من معتقلا ومقتل عدد من عناصرها في محافظة ابين وشبوة.

نشاط الإرهاب  في يناير 2023

نلحظ مما تقدم، ومن خلال تصاعد العمليات الإرهابية في شتاء العام الماضي، أن الهجمات والجرائم الإرهابية يمكن أن تحدث في أي مكان وفي أي وقت ودون سابق إنذار، بل على العكس فقد افتتحت التنظيمات الإرهابية، العام الجديد، بسلسلة من العمليات الإرهابية في يناير الجاري، أبرزها، شن مسلحو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في 6 يناير 2023: هجومًا إرهابيًا على مواقع تمركز القوات الجنوبية في مديرية مودية شرق محافظة أبين الجنوبية وتحديدًا بالقرب من "وادي عوامرن[2]". لاسيما بعد قيام عمليتي سهام الشرق في شهر أغسطس 2022م تقهقرت التنظيمات الإرهابية بعد الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية لاسيما بعد سقوط معظم معاقل التنظيمات الإرهابية في معظم مديريات محافظة ابين وشبوة،  وفي شهر يناير 2023 نشطت بعض العناصر الإرهابية بوادي عمروان  بالقيام ببعض العمليات الارهابية علي نمط ما يسمي (بالذئاب المنفردة)٬ حيث تركزت تلك العمليات الإرهابية على مستهدف واحد بزرع عبوات ناسفة في الطرقات والمركبات وتواجد الثكنات الأمنية والدوريات٬ حيث شهدت تلك المرحلة حوالي (8)عمليات إرهابية.

تفجير كما هي موضحة في الجدول أدناه:  

التاريخ

العملية

المحافظة

 المنطقة

عدد الضحايا

 

الشهداء

الجرحى

6- 1-2023

تفجيران إرهابيان لتنظيم القاعدة وذلك عبر عبوتين ناسفتين في مدخل بلدة “وادي عومران” شرقي مديرية مودية

ابين

عومران

10

3

18-1-2023

استشهاد ثلاثة جنود بينهم العميد عبدالرحمن المعكر، بانفجار عبوة ناسفة في مديرية مودية          .

ابين

عومران

3

0

14-1-2023

هجوم إرهابي على موقع للواء اول دفاع شبوة المرابط على منطقة المصينعة الصعيد

شبوة

 المصينعة

1

2

19-1-2023حزام المنطقة الوسطى يفكك عبوة ناسفة في الطريق العام بين الخديرة ومودية

ابين

مودية

0

0

21-1-2023تفجير إرهابي بعبوة ناسفة  يستهدف جنود خلال تامين ناقلة وقود لكهرباء عدن

شبوة

المصينعة

0

2

23-1-2023انفجار عبودة ناسفة استهدفت قوات اللواء ثالث مشاة في

ابين

مودية

1

5

26-1-2023رمي قنبلة صوتية وسط فعالية احتفالية تنظمها إدارة مجمع ردسي مول التجاري في مديرية  المنصورة

عدن

المنصورة

0

4

28-1-2023ضبطت قوات الحزام الأمني، سيارةً مفخخةً شمال غربي المحافظة.

عدن

بئر أحمد

0

0

المجموع 

 

 

 

 

 

 

مما سبق تبين لقد شهدت محافظات الجنوب عدد من العمليات خلال شهر يناير من عام 2023م وقد بلغ عدد العمليات الإرهابية التي شنتها تلك التنظيمات (8) عملية ما بين عمليات هجوم مسلح وتفجيرات عبوات ناسفة واغتيالات، أسفرت عن سقوط (15) شهيدا، واصابة ( 18) آخرين. 

هذا وقد شهد هذا الشهر انخفاضًا طفيفا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بعددها في شهر 12 من العام الماضي التي بلغت (11) عملية إرهابية، أسفرت عن مقتل (11)، وجرح (9) اخرين وهو ما يعزي إلى جهود إلى عودت تلك الاعمال الإرهابية وجبهات الحروب.

  أسباب تصاعد العمليات الإرهابية

كشفت مصادر استخباراتية جنوبية عن تورط قيادات عسكرية وسياسية تقلدت عدة مناصب سابقة في الحكومة الشرعية الإخوانية اليمنية بدعم وتغذية النشاطات الإرهابية في محافظات الجنوب المحررة ، بعد ان تلقت هذه التنظيمات ضربات موجعة افقدتها إعادة تنظيم صفوفها و هزيمتها على يد القوات المسلحة الجنوبية في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت .
  قالت المصادر ان الخلية الإرهابية المتخصصة بتنفيذ الإغتيالات والتفجيرات بسيارات مفخخة التي القت القبض عليها قوات مكافحة الارهاب والأجهزة الأمنية بعدن اعترفت في وقت سابق وقوفها خلف عمليات استهداف موكب محافظ عدن ووزير الزراعة والثروة السمكية ورئيس العمليات المشتركة في مديرية المعلا وكذلك استهداف موكب مدير أمن لحج في خور مكسر واستهداف مطار عدن بسيارات مفخخة التي ادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المواطنين المدنيين بينهم جنود من افراد الأمن واعلاميين وصحفيين ينتمون للسلطة المحلية بعدن وكذلك اغتيال اللواء ثابت مثنى جواس ومرافقيه في المدينة الخضراء التابعة ادارياً لمحافظة لحج في شهر مارس 2022 م ومحاولة اغتيال مدير شرطة دار سعد المقدم مصلح الذرحاني وعدد من العمليات الإرهابية الاخرى تقف خلفها جهات تابعة لقوات جماعة الإخوان والحوثي التي قدمت الدعم والتمويل للخلية الإرهابية لتنفيذ عملياتها

ومن خلال استطلاع أجرته مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدارسات حول ديمومة التنظيمات الإرهابية في اليمن وعدم استئصالها جذريا أجاب عدد من المبحوثين بالاجابات الاتية.

1-   عدم وجود إستراتيجية واضحة لدى التحالف العربي لمحاربة الإرهاب: فبالرغم من النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية الجنوبية في عدن وابين ولحج والضالع وشبوة وحضرموت في مواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، إلا أنها هناك تحريض أعلامي ودمعي مادي مستمر لتلك التنظيمات وعلى مرأى ومسمع من الجميع  

2-   توفر بيئة محلية وإقليمية حاضنة للإرهاب: حيث تتواجد الجماعات الإرهابية في الجنوب بشكل كبير منذ مطلع التسعينات، ويسيطر تنظيم الاخوان اليمني على مواقع سياسية وامنية واقتصادية، فضلاً عن وجوده في جماعة الحوثي المتاخمة للحدود الجنوبية، مما يعني بكل تأكيد دخول بعض العناصر الإرهابية إلى الجنوب وقيامها بتنفيذ عمليات إرهابية وتجنيد شباب للانضمام إلى صفوفها.

3-   أزمة مزدوجة: هناك أزمة متعددة الابعاد في منطقة الحكومة اليمنية المعنية بمكافحة الإرهاب حيث تتداخل فيها عناصر مختلفة من بين مؤيد ومعارض وصامت، بجانب توتر في العلاقة بين بعض الشخصيات، وهو ما يحتاج لاستراتيجية وتكتيك يساعد علي حل تلك الازمات وغيرها.

وفي النهاية، يمكن القول أن انتشار الإرهاب في محافظات الجنوب ليس أمراً غريباً لاسيما أن الجنوب قيادته وشعبه أضحى ضحية تلك التنظيمات ليلا ونهارا  .     

يمكنا القول إن هناك نجاحات تتحقق في مواجهة التنظيمات الإرهابية في الجنوب خلال الفترة السابقة ولكن اعتمادا على عنصر واحد وهو العنصر الامني (وهو مهم وأساسي) ٬ ولكن استراتيجية مواجهة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة تحتاج حزمة من العناصر بجانب العنصر الأمني حتى تتمكن القوات الجنوبية من الحد من العمليات الإرهابية.

وفي الختام ندعو التحالف العربي والشركاء الدوليين في "مواجهة آفة الإرهاب"، إلى دعم القوات المسلحة الجنوبية التي تواجه حرب ضروس منذ مطلع التسعينيات حد اللحظة مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية والحوثيين المدعومين من إيران يسعون لتهديد "الأمن والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي".

 هوامش

[1] السيدة كريستين أبي زيد رئيسة مؤسسة مكافحة الإرهاب

[2]  مؤثرات متكررة: هل يتراجع نشاط التنظيمات الإرهابية خلال شتاء 2023؟

بعثة الأمم المتحدة في الحديدة تستمر لستة أشهر رغم وصفها بـ"الشكلية"


صحف فرنسية: برلمانيون يدعون لحلول جذرية تجاه إيران بعيداً عن الحرب والمساومة


كيف ساهمت بطولة الرئيس الكوري في تأهل العراق إلى مونديال 1986؟


صوت الخبز أعلى من الرصاص.. هل يسقط النظام الإيراني من الداخل؟