تحليلات

"الهدن الأممية في اليمن"..

هدن بين الحوثيين والسعودية.. لماذا لم تشمل مدن الجنوب المحررة؟

مسؤول سعودي يستعرض لرئيس مجلس القيادة الرئاسي المؤقت مشاريع بلاده في اليمن ومسلحون من الحركة الحوثية اليمنية - مركبة

المكلا

تعد الاتفاقيات والهدن في اليمن من أعقد الملفات السياسية تناولا في المشهد اليمني، حيث تشهد مل مجريات الأحداث أن معظم الاتفاقيات والمعاهدات والهدن في اليمن تؤول للفشل وتليها حرب ونزاع مستمر ابتداء من اتفاقية مشروع الوحدة اليمنية ومرورا بوثيقة العهد والاتفاق ومن ثم البيانات والقرارات العربية والاممية الداعية لوقف إطلاق النار في حرب صيف 94م ووصولا الاتفاقيات والوساطات لإيقاف حروب صعدة الستة والمبادرة الخليجية واتفاقية السلم والشراكة واتفاقية الحديدة (استوكوهم) واتفاقية ومشاورات الرياض وفي الأخير هذه الهدنة الخاضعة للقراءة في هذه الورقة. 
كل تلك الاتفاقيات انتجت صرعات وخلفت حروب تدميرية ولم تكن ذات يوم ذات أهمية عند الأطراف اليمنية لاسيما الحركات الدينية المتطرفة الساعية للسلطة عبر العنف المسلح.  
اتفاقية الهدنة في اليمن هي هدنة وقعت في 2 أبريل 2022 برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله "الحوثيين" شملت وقف الأعمال القتالية بين الطرفين الذين يخوضان حرباً أهلية منذ 2015. في صباح 2 أبريل 2022 أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ هدنة مدتها شهران تبدأ في 2 نبسان/أبريل 2022 وتنتهي في 2 يونيو 2022 قابلة للتمديد. هدفُ هذه الاتفاقيّة توفير بيئة مواتية للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب الأهلية في اليمن هدفُ هذه الاتفاقيّة توفير بيئة مواتية للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب الأهلية في اليمن وبنيت هذه الهدنة لأغراض إنسانية بحتة.
حيث لاقت هذه الهدنة ترحيبا عربيا واقليما ودوليا، فقد وصف الرئيس الامريكي بأنه «متنفس انتظره الشعب اليمني طويلا» واعتبر قرار الهدنة بانه يمثل «خطوات مهمة لكنها غير كافية» وشدد على ضرورة التزام أطراف الهدنة بوقف إطلاق النار، واكد على ضرورة انهاء الحرب. 
رحبت المملكة العربية السعودية بإعلان الهدنة وأكدت دعمها اعلان الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في اليمن بقبول الهدنة. رحبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإعلان الهدنة، وعبرت عن أملها بأن تشكل الهدنة تمهيدا لاتفاق وقف إطلاق للنار دائم في سبيل التوصل لحل سياسي للحرب في اليمن.
رحبت المملكة المتحدة بإعلان الهدنة في اليمن وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «لدينا الآن فرصة سانحة لإحلال السلام أخيرا وإنهاء المعاناة الإنسانية، ورحبت جمهورية مصر العربية بإعلان الهدنة وعبرت عن تطلعها بأن تُسهم الهدنة في التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية، ورحبت الجمهورية التركية باتفاق الهدنة في اليمن، وأعربت عن أملها في أن يتبع خطوة الهدنة إعلان دائم لوقف اطلاق النار، والبداء بعملية حل سياسي للحرب الاهلية في اليمن. وأكدت تركيا مواصلتها دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ. 
وبعد مرور (14) شهرا على بدء الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن نقدم هذه القراءة نقدم السؤال الرئيس من المستفيد من هذه الهدنة في اليمن؟ ويتفرع منه عدد من الأسئلة الفرعية هل ماذا حققت الهدنة من أهدافها؟ ما هي الأهداف التي لم تتحقق؟ ماهي الإنجازات التي تحقق للمواطن الذي يعد محور الرئيس في طلب الهدنة؟ أم جاءت الهدنة خدمة للأطراف التصارعة؟.
لماذا الهدن بين السعودية والجماعة الحوثية في اليمن لم تشمل مدن الجنوب المحررة؟ وكيف لهذه المدن ان تظل فيها الحرب مفتوحة عسكريا وخدميا واقتصاديا ومعيشيا.
وللإجابة عن هذه الأسئلة سوف تجيب هذه الورقة عنها من خلال تتبع حالة الهدنة وما توصلت اليه من إعلانها حتى اللحظة الراهنة. 
- عرض أبرز أهداف الهدنة. 
في 2 إبريل الماضي، أعلنت الأمم المتحدة عن موافقة الحكومة اليمنية والحوثيين على الدخول في هدنة لشهرين برعاية أممية. ومُددت الهدنة لشهرين إضافيين اعتباراً من 2 يونيو/ حزيران انتهت في 2 أغسطس الحالي، ومُددت للمرة الثالثة لغاية 2 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
-  وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه وتجميد المواقع العسكرية الحالية على الأرض.
- استئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه بمعدل رحلتين أسبوعياً
- السماح بدخول الوقود إلى ميناء الحديدة ومنه إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
- فتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز. 
وتعد هذه البنود إنسانية وتهدف لبناء الثقة بين أطراف النزاع. وفي إحاطات أمام مجلس الأمن الدولي، كشف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن أربعة ملفات مقترحة بشأن اتفاق الهدنة الموسّ.
وفي 2 أكتوبر 2022 أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ عدم توصل اطراف الهدنة إلى اتفاق على تمديد الهدنة التي استمرت 6 أشهر وكان المبعوث قد قدم مقترح لتمديد الهدنة شمل:
• دفع رواتب ومعاشات موظفي الخدمة المدنية.
• فتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى.
• تسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من والى مطار صنعاء.
• ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة دون عوائق.
• وتعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية
• الالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين.
• الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة
وقال غروندبرغ إن "إنجاز هذا الاتفاق بإمكانه إتاحة المجال أمام التحرك في عملية متعددة المسارات لمعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية وخلق بيئة مواتية للشروع في مناقشات حول وقف دائم لإطلاق النار والاستعداد لاستئناف العملية السياسية". ويعمل المبعوث الأممي على التحرك ضمن هذا السياق لتحقيق تقدّم يقود لاحقاً نحو استئناف العملية السياسية.
- ملمح بأبرز الإنجازات 
- استفاد اليمنيون في صنعاء طيلة عام وشهرين من وقف للغارات الجوية ورحلات جوية مدنية منتظمة من مطار صنعاء ومساعدات إنسانية وغذائية معززة وغير مقيدة وزيادة في تدفق الوقود إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
-  قامت الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة والتي سهلتها الدبلوماسية الأمريكية بوضع حد للقتال إلى حد كبير بين قوات التحالف والحوثيين. 
- الإفراج عن حوالي 900 محتجز من كافة أطراف الصراع اليمني خطوة أخرى مهمة للمضي قدما
بينما استمر تفاقم معاناة اليمنيين، حيث انصبت تلك الإنجازات لما فيه خدمة الأطراف المتصارعة وتحدث نيكو جعفرنيا، باحثة في شؤون اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: "ينبغي أن يكون المدنيون اليمنيون هم المستفيدون الحقيقيون من الهدنة، لا قادة أطراف النزاع، الذين لا يرغبون بتحمّل المسؤولية عن انتهاكاتهم الجسيمة للقانون الدولي. أُقصي المجتمع المدني اليمني والنشطاء فعليا من المفاوضات، فلم يبقَ أحد لتمثيل مصالح اليمنيين"
أولا: الهدنة وزيادة عذابات الشعب في المناطق المحررة  
لم تحقق الهدنة مبتغاها الإنساني والسياسي بل أن الامر زاد تعقيدا ودعما وتأييدا للمليشيات الحوثية حيث فتحت الموانئ والمطارات وصار المواطن يعاني أشد أنواع التعذيب والقتل والتشريد وأعلن الحرب الاقتصادية والخدمية في الجنوب وبلغت ذروتها.  
الطائرات التحالف العربي والصواريخ توقفت لكن الطرف الاخر مازال يرسل طائرات الموت المسيرة ليل نهار لضرب القرى والمواقع والمدن دون ان استنكارا او تنديدا من قبل الجهات الراعية للهدنة، صارت الحشود العسكرية والتحريض والقتال في جبهات القتال لحج شبوة الضالع البيضاء مشاعبة طوال اليوم ولم تتوقف.
مازالت الازمات في المناطق المحررة تزداد تعقيد ابتدأ بالكهرباء والخدمات وغلا المعيشة والرواتب والتوظيف والنزوح.
"إن مقارنة بسيطة بين الأوضاع في اليمن والجنوب، يتضح ان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أصبحت أكثر استقراراً من المناطق المحررة التي تحت إدارة الرياض، قائدة التحالف العربي"؛ الأمر الذي يثير جملة من التساؤلات حول طبيعة علاقة الرياض بالحلفاء في الجنوب، فالمملكة الثرية ذهبت نحو انشاء كيانات سياسية مناطقية بهدف اضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن تلك الكيانات مكنت الانتقالي من التحرك سياسيا بشكل يضمن له الجماهيرية في  الشارع الجنوبي، وهو ما يعزز من حضوره في المناطق التي تسعى الرياض إلى ان تمتلك نفوذا فيها بعيدا عن المجلس الانتقالي الجنوبي.
لم تخف نخب سياسية عديدة، نية السعودية في ما تصفه بقطع الطريق على المجلس الانتقالي الجنوبي في تحقيق الاستقلال الثاني واستعادة الدولة الجنوبية السابقة التي كانت قائمة حتى مايو أيار 1990م، ما يعني ان خريطة التحالفات المستقبلية قد تتغير في حال واستمرت الدولة العميقة في المملكة لعب دورا مناهضا لتطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم وهي تلك التطلعات التي كانت العامل الأبرز في تحقيق الانتصار لصالح التحالف العربي.
أصبحت الرياض أكثر قربا من تنظيم الإخوان في اليمن، على الرغم من ان التنظيم اليمني يحمل مشروعا عدائيا للرياض التي يرى انها السبب الرئيس في تمدد الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء، في إشارة الى تصنيف الرياض لحزب الإصلاح على قوائم الإرهاب في العام 2014م، وهو الموقف السعودي الذي دفع الاخوان الى اتخاذ خطوة تراجعية في عدم  مواجهة الحوثيين الموالين لإيران وفتح الطريق امامهم للسيطرة على صنعاء.
ثانيا: الهدنة والاعتداءات على الجنوب 
- الأعمال الإرهابية على مصادر الطاقة في الجنوب (شبوة- حضرموت) 
بلغت تلك الاعتداءات والاختراقات ذروتها، عندما شنت القوات الحوثية عبر طيارنها المسير الهجمات التي استهدفت شبوة وحضرموت مواقع الصادرات النفطية، وترك الحوثيون ينفذون هجماتهم دون رادع لهم ومنذ تلك الضربات والمشتقات النفطية التي تعد المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه الحكومة الموقتة في تسير متطلبات الشعب الخدمية.
إن امتناع الحوثيين عن إيقاف تلك الاعتداءات والتحركات المماثلة والسعي إلى حل سلمي للصراع يعد انتصارا لطرف واحد في الصراع بينما ترك الطرف الاخر في المواجهة منفردا 
- المواجهات العسكرية في الجنوب 
ونوه الصحافي حسين القملي في حديث لصحيفة اليوم الثامن "أن الحرب ضد الجنوب لم تشملها تلك الهدنة إذ أن المواجهات العسكرية شبه يومية في جبهات القتال في الضالع وشبوة والبيضاء وتتجدد في جبهات عدة".
ثالثا: الهدنة والتفاهمات السعودية الإيرانية 
لقد شكلت الرحلات المكوكية للدبلوماسية السعودية والإيرانية والعمانية والحوثية والمكللة بمباركة اممية مولدة هدن ومبادرات سلام سرية ومعلنة بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، انتصارا دبلوماسيا للطرفين بينما المواجهة في الجنوب مع تلك التنظيمات الإرهابية ما زلت مستمرة؛ بل أنها أكثر حشودا وتخادما وتسعيرا من ذي قبل.
وفي السياق، رأى الصحفي الجنوبي حسين القملي، أن " المستفيد من الهدنة في اليمن هما الطرفان الحوثي والسعودي حيث ان السعودية نجحت في عقد اتفاقيات مع الجانب الإيراني مما يضمن لها إيقاف الأعمال العدائية من قبل الحوثيين، وكذلك حقق الحوثي انتصارات عسكرية وسياسية واقتصادية من هذه الهدنة.

رابعا: الهدنة والتسليح والحشود العسكرية للحوثيين
لقد سارت الهدنة على عكس أهدافها، بل أنها جاءت في خدمة طرف الحوثيين وعززت قدرته العسكرية واتاحت له فرصة للحركة بحرية تامة، بينما الطرف الاخر في الصراع وصل الى طريق مسدود، في ظل تعثر بنودها الأساسية.
وتلك التحركات الحوثية في ظل هدنة ليست بجديدة فقد ابتدأت في 3 سبتمبر 2022م بالقرب من ساحل البحر الأحمر، نظَّمت مليشيا الحوثي أكبر عرض عسكري في مدينة الحديدة الحاضرة في اتفاق ستوكهولم، الذي يحظر تنفيذ أي أنشطة عسكرية فيها، الأمر الذي استدعى البعثة الأممية المراقبة لتنفيذ الاتفاق إلى إصدار بيان لإدانة ما وصفته بالخرق الحوثي للاتفاق. وما جرى من خرق للهدنة الأخيرة في اليمن قامت مؤسسة اليوم الثامن بعملية رصد لخروقات الحوثيين لهذه الهدنة لاسيما فيما يخص الجانب العسكري اتضح أن الحركة قامت بإجراء الاتي:
1- استعراضات عسكرية موجهة للمملكة العربية السعودية
أقدمت الحركة الحوثية في مطلع شهر أغسطس من العام الماضي بعدد من الاستعراضات العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية التي تقع تحت سيطرته. وشملت هذه الاستعراضات الإعلان عن تخرج عدد من الدفعات العسكرية واستعراض آليات عسكرية وحشود من المجندين، التي تم الإعلان عن تدريبها في عدد من الألوية المتخصصة، وقد تركزت معظم تلك الاستعراضات في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، إذ أعلنت الجماعة عن تخرج عدد من الألوية تحت مسمى "حرس الحدود"، فضلاً عن تخريج مجموعة أخرى تحت اسم "ألوية جيزان"، نسبة لمدينة جيزان السعودية الحدودية مع اليمن، بالإضافة إلى دفعات عسكرية أخرى.
وفي تاريخ 22 سبتمبر 2022م استعرض الحوثيون قوتهم العسكرية في عرض ضخم نظمته الجماعة المدعومة من إيران بالعاصمة اليمنية صنعاء في الذكرى الثامنة لسيطرتها عليها، شمل أسلحة "جديدة وإستراتيجية" لم يكشف عنها سابقا. وبهذه المناسبة، قال رئيس "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين مهدي المشاط في خطاب، إن جماعته حريصة على "السلام والانفتاح على كل الجهود والمساعي الخيرة" داعيا الأطراف الأخرى إلى الانتقال من مرحلة التخطيط للحرب إلى العمل من أجل تحقيق السلام.
- استعراضات عسكرية موجهة ضد الجنوب 
أقدمت الحركة الحوثية باستعراض قوتهم العسكرية لاسيما في جبهات القتال مع الجنوب، دفعت المليشيا بتعزيزات عسكرية لمقاتليها تحت مسمى "مسيرة راجلة" قدِمت من محافظة ذمار، وفي طريقها إلى جبهات القتال، وقالت مصار محلية، إن مروحية عسكرية تابعة للمليشيا تواصل تحليقها في سماء مدينة إب على علو منخفض، ضمن استعراضاتها المرافقة للتعزيزات العسكرية التي دفعت بها إلى مناطق قرب الحدود الجنوبية.
وكانت وسائل إعلام حوثية وناشطون تابعين لمليشيا الحوثي، قد تداولوا صورا ومقاطع فيديو، قالوا، إنها لمسير عسكري حوثي، من محافظة ذمار إلى محافظة حدودية مع الجنوب، وإن عددهم يصل إلى 10 آلاف مقاتل. واعتبر عدد من المراقبين أن هذه الخطوة تحمل رسائل داخلية وخارجية، تشير إلى استظهار القوة، ووحدة الصف والقرار، والاستعداد، خصوصا أنها تزامنت مع وصول وفد من المليشيا إلى الرياض بذريعة أداء فريضة الحج، فيما الدور الحقيقي سياسي صرف.
وتعيش الهدنة الهشة، بعد مرور عام وشهرين، حالة من الركود والتعثر في أحد ملفاتها الأساسية، إذ توقف تطبيق بنودها عند إيقاف إطلاق النار، وهو البند الذي يقع تطبيقه من قبل الحوثيين لكن التحالف العربي استمر في إيقاف الحرب.
- تساؤلات 
مما يدعو لتوجيه عدد من الأسئلة للتحالف العربي ما مصير الحرب ضد الجنوب؟ هل ستحسم سلما أم حربا؟ وهل الشريك في مواجهة الإرهاب سيترك منفردا في مواجهة التحالفات اليمنية الإرهابية؟ وقبل أن نجد الإجابة عن تلك الأسئلة، يتوجب على صانعي القرار في المجلس الانتقالي الجنوبي وكل القوى الوطنية التي ترى أن خطورة الركود الحالي مآلاته خطيرة جدا؛ تعمل على تبني استراتيجية المواجهة مع تلك التنظيمات الإرهابية، والبحث عن تحالفات حقيقية وكشف حقيقة المواجهة للشعب وإعلان حالة الطوارئ وعدم التقيد بالالتزامات التي تخدم تلك التنظيمات.
النتائج "
1- أن مصير هذه الهدنة مغيرها من الهدن والاتفاقيات في اليمن مصيرها الفشل 
2- اختزال الهدنة اليمنية بوقف إطلاق النار من طرف واحد وهو التحالف العربي والشرعية اليمنية.
3- الهدنة بشكلها الحالي هي أقرب لأن تكون هدنة بين الحوثيين والتحالف، إذ توقف القصف بينهما كلياً.
4- إنجازات الهدنة هو فتح الحصار على حركة النقل الجوي والبحري استفادة الآلاف من الرحلات الجوية من مطار صنعاء، بالإضافة إلى استمرار تدفق المشتقات النفطية إلى مدينة الحديدة، لكن المستفيد الأكبر هي الحركة الحوثية.
5- ما يجري على أرض الواقع، لا يعطي أملاً بالسلام القريب في اليمن. 
التوصيات  
1- دعم مشروعية قضية شعب الجنوب في سبيل بناء سلام شامل في اليمن.: 
2- إن المرحلة الحالية تتطلب الاستثناءات، إلى جانب التدابير الاستثنائية المعتمدة لأغراض مكافحة الإرهاب الحوثي، والحد من تهديداته للداخل والخارج.
3- يتوجب على المجلس الانتقالي الجنوبي الاستعدادات للحرب القادمة وعدم تقيد المجلس بالمنصوص والاتفاقيات وقع عليها بين المجلس الانتقالي ومجلسي الرئاسة والوزراء الموقتين.
4- يتوجب على المجلس وضع تدابير سياسية للحد من الضغوطات التي تمارس عليه من قبل حكومة والرئاسة تعليق العمل والمهام الإدارية لتلك الشخصيات الداعمة والمشبوه في دعم وتمويل الإرهاب بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وكذلك الاحتجاز الوقائي واستخدام القوة في سبيل منع المزيد من العمل الإرهابي وغسيل الأموال والفساد الداعم للإرهاب.
5- وقف الخطاب الإعلامي المعادي للجنوب والصادر من اعلام سعودي رسمي بالإضافة الى وقف تمويل الاعلام اليمني الذي يحرض الحوثيين على اجتياح الجنوب مرة أخرى.

بعثة الأمم المتحدة في الحديدة تستمر لستة أشهر رغم وصفها بـ"الشكلية"


صحف فرنسية: برلمانيون يدعون لحلول جذرية تجاه إيران بعيداً عن الحرب والمساومة


كيف ساهمت بطولة الرئيس الكوري في تأهل العراق إلى مونديال 1986؟


صوت الخبز أعلى من الرصاص.. هل يسقط النظام الإيراني من الداخل؟