تحليلات

"مخاطر استدعاء التاريخ"..

حركة الأقيال.. باحثو اليوم الثامن يتحدثون عن أبعاد تاريخية وسياسية تهدد هوية الجنوب

هجرة يمنية كبيرة نحو عدن تصاحبها أنشطة سياسية يقول باحثون إنها تهدف لعرقلة مشروع الاستقلال - أرشيف

عدن

 حذر باحثون في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، من محاولات جعل عدن (العاصمة)، ساحة لأنشطة ما تطلق على نفسها "حركة الاقيال اليمنية"، التي بدأت أنشطة غير مرخصة بهدف كسب مناصرين جدد من الجنوب الساعي نحو الاستقلال.

وقال د. صبري عفيف -رئيس تحرير مجلة بريم- إن حركة الاقيال هي في الأساس ظاهرة اجتماعية ذات أبعاد تاريخية وسياسية شرعت أنشطتها في مدارس وجامعات العاصمة عدن لنشر أهدافها ورؤيتها وتوزيع مهامها وأنشطها على أعضائها، محاولين استدعاء تاريخ الممالك والدويلات العربية الجنوبية لأغراض سياسية معاصرة موظفين قضايا معاصرة نحو الحركة الحوثية في سبيل تمرير أهدافها ومشروعها في بيئة الجنوب المناهضة للحركة الحوثية نفسها غير آبهين بالتحولات السياسية والتطورات والحقائق التاريخية والجغرافية في الجنوب بعد نضال طال ثلاثة عقود من الزمن".

ولفت إلى أن "هذا الاستدعاء للتاريخ القديم محاولة بعثه من جديد بثوب يمني محمل مغالطات عدة تستهدف تشويش هوية الجنوب بهذه المغالطات التاريخية، فيسعون مثلا الى تعليم خط المسند بوصفه هوية يمنية تاريخية حضارية جامعة ستحصن اليمن بمفهومهم الحاضر(من صعدة إلى المهرة) من دعاوي المناطقية والطائفية التي يصفونها بالنيران الممزقة للأوطان".

واستغرب عفيف من جعل عدن ساحة لهذه الأنشطة المرتبطة بتاريخ قديم موجود حصرا في محافظتي الجوف ومأرب اليمنيين، وهو ما يعيد إلى الاذهان ما كان يعتمل في سبعينات القرن الماضي، حين كان الجنوب ساحة لأنشطة سياسية انعكست بشكل سلبي على الدولة حينها.

وتطرق عفيف إلى مفهوم الحركة وبداية نشأتها قائلا: حركة الأقيال هي حركة قومية يمنية، ظهرت عفوياً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد سنوات من استيلاء الحوثيين على السلطة عام 2014، ولاقت رواجاً واسعاً منذ عام 2020. وتضم الحركة شباباً ناشطين على فيسبوك وتويتر، زاعمين بأنهم مستقلين سياسياً بالإضافة إلى كثير من الناشطين المتحزبين، وتبنيها لإيديولوجية معينة حفاظاً على التنوع داخلها، رغم محاولات أدلجتها المتكررة.

وأضاف "يمكن تتبع أصول تاريخية لحركة الأقيال الحديثة، في الصراعات الكلاسيكية منذ العصور الإسلامية الأولى، والمتمثلة بالتنافس المحتدم بين القبائل القحطانية والعدنانية، والذي انتقل معهم إلى شتى الحواضر الإسلامية وخصوصاً بغداد؛ حيث عرّف اليمانيون أنفسهم بأنهم عرب، ولكنهم على وجه التحديد «جنوبيون/عرب جنوبيون» (بمصطلحات مثل: اليمانية، اليمن، قحطان)، في مقابل «الشماليين/عرب الشمال»، الذين حددوا هويتهم تبعاً لجدهم الأكبر: عدنان، مَـعْـد، نِـزار، ومُـضَـر، وكل منها تسمية تحمل دلالات متشابهة إلى حد كبير. ويستلهم منظرو الحركة رموز وشخصيات تلك المرحلة، مثل أبي الحسن الهمداني ونشوان الحميري وعبهلة العنسي وغيرهم".

وأشار د. صبري عفيف أن حركة الأقيال استحدثت عدة أعياد وطنية جديدة بدافع وطني، يحتفلون بها سنوياً في الأيام التالية، منها يوم الوعل، 22 يناير، ويوم خط المسند،21 فبراير، (تم اعتماده رسمياً من قبل وزارة الثقافة اليمنية)، ويوم البن 3 مارس".

وقال عفيف "إن نجاح الحركة في تحقيق أهدافها والانتشار يتوقف على نجاحها في تشكيل هوية جمعية تحقق استقطاب أعضاء جدد للمشاركة والانتماء والالتزام والتضامن الذي يعززه شعور أعضاء الحركة بالاعتداد والافتخار بكونهم جزء من وحدة مشتركة، وأن هذا الشعور قد فشل في موطنهم الأصلي الذي يقع تحت سيطرة الجماعة الحوثية في صنعاء، وكذلك فشل مشروعهم هذا في كل من مأرب وتعز الواقعة تحت سيطرة حركة الإخوان المسلمين الذين قد يتعارضون معهم إيدلوجيا لاسيما فيما يخص العودة إلى رموز ومعتقدات ما قبل الإسلام".

وقال إن هذه الحركة بدأت تظهر في العاصمة عدن مؤخرا ولكون البيئة الجنوبية غير حاضنة لمثل هكذا أفكار لاسيما أن قيادتها شباب متحزبين من أبناء مدينة تعز التي كانت ذات يوم مصدر لتصدير الأفكار الاشتراكية القومية المدمرة للهوية الوطنية العربية الجنوبية والتي مازال معانتها الى هذه اللحظة".

 وتحدث الدكتور صالح دويل لرضي أستاذ التاريخ القديم في جامعة عدن قائلا: لقد وقع تحت يدي كتيب صغير بعنوان: أنا يمني(ها أنا إذا) القومية اليمنية – أقيال، صادر عن منتدى معد يكرب القومي، هذا الكتاب يحمل كثير من المغالطات التاريخية وكذا المتناقضات عند من كتبوا هذا الكتيب.

بداية بالعنوان أنا يمني وهذا تناقض تاريخي ومغالطات هدفها طمس الهوية الجنوبية فإذا أنته يمني فالكلمة وبالذات ظهورها في تسمية دولة فكان حديثا وهو في تسمية الدولة المتوكلية اليمنية وهي بعيدة عن ما جاء في الكتيب، نعم كن يمني وانتمي لهذه الفترة الدولة المتوكلية ولكنه حين تنسب ممالك جنوبية فهذا أكبر مغالطة تاريخية ولا للجنوب ولا هويته علاقة بها. وما الهدف من هذا الكتيب هو إلحاق الممالك العربية الجنوبية( أوسان وحضرموت وقتبانـ وحمير) الكتيب يتكلم عن ممالك الجنوب العربية ويلحقها بتبعية اليمن ويعطيها القومية اليمنية التي لا وجود لها إلا في هذا الكتيب.

يتخذ من لقب إقيال ذريعة وتدخل في واقع معاش حاليا وخصوصا في الجنوب العربي  وللعلم الأقيال والأذواء هم حكام ليسوا بملوك وأنما بقوتهم وصلوا لدرجة الملوك. وهي تسمية أي الأقيال ومنها الاذواء وفي الجنوب العربي قدم أو مقدم وكبر أو كبير وهي لليوم في قبائلنا الجنوبية العربية وعليه فالقيل لقب وليس هوية أو شعب أو حتى من سلالة الملوك ووجدت في كل الممالك الجنوبية ولهذا نقولها لكم من الأخير أقيالكم لم ولنا أقيالنا وكفى استخفاف ومغالطة للتاريخ والواقع.

تعمد المغالطة واستمرارها وتكرارها ينم عن غباء خاصة عند  ذكر الممالك العربية الجنوبية وإلحاقها باليمن كالقول مملكة أوسان اليمنية، ومملكة حضرموت اليمنية، ومملكة قتبان اليمنية.

كما وضحنا لا وجود لاسم اليمن إلا بعهد المملكة المتوكلية اليمنية فأنها لا وجود لها في تسمية الممالك وهنا يبان هدف الكتيب وهو طمس هوية الجنوب العربية وفرض هوية يمنية ثقافيا وجغرافيا شنت لها حروب من قبل الميلاد وإلى حرب94 وحرب2015. 

ثم استخدمت لفظة يمنت في نقوش ممالك الجنوب العربية على أنها اليمن وهذه مغالطة واستخفاف بالتاريخ والجغرافيا، نعم يمنت في التاريخ ظهرت في لقب حمير وليس في سباء وفي اللقب يوضح أنها منطقة من ضمن مناطق تم السيطرة كغيرها فكيف تكون اليمن. 

وفي الجغرافيا يأتي ذكرها في تتابع المناطق التي سيطر عليها الحميريون وتم تحديدها نواحي الشحر من حضرموت وباتجاه الصحراء إلى ظفار وهي بلاد الأحقاف.

فكيف لمنطقة شاملة وقومية (اليمن) بقولكم كذبا وزورا أن تكون ضمن عدة مناطق وهي شاملة لكل المناطق حسب زعمكم الكاذب.

لغة الممالك العربية الجنوبية وهو المسند ويختلف بين الممالك ليصحب كل مملكة لهجة خاصة بها وهذا يعطي الممالك  الجنوبية العربية خصوصيتها واستقلالها وما يتم هو سيطرة استعمارية وهذه سمة سميت بها  تلك الممالك المحاربون لسبا دور الريادة فشنت في القرن السابع قبل الميلاد حرب كرب ال وتر  فكانت حرب انتقامية استعمارية شبيه بحرب 94 وحرب2015 استخدم حرق المدن والأثر السبئي الاستيطاني  بسكان من سبا وهو ما يحصل من نزوح اليوم التهجير وابدالهم في الوظيفة والأرض مسر وهي كلمة تعني سرقة وكذا دهر تعني حرق ونقولها للصيد  واللحم  في التنار والقش يذكر دهر المدن الاوسانية هذا النقش الاستعماري البغيض سماها اليوم المستعمرين الجدد نقش النصر.

المغالطة في نسب الاقيال اليهم فقد ثبت في  خطاب النبي إلى الأقيال حبن خاطبهم صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظة "أقيال وعباهلة حضرموت بهذا الاسم، وقال:

«بِسْمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم. مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الأَقْيَالِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، بإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ... » وفي القراءة التطبيقية حول أدبيات ووثائق الحركة المطبوعة والمدونة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تحدث الدكتور سالم الحنشي مدير تحرير مجلة بريم في مداخلته قائلا: إنه ومن خلال اطلاعنا على عدد من الإصدارات والأدبيات المدونة في مواقع الحركة تبين لنا أنها تحتوي على عدد من الأهداف والمضامين والأنشطة. 

لقد وقع بين أيدينا عدد من الإصدارات الصادرة عن منتدى (معد كرب القومي) وهي كالاتي: انا يمني (ها انا أذا) كراسة كتابة المسند وكتاب "الأقيال من التاريخ إلى الفكرة" للباحث د. ثابت الأحمدي. صدر اليوم عن دار عناوين في القاهرة، وأربعة إصدارات من الكتب ذات الحجم المتوسط تحمل عنوانات تناهض الحركة الحوثية ونشأتها ومراحل تطورها.

وبعد قراءة محتواها ومضامينها تبين لنا عدد من الأهداف والمضامين والحقائق التي تسعى الحركة إلى تحقيقها وهي كالآتي: ترسيخ مفهوم أن اليمن هوية وتاريخ وحضارة وجغرافيا واحدة، إثبات واحدية اليمن سياسيا ومكانيا وجغرافيا وحضاريا، التعريف بالممالك اليمنية القديمة لما قبل الميلاد، نشر الوعي الثقافي والحضاري والتاريخي بين صفوف النشء والطلاب في التعليم الأساسي والجامعي، الوقوف ضد نيران الطائفية والمناطقية المهددة للهوية اليمنية الجامعة، ترسيخ مفهوم التقويم السنوي اليمني الذي استخدم في اليمن الحضاري القديم، الارتباط الوجداني والمعرفي والثقافي بحضارات معين وسباء وحضرموت وأوسان وقتبان وحمير، الغوص في بحر الجينات الموروثة للهوية وحفظ التراث، إبراز الموجهات الثقافية في طريقِ استعادةِ الذات اليمنية والهوية الحضارية التي جنت عليها الإمامة فترة طويلة من الزمن، تعليم قراءة وكتابة خط المسند اليمني في مدارس التعليم الأساسي والثانوي وصفوف المثقفين.

مما سبق تبين أن هذه الحركة تذهب إلى التاريخ ليس لغرض التاريخية وإنما لتنفيذ مشاريعهم لما بعد سقوط دولتهم ومناهضة مشروع دولة الجنوب وهويته الحضارية والتاريخية المتوغلة في التاريخ القديم بدولها وممالكها(أوسان- قتبان – حضرموت- حمير) وأن محاولة تلك الحركة مرة أخرى تزوير التاريخ وسرقته ما هو إلا هروب إلى الأمام مما يجعلنا نحن في الجنوب باحثين وإعلاميين ونشطاء أكثر يقظة وحذرا من تحركات مشبوهة تحاول تزوير التاريخ وتحريفه على حساب تاريخنا وحضارتنا وهويتنا العربية الجنوبية.

وتحدث الحنشي عن أبرز المخاطر والتحديات في حالة استمرار أنشطتها، ومنها طمس وتجيير الهوية التاريخية والحضارية لصالح الهوية اليمنية، واختصار أنشطة وفعاليات هذه الحركة داخل الجنوب له دوافع سياسية هادفة إلى خلق بؤرة صراع إيديولوجي في العاصمة عدن والجنوب بدلا عن مارب والجوف وصنعاء وبقية محافظات العربية اليمنية الواقعة تحت سيطرت المليشيات الحوثية.

ولفت إلى أنهم يركزون على النشء دون غيرهم يبين أن لهذه الحركة امتداد سياسي طويل الأمد، وتزوير التاريخ ومحاولة تطوعية لتوجهاتهم السياسية، والمخاطر الدينية والمتمثلة بالرجوع إلى ثقافات قديمة منافية للإسلام وكذلك محاربة المذاهب الدينية المتفق عليها لدى جمهور علماء الأمة. 

 وشدد الباحثون السلطات الرسمية بإيقاف نشاط هذه الحركة التي وصفوها بالمشبوهة والمناهضة لقضية شعب الجنوب وهويته فورا ومساءلتها عن الدوافع وتوقيت ظهورها، وكذا معرفة مصادر طباعة هذه الكتب والمنشورات وهل لديها الوثائق القانونية في النشر والطباعة، والتي أكدوا انها توزع في عدن دون أي تراخيص

الحوثيون يطلقون أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل خلال عام: تصعيد غير مسبوق (ترجمة)


ترامب يطالب بالسيطرة على قناة بنما والاخيرة ترد بحزم: "القناة رمز سيادتنا واستقلالنا"


من الفن إلى السياسة: جمال سليمان يكشف عن طموحاته في إنقاذ سوريا


إسرائيل تعترف باغتيال إسماعيل هنية وتحذر الحوثيين من استهداف قياداتهم