تطورات اقليمية

مقترح مصري على طاولة الرياض..

السعودية تسعى لتوحيد الصف العربي لمواجهة خطة ترامب بشأن غزة.. هل تنجح؟

قادة عرب يجتمعون في الرياض لمواجهة خطة ترامب لتهجير غزة

الرياض

في خطوة تعكس عودة السعودية المتسارعة إلى الواجهة الإقليمية، تستضيف المملكة قمة عربية مصغرة في 20 فبراير بمشاركة قادة الإمارات ومصر وقطر والأردن، وذلك لوضع استراتيجية موحدة لمواجهة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تهدف إلى إخلاء قطاع غزة من سكانه وتوزيعهم على دول المنطقة.  

وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي السعودية لتعويض إهمال سابق في التعاطي مع الملفات الإقليمية، خاصة في ظل بروز لاعبين إقليميين آخرين مثل قطر ومصر، الذين بات لهم نفوذ كبير في ملف غزة. ويرى مراقبون أن عودة السعودية إلى الملفات الإقليمية، وإن كانت ضرورية، إلا أنها ستواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل تعقيدات الموقف الفلسطيني وتنافس الأطراف الإقليمية.  

ويعتقد خبراء أن السعودية، التي بالغت في الانسحاب من الملفات الإقليمية في السنوات الماضية، تجد نفسها اليوم مجبرة على التدخل للبحث عن حل واقعي يمنع تهجير سكان غزة. وقد تضطر المملكة إلى تقديم دعم مالي سخي لإنشاء مخيمات أو مدن مؤقتة للفلسطينيين في دول عربية وإسلامية أخرى، أو حتى استقبال أعداد منهم على أراضيها.  

وتطرح مصر حالياً مقترحاً يهدف إلى تشكيل لجنة فلسطينية لحكم قطاع غزة دون مشاركة حركة حماس، مع تعاون دولي لإعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين. ومن المقرر أن يناقش ممثلون عن السعودية ومصر والأردن والإمارات والفلسطينيين هذا المقترح في الرياض قبل طرحه في قمة عربية طارئة موسعة في القاهرة يوم 27 فبراير.  

وتواجه السعودية تحديات كبيرة في كيفية التعامل مع حركة حماس، التي ترفض أي حل يستثنيها من الحكم في غزة. كما أن الدور الإقليمي لقطر، التي تمتلك نفوذاً كبيراً على حماس، يزيد من تعقيد الموقف. وتساءل مراقبون عما إذا كانت الرياض ستلجأ إلى الدوحة للضغط على حماس، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين.  

ويأتي هذا التحرك السعودي في وقت تشهد فيه المملكة فزعاً متزايداً من احتمال تخطي واشنطن مطلبها بضرورة وضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع مع إسرائيل. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد اتهم إسرائيل بـ"الإبادة الجماعية" خلال قمة إسلامية في نوفمبر الماضي، مؤكداً على ضرورة حل الدولتين.  

وتأمل السعودية من خلال هذه القمة المصغرة، ومن ثم القمة العربية الطارئة في القاهرة، في صياغة موقف عربي موحد قادر على مواجهة خطة ترامب، التي تهدد بتغيير ديموغرافي وسياسي كبير في المنطقة. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، خاصة في ظل رفض إسرائيل لأي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في حكم غزة، وعدم رغبة الدول العربية في نشر قوات على الأرض.  

في الوقت نفسه، تسعى السعودية لتعزيز دورها الإقليمي من خلال استضافة قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، مما يعكس رغبة الرياض في لعب دور أكبر في الملفات الدولية، وليس فقط الإقليمية.  

يُذكر أن خطة ترامب بشأن غزة أثارت غضباً واسعاً في الشارع العربي، مما يضع السعودية ودولاً عربية أخرى أمام مسؤولية كبيرة لإيجاد حلول تحفظ حقوق الفلسطينيين وتجنب المنطقة مزيداً من التصعيد.

السعودية تسعى لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وموسكو حول الأزمة الأوكرانية.. هل تنجح؟


الكشف عن تفاصيل زيارة زيلينسكي للسعودية: مباحثات ثنائية وتأكيد على العلاقات


شاهين قبادي: انتفاضة الشعب الإيراني تتجدد في ميونيخ وباريس لدعم البديل الديمقراطي


إصرار إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية يضع إيران أمام خيار التفاوض النووي