تطورات اقليمية
الشعب الإيراني يرفض مسرحية العزاء الرسمي..
بندرعباس: جريمة سلطوية أم حادث عابر؟ خامنئي يحاول تبرئة الحرس الثوري الايراني
استيصال الولي الفقيه: كذبة الحادث تُعمّق غضب الشعب
خرج المرشد الأعلى للنظام الإيراني، علي خامنئي، بخطاب متهافت حاول من خلاله التقليل من فاجعة بندرعباس، التي راح ضحيتها العشرات وأصيب المئات جراء انفجار مواد صاروخية مخزنة سراً في منطقة مدنية. بدلاً من تحميل المسؤولية أو الإعلان عن تحقيق شفاف، اختار خامنئي التستر على جريمة الحرس الثوري، مختزلاً الكارثة بـ"حادث عرضي"، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي وحماية أجهزة النظام من المساءلة. هذا التقرير يكشف أبعاد الفاجعة، ويحلل خطاب خامنئي، ويسلط الضوء على محاولات النظام لتضليل الرأي العام.
خلفية الكارثة
وقع الانفجار في بندرعباس قبل أكثر من أسبوع من خطاب خامنئي، نتيجة تخزين الحرس الثوري لمواد صاروخية شديدة الانفجار في مستودعات تجارية مموهة وسط حي سكني مكتظ. الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت، إلى جانب شهادات الناجين، أكدت أن الانفجار لم يكن حادثاً عرضياً، بل نتيجة إهمال وتخطيط متعمد من قبل أجهزة النظام. هذه المستودعات، التي تخضع لرقابة صارمة من الحرس، كانت معروفة لدى السكان المحليين كمناطق محظورة، مما يعزز الاتهامات بأن الكارثة كانت نتيجة سياسات النظام القمعية والفاسدة.
خطاب خامنئي: تستر وتسطيح للحقيقة
في كلمته أمام مسؤولي هيئة الحج، وصف خامنئي الفاجعة بأنها "حادث متنوع" يمكن أن يحدث في أي بلد، متجاهلاً الطبيعة العسكرية للانفجار. لم يشر إلى المواد الصاروخية أو مسؤولية الحرس، بل دعا إلى "الصبر" و"الأجر"، كما لو كانت الكارثة قدراً إلهياً وليست جريمة. هذا الخطاب، الذي استغل منبر الحج للحديث عن "وحدة الأمة الإسلامية"، يعكس محاولة يائسة لتحويل الأنظار عن الفشل العسكري والأمني، في وقت يواجه فيه النظام أزمات داخلية وخارجية متفاقمة، بما في ذلك سقوط حليفه بشار الأسد وفشل العملية الانتخابية.
ردود الفعل والتحليل
منظمة مجاهدي خلق: أكدت المنظمة أن خطاب خامنئي يكشف خوفه من الغضب الشعبي ومحاولته إنقاذ سمعة الحرس الثوري. ووصفت الانفجار بأنه "جريمة متعمدة" تضاف إلى سلسلة هزائم النظام في العام الإيراني 1403، مشيرة إلى أن التستر على الحقيقة يهدف إلى منع اندلاع انتفاضة شعبية.
الشعب الإيراني: رغم القمع والرقابة، تظهر علامات فقدان الثقة بالنظام، حيث رفض العديد من المواطنين رواية "الحادث العرضي". الصور والشهادات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في كشف الحقيقة وتعزيز الغضب العام.
غياب التحقيق المستقل: حتى الآن، لم تعلن السلطات عن أي تحقيق شفاف أو توجيه اتهامات لمسؤولي الحرس أو الأجهزة التابعة لمكتب خامنئي، مما يعزز اتهامات التستر والإفلات من العقاب.
التناقضات والدعاية
خامنئي دعا إلى "وحدة الأمة الإسلامية"، بينما يواصل نظامه دعم الميليشيات في المنطقة، مما يغرق الشعوب العربية في الصراعات. هذا التناقض يكشف زيف الخطاب الديني الذي يستخدمه النظام للتغطية على فشله. كما أن اختزال الانفجار بـ"حادث" وتجاهل دوره العسكري يعكس استراتيجية النظام في التهرب من المسؤولية وتجنب أي مساءلة.
كارثة بندرعباس ليست مجرد "حادث"، بل جريمة عسكرية وفضيحة سلطوية تكشف فساد نظام ولاية الفقيه. خطاب خامنئي، بتسطيحه للحقيقة واستغلاله للدين، لم ينجح في تضليل الشعب الإيراني، الذي بات يدرك أن المسؤول الحقيقي هو النظام نفسه. مع تزايد الغضب الشعبي وانهيار الثقة بالروايات الرسمية، تتزايد مخاطر اندلاع انتفاضة جديدة. إن استمرار التستر وغياب المحاسبة لن يؤديا سوى إلى تعميق الأزمة، مما يضع النظام أمام مفترق طرق خطير.
لم يعد بإمكان النظام الإيراني إخفاء جرائمه خلف خطابات دينية جوفاء. الشعب الإيراني، بوعيه المتزايد، يعرف من يقف وراء فاجعة بندرعباس. إن اليد التي تسببت في هذه الكارثة تنتمي إلى نظام يحكم بالفساد والقمع، وخدعه لم تعد تنطلي على أحد.