بين أحمر الشفاه والتجميل الحلال..
كيف ينفق العالم العربي ملياراته التجميلية؟
أرشيفية
أظهرت أبحاث متتالية أجرتها العام الماضي جامعتا نوتردام في إنديانا وبوكوني في إيطاليا، أنه خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، تشارك المرأة في ما يسمى بـ"تأثير أحمر الشفاه" Lipstick Effect، والذي يقوم على تخزين مستحضرات التجميل كوسيلة بسيطة ومألوفة لمعالجة الوضع الاقتصادي الشخصي.
كشفت "لوريال" L’oreal، وهي واحدة من أكبر شركات مستحضرات التجميل في العالم، أن مبيعات الشركة كانت تزداد في الولايات المتحدة الأمريكية في فترات الكساد الاقتصادي، وقد حققت مبيعاتها في العام 2008، أثناء الأزمة المالية العالمية في أمريكا، نمواً بنسبة 5.3%.
"تأثير أحمر الشفاه" كان بمثابة هدية لكبار اللاعبين في عالم صناعة مستحضرات التجميل، التي تبدو ذات مناعة عالية تجاه التغيرات الاقتصادية والسياسية والانحسارات التي قد تشهدها القطاعات الاقتصادية المختلفة.
تتحدث التقارير الاقتصادية عن النمو المتصاعد الذي حققه حجم سوق مسحضرات التجميل بنسب متفاوتة في دول منطقة الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا، التي شهد بعضها ثورات وانقلابات وأوضاعاً اقتصادية متردية.
وإن كان هذا السوق يتغير في شكله ومكوّناته، فإن لعاب شركات صناعة هذه المنتجات يسيل أمام رهاناته المستقبلية.
بين الاستهلاك الكثيف والاستثمار الجديد
توقعت شركة يورو مونيتور انترناشيونال EuroMonitor International أن يستمر سوق مستحضرات التجميل في إفريقيا والشرق الأوسط، بالنمو ليصل إلى 34.7 مليار دولار بحلول 2020. ويُتوقع لمنطقة الشرق الأوسط أن تكون ثاني أسرع أسواق التجميل نمواً في العالم بعد سوق أمريكا الجنوبية.
وفي التقرير الذي أصدرته شركة يورو مونيتور إنترناشونال عام 2016، حلّت المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى من حيث حجم مبيعات سوق الجمال والتجميل إقليمياً بنحو 5.3 مليار دولار، بينما حلّت إيران في المرتبة الثانية (2.9 مليار دولار)، وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الثالث (2.05 مليار دولار).
وتشير التوقعات إلى أن حجم سوق مستحضرات التجميل عام 2020 سيبلغ 9.3 مليار دولار في السعودية و2.7 مليار في الإمارات، و2.5 مليار في الكويت. في وقت احتلت فيه الإمارات المرتبة السابعة عالمياً في عام 2016 من حيث متوسط إنفاق الفرد على منتجات التجميل الذي بلغ 239 دولاراً.
تغيّرت تركيبة سوق مستحضرات التجميل في السنوات الخمس الأخيرة، إذ ترتفع نسب الاستهلاك في مجال منتجات حوض الحمام والاستحمام والسباحة، ومنتجات الرعاية عن طريق الفم، ومزيلات الروائح، ومنتجات الأطفال والرضع، والوقاية من أشعة الشمس، ومزيلات الشعر التي بلغت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 7.7 مليار دولار عام 2016.
في مصر، تحدث اتحاد الصناعات المصرية عن نمو في السوق الاستهلاكي لمستحضرات التجميل من دون ذكر حجمه، ولكن تم الإعلان أواخر العام 2016 عن استعداد شركات أجنبية لضخ حوالي مليار و700 مليون جنيه لإقامة 3 مصانع جديدة لمستحضرات مواد التجميل، أحدها تابع لشركة استثمارية هندية.
في حين أعلنت شركة لوريال العالمية في مارس 2017 أن حجم استثمارات الشركة فى السوق المصري 50 مليون يورو. وأن 10% من إنتاج مصنع لوريال مصر يتم توجيهه للسوق المحلي.
وفي المغرب، تحدثت هيئة الاقتصاد عن زيادة حجم الاستثمار في مجال تصنيع مستحضرات التجميل وعلى وجه التحديد مستحضرات الاستحمام المختلفة.


