عنف الانقلابيين..
أطفال اليمن يواجهون الجوع والتجنيد الإجباري من قبل الحوثيين
تكشف أرقام المنظمات الدولية والهيئات الرسمية أرقاماً «مفزعة» عن وضع الأطفال في اليمن ومستوى الكارثة التي تسبب فيها انقلاب الميليشيا على الطفولة في اليمن.
وفي حين يحتفل العالم يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام بيوم الطفل العالمي، إلا أن هذه المناسبة تحل على أطفال اليمن في ظل استمرار الحرب للعام الثالث على التوالي، ومستقبل قاتم لا يوحي بانتهاء الحرب قريباً بسبب رفض الميليشيا لكل مبادرات السلام.
ودعت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في اليمن الدكتورة ابتهاج الكمال المنظمات الدولية الخاصة بحماية الأطفال إلى الاهتمام بأطفال اليمن وتكثيف برامج الحماية والتأهيل جراء ما يعانيه من عنف وقتل وتجنيد وتشريد من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وقالت الكمال في تصريحات صحافية أمس إن وضع الأطفال والطفولة في اليمن ينذر بالكارثة جراء ارتفاع عدد الأطفال المجندين وتسريب الكثير منهم من التعليم بسبب إغلاق المدارس من قبل الميليشيا واستخدامها ثكنات عسكرية...» واصفة ما تقوم به الميليشيا من تدريس الأطفال بمناهج تدعو إلى العنف والكراهية والعنصرية بالمخالفة للقوانين المتعلقة بحقوق الطفل كافة.
وأشارت الكمال إلى أن ميليشيا الحوثي انتهكت القوانين كافة الخاصة بحقوق الطفل وتسببت بمقتل مئات الأطفال وإضافة فرض التجنيد الإجباري للأطفال... مؤكدة أن القوانين الدولية كافة تجرم استهداف الأطفال في الصراعات والنزاعات... ومطالبة بضرورة تحييد الأطفال وعدم استخدامهم في التجنيد وإعادتهم إلى المدارس لتلقي العلم.
وعبرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل عن قلقها إزاء استمرار ميليشيا الحوثي وصالح باستهداف الأطفال... داعية المنظمات المهتمة بحقوق الطفل إلى إنقاذ أطفال اليمن جراء ما يتعرضون له من أعمال عنف وقتل من قبل الميليشيا.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخراً فإن نحو 11 مليون طفل في اليمن ما دون 18 عاما يعانون من مشاكل صحية ونفسية، وبحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة بسبب الحرب الدائرة في اليمن.
ويعد تجنيد الأطفال والحرمان من التعليم من القضايا التي نالت الاهتمام الأكبر من قبل المنظمات الدولية، حيث رصدت تورط الحوثيين في ارتكاب هذه الجريمة التي تسببت في مقتل وإصابة المئات منهم في جبهات القتال.
وفي حين يؤكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الدكتور عبد الملك المخلافي أن نحو 70 في المائة من قوام الميليشيا الانقلابية هم من الأطفال، تمكنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» من التحقق من تجنيد 1800 طفل في الحرب منهم.
من جهته وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان 1529 حالة تجنيد للأطفال من قبل الميليشيا الانقلابية في عدد من المحافظات، غالبيتهم في مناطق ذات نمط اجتماعي فقير، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الأطفال في صفوف الميليشيا الانقلابية أكثر من 12 ألف طفل مجند.
وأكد عصام المثني الشاعري، رئيس مؤسسة صح لحقوق الإنسان، في مؤتمر حقوق الإنسان بجنيف أنه تم توثيق 2438 حالة تجنيد إجباري للأطفال في محافظات «ذمار - عمران - صعدة - حجة - المحويت - ومناطق تهامة».
وقال إنه تم توثيق مقتل 453 طفلا من المجندين، وإصابة 83 بإعاقات دائمة، ومقتل 105 أطفال مجندين في محافظة المحويت وحدها، مضيفاً أن المؤسسة وثقت مقتل 30 طفلا مجندا في صفوف الميليشيا الانقلابية كلهم من مدرسة واحدة.
أما سوء التغذية فذكرت منظمة الصحة العالمية في تقارير لها أن 7 ملايين يمني مهددون بالمجاعة بينهم مليونا طفل باتوا على حافة الموت بسبب سوء التغذية المنتشرة جراء الحرب.
فيما أشارت منظمة اليونيسيف أن 4.5 مليون طفل محرمون من التعليم بسبب الحرب الدائرة في البلاد، ونزوح الآلاف من الأسر، وتدمير المدارس، بالإضافة إلى تحويل المئات منها إلى معسكرات.
وأقدمت ميليشيا الحوثي على توقيف رواتب المعلمين وتحويل المدارس إلى معسكرات لتدريب عناصرها وتخزين الأسلحة هربا من استهداف مقاتلات التحالف العربي.