استهدفت عناصر القاعدة في البيضاء
اليمن: هل حققت العملية الامريكية أهدافها ؟
في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد فوجئ أهالي قرية يكلا بمنطقة قيفة رداع بمحافظة البيضاء، بدوي عدد من الانفجارات التي هزت منازلهم ليُسمع بعدها أصوات تحليق لطائرات مروحية على مقربة من منازل المواطنين.
اندلعت بعد دقائق من وصول المروحيات اشتباكات عنيفة بين مواطني القرية وعناصر تنظيم القاعدة من جهة وبين القوة المهاجمة والتي اتضح فيما بعد انها قوات خاصة امريكية، ازدادت حدة الاشتباكات مع واستمرت لمدة ساعة كاملة قبل ان تنسحب القوات الامريكية المهاجمة.
دمار كبير حل بالقرية حيث أحرقت عدد من المنازل ودمرت منازل أخرى بالكامل إضافة الى احراق مسجد وعيادة طبية صغيرة ومدرسة كان يستخدمها مسلحو القاعدة في القرية.
وتعتبر عملية الإنزال الأميركية في قرية يكلا بمحافظة البيضاء، هي الأولى من نوعها على مستوى المحافظة، والرابعة على مستوى اليمن ككل، وسبقتها ثلاث عمليات بفترات متقطعة كان آخرها في ديسمبر/كانون الأول 2014 في محافظة شبوة، سعت من خلالها القوات الأميركية لتحرير رهينة أميركي محتجز لدى "القاعدة"، وفشلت ما أدى إلى مقتل المختطف، بعد اشتباكات استمرت لساعات.
واستهدفت عملية الإنزال قيادات قبلية متهمة بالارتباط بتنظيم القاعدة، غير أنها أدت إلى مقتل العشرات من المسلحين فضلاً عن مدنيين بينهم نساء وأطفال، فيما أعلن الجيش الأميركي أن جندياً أميركياً قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في الهجوم.
وأسفرت العملية عن مقتل القيادي القبلي البارز عبدالرؤوف الذهب وأحد اشقائه يدعى سلطان وشيخ قبلي من محافظة الجوف شمال اليمن يدعى سيف النمس.
ويعد عبد الرؤوف الذهب الذي قتل بالعملية من أبرز وجهاء القبائل في محافظة البيضاء، وسبق أن نجا أكثر من مرة من ضربات طائرات أميركية بدون طيار، استهدفته بين عامي 2012 و2013، وهو شقيق أمير تنظيم القاعدة، في رداع، سابقاً، القيادي طارق الذهب، والذي قتل بصراع عائلي عام 2012.
وبينما قال بيان الجيش الأميركي، إن 14 مسلحاً من التنظيم قتلوا في العملية، كان مسؤول يمني محلي قد أعلن مقتل العشرات من المشتبه بانتمائهم إلى "القاعدة" على الأقل في الهجوم بينهم قادة، إضافة إلى ثماني نساء وثمانية أطفال.
وأشار البيان المقتضب أن العملية أدت إلى الحصول على معلومات من المرجح أن تقدم نظرة عن مخططات إرهابية مستقبلية للقاعدة ضد امريكا.
وفيما بعد اعترفت وسائل إعلام امريكية بسقوط طائرة مروحية شاركت بالهجوم، بينما تحدث مقاتلون قبليون عن إسقاط مروحيتين للجيش الامريكي.
اختلف مراقبون في تحديد مدى نجاح العملية الامريكية في البيضاء، حيث انتقد ناشطون العملية بسبب التكلفة البشرية الكبيرة من المدنيين الذين سقطوا خلال العملية وخصوصا من الاطفال والنساء، وهو بحسب الناشطين يؤجج للالتحاق بالتنظيمات الارهابية، فيما يرى اخرون أن العملية هي تجديد لمرحلة جديدة من الحرب الامريكية الغير معلنة ضد تنظيم القاعدة في اليمن ولا سيما انها الاولى من نوعها في عهد الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب.
ويقول متخصصون بشؤون الجماعات الجهادية أن العملية الامريكية كانت ضربة موجعة لتنظيم القاعدة بسبب مقتل العشرات من عناصر التنظيم إضافة الى مقتل الشيخ القبلي عبدالرؤوف الذهب والذي يعد أحد قيادات الصف الثاني بالتنظيم ولكنه يعتبر ذو شعبية واسعة في منطقته "قيفة رداع" وهو ما مكن التنظيم من الانتشار بالمنطقة، وتعد رداع، وأبرز مناطقها قيفة، من أهم المعاقل التقليدية لتنظيم القاعدة في اليمن.
فيما أُعتبر إعلان الجيش الامريكي مقتل أحد جنوده واصابه ثلاثة اخرين بالعملية اضافة الى فقدان مروحية هجومية في العملية بدون أن يعلن عن مقتل أي من قيادات الصف الاول بالتنظيم او تحرير رهائن بمثابة إعلان فشل للعملية.
ويرى مراقبون أن تنفيذ مثل هذه العملية الكبيرة وفي منطقة تُعرف بانها من معاقل القاعدة تظهر الوجه الحقيقي للإدارة الامريكية الجديدة في محاربة ما يسمى بالإرهاب وخصوصاً أن الولايات المتحدة تعتبر فرع تنظيم القاعدة في اليمن أقوى فروع التنظيم بالعالم.