حرب اليمن..
تقرير: عواصم غربية تورِّط الأمم المتحدة في اليمن
أقرَّت الأمم المتحدة بصعوبات وتعقيدات تقف في طريق تنفيذ اتفاق استوكهولم بشأن مدينة وميناء الحديدة على البحر الأحمر غربي اليمن، معتبرة أن مرور الوقت من دون تنفيذ الاتفاق يستدعي القلق تجاه الوضع الحرج للسكان، كما أكد -الثلاثاء- المتحدث باسم المنظمة الدولية في نيويورك.
ولم يصدر أي توضيح عن مكتب المبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث، حول نتائج زيارته الحالية والتي أنتهت الخميس 31 يناير 2019، وشملت، إضافة إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين المدعومين من إيران، زيارة قصيرة لساعات إلى مدينة الحديدة.
ويعتقد دبلوماسيون بالأمم المتحدة، أن التعقيدات والصعوبات التي واجهت المهمة الأممية الناتجة عن مشاورات السويد وقراري مجلس الأمن اللاحقَين عليها تبدو أكثر خطورة وتعقيداً عمّا كان متوقعاً.
وأصيب الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث بخيبة أمل تجاه الأزمة التي وضعته في مواجهة كاميرت لحساب المليشيات الحوثية المتطلبة.
ويشرح مراقب عضو في منظمة مراقبة عمل الأمم المتحدة في نيويورك، أن غريفيث بات يستشعر وضعية غير مريحة إزاء جماعة انقلابية تستثمر وجوده وتجاوبه الدائم لتحقيق مزيد من المكاسب على حساب الوقت، ومن دون تقديم أي مقابل أو إثبات الرغبة لتنفيذ الاتفاقات.
وقال ستيفان دوجاريك في نيويورك للصحفيين، إن الوضع الحرج الذي يمر به السكان من هذا النزاع المستمر، يستدعي الاهتمام والتسريع قُدماً في تنفيذ الاتفاق.
لكنّه استدرك بالقول، "السيد غريفيث (بنفسه) كان في الحديدة، وأعتقد أنه أكثر من أي شخص آخر، يتفهم الحاجة إلى عودة الأطراف معاً إلى طاولة الحوار."
متابعاً: "وأنا أؤكد لكم أن السيد غريفيث يحاول البناء على ما يحدث في الحديدة."
ولكن الأمم المتحدة نفسها تبدو غير واثقة مما تقوله، ويعيد دوجاريك صياغة عباراته بطريقة مختلفة أيضاً "كما قلنا مراراً وتكراراً، هناك ثقة قليلة جداً بين الطرفين. وهنا أوضح لكم أن دورنا هو جلب الأطراف معاً إلى الطاولة، ونحاول أن نبني على ما حققناه في محاولة للتوصل إلى اتفاق سياسي."
ويخلص قائلاً: "لكنني لا أستطيع أن أخفي عليكم بأن ذلك لن يكون سهلاً وسريعاً."
وفشلت المحاولات الأممية مع الانقلابيين للسماح بتحرك قافلة إغاثة في طرقات المدينة المزروعة بالمتفجرات والحواجز للوصول إلى مستودع للحبوب تابع لبرنامج الغذاء العالمي.
وأصيبت الجهود الأممية الهادفة إلى إعادة العمل مع الفريق الطليعي وضباط الارتباط على الأرض لاستئناف تنفيذ الاتفاق وإجراءات أولية لبناء الثقة رغم انتزاع الحوثيين شرط إبعاد الجنرال الهولندي باتريك كاميرت من رئاسة لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة.
وإزاء الهوة الواسعة بين ما يجب أن يتحقق على الميدان وما يذهب إليه طموح مارتن غريفيث، ويحشد دعماً وضغوطاً غربية وراءه، فإن المعادلة التي تُعاد صياغتها ترجّح كفة المحور الإيراني على العربي من زاوية الأمن القومي والمصلحة الوطنية.
وبتجاهل اعتراضات واحتجاجات الجانب الحكومي المتزايدة في الفترة الأخيرة، فإن المنظمة الدولية، ومعها المجتمع الدولي، يتورطان بصورة أكبر في تجاهل أسباب الصراع والقفز عليها بما يضعف موقف ودور السلطات الشرعية، ويقوي شوكة المتمردين والمليشيات المدعومة من إيران.
وهنا، أيضاً، ينشب مجدداً الجدل حول دوافع وأهداف السياسة البريطانية من وراء كل هذا الذي يحدث؟