دعم إماراتي بـ162 مليون درهم

جرس الحصـة الأولـى يعـود في 270 مدرسة

مساعدات الإمارات لاستئناف العملية التعليمية في اليمن

ماجد عبدالله (عدن)

لأن الإمارات تؤمن بأن التعليم هو قاطرة نهضة أي أمة وهو السبيل الوحيد لمقاومة كل الأفكار المتطرفة والطائفية، أبدت الإمارات استجابة فورية لإنشاء مشاريع عاجلة لترميم وإعادة تشغيل المنشآت التعليمية التي استهدفتها ميليشيات الحوثي خلال الحرب التي شنتها على الشعب اليمني، وحرصت الإمارات على عودة المنشآت التعليمية في المدن المحررة في أسرع وقت لأداء دورها التنويري، وبناء أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة، وبلغ نصيب قطاع التعليم اليمني من إجمالي المساعدات الإماراتية 161.82 مليون درهم (44.06 مليون دولار) تم تخصيصها لإعادة بناء وصيانة أكثر من 270 مدرسة في المحافظات المحررة.

وكانت تقارير إخبارية قد ذكرت أن الحرب التي شنتها الميليشيات المتمردة أدت إلى أضرار كبيرة بالقطاع التعليمي، حيث تم تدمير أكثر من 1300 مدرسة ومنشأة تعليمية في أنحاء اليمن، وتحولت أكثر من 400 مدرسة إلى مراكز إيوائية لاستقبال النازحين الفارين من المواجهات الدامية، في حين تسرب من التعليم 6 ملايين طالب بسبب الحرب التي شهدتها المحافظات اليمنية.

وأكد وزير التربية والتعليم اليمني، الدكتور عبدالله لملس أن العملية التعليمية تسير بصورة طبيعية في ظل جهود دول التحالف العربي على رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أسهمت بشكل كبير في دعم العملية التربوية في المحافظات المحررة.
وأضاف أن المشاريع التنموية التي أطلقتها الإمارات دعماً لقطاع التعليم ساندت جهود الوزارة في عملية إعادة الأمل لهذا القطاع المتضرر وفق خطط إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن الإمارات وضعت بصمة واضحة في دعم العملية التعليمية خاصة في مدينة عدن.

وأشار إلى أن مدينة عدن حصلت على النصيب الأكبر من حيث عدد المشاريع المخصصة لقطاع التعليم، حيث ساندت الإمارات جهود إعادة ترتيب أوضاع المدارس عقب تحرير المدينة من سيطرة الميليشيات، وأسهمت في تأهيل وصيانة 270 مدرسة منها 144 مدرسة في محافظة عدن و18 مدرسة في لحج و18 مدرسة أخرى في الضالع، أما في جزيرة سقطرى فقد تمت صيانة 32 مدرسة بمختلف أنحاء الجزيرة.

وأكد مدير مديرية التربية في عدن محمد عبدالرقيب أن الهلال الأحمر الإماراتي نجح في تحقيق معجزة في قطاع التعليم، واستطاعت الهيئة في وقت قياسي ترميم وصيانة المدارس بمختلف مديريات عدن، ولم يقتصر الدعم على المدارس التي كانت تعمل قبل الحرب، بل سعت الإمارات إلى إحياء مدارس كانت مغلقة ومتهالكة منذ سنوات طويلة، عادت لتفتح أبوابها من جديد أمام الطلاب الذين كانوا يتكبدون عناء التنقل لمسافات بعيدة، وتعد مدرسة صافر في مديرية البريقة من المدارس التي أعيد ترميمها وصيانتها بعد توقف 10 سنوات بسبب تهالك المبنى وعدم صلاحيته للعملية التعليمية، وتبنت الإمارات مشروعاً متكاملاً لإعادة تأهيل المدرسة ورفدها بالأثاث والإمكانيات اللازمة لاستئناف نشاطها والتخفيف من الضغط على المدارس التي تشهد كثافة طلابية عالية.

وأضاف أن مساهمات الإمارات لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدت إلى استكمال مشاريع تعليمية ظلت متعثرة لسنوات، من بينها مدرسة الفجر في مديرية الشيخ عثمان في عدن التي تم تأهيلها وإمدادها بكل متطلبات العملية التعليمية لتستقبل المدرسة الطلاب.

وأوضح المهندس مشرف مشاريع الهلال الإماراتي في وادي حضرموت المهندس حسن حيمد باقيمش أن الإمارات حرصت على الارتقاء بمستوى التعليم، حيث تم افتتاح أقسام الحاسوب في مدارس عدة، وردفها بحوالي 1600 جهاز كمبيوتر، وتوزيع 240 براد مياه على 120 مدرسة في مديريات عدن، لحل مشكلة المياه غير الصالحة للشرب التي تعاني منها المدارس خاصة خلال فصل الصيف، كما تم تركيب عدد من المظلات الشمسية في ساحات عدد من المدارس ضمن خطة دعم البنية التحتية لقطاع التعليم، بالإضافة إلى تشغيل 14 حافلة لخدمة إدارات التعليم في مختلف مديريات عدن.
وأضاف أن من أهم مشاريع الإمارات في مجال التعليم مشروع «الحقيبة المدرسية» الذي يستهدف دعم الأسر الفقيرة ومساندتها لاستكمال أبنائها تعليمهم عبر توفير المستلزمات والقرطاسية والأدوات التعليمية، وتم توزيع آلاف الحقائب المدرسية على الأسر المحتاجة والمتعففة.

يوضح مدير إدارة التربية في التواهي أنيس الحجر أن مبنى المديرية يعد من المعالم التاريخية التي أقيمت عام 1888، وعملت الإمارات على إنجاز عملية ترميم وصيانة للمبنى مع المحافظة على الطابع التاريخي للمعلم الأثري والتربوي، مشيراً إلى أن المرفق استأنف نشاطه بعد إمداده بالأجهزة والمعدات اللازمة لمراقبة 16 مدرسة وروضة، وتزويده بحافلة لنقل الموظفين لتحفيز الأداء والانضباط الوظيفي.