استهدافها يثير القلق..
مساجد أوروبا بين جنون الإسلاموفوبيا وعنف اليمين المتطرف

أحداث 11 سبتمبر 2001
منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 زادت هوة الأزمة بين المسلمين والغرب، وانتشر ما يسمي بـ«الإسلاموفوبيا»، وصوبت الأنظار تجاه المسلمين حاملة اتهامات بالإرهاب والتطرف، وأدرجت تلك الجريمة تحت مسمى أعمال الإرهاب والتطرف الديني، إلا أن الغرب خلطوا بين المتطرفين والمسلمين فعمموا القاعدة، ومارسوا الاضطهاد تجاه المسلمين، وزادت وتيرة الهجمات على المساجد والمراكز الإسلامية في دول أوروبا.
مساجد مستهدفة
تتعرض عشرات المساجد للاعتداءات والهجمات الإرهابية في دول أوروبا؛ بسب إهمال الرقابة، وتجمع أعداد كبيرة من المسلمين، وقالت منظمة «فيث ماترز»، التي تراقب الكراهية ضد الإسلام، في تقرير لها: إن هناك تزايدًا ملحوظًا في استهداف المساجد والاعتداء المتكرر من قبل متطرفين، ووصل عدد الحوادث التي تعرضت لها المساجد في دول أوروبية إلى 642 حادثة.
ومن آخر تلك الاعتداءات قيام مجموعة من المتطرفين في ساعات متأخرة من ليل الأربعاء 20 مارس 2019، بسلسلة هجمات ضد 5 مساجد في مدينة برمنجهام بويست مدلاندز، ولم يمر أسبوع على حادث نيوزيلندا الإرهابي، الذي استهدف مسجدين في كريست تشيرش النيوزيلندية، الذي وقع الجمعة 15 مارس 2019، وأسفر عن مصرع ما لا يقل عن 49 قتيلًا، فيما أُصيب أكثر من 50 آخرين بينهم نساء وأطفال.
إجراءات حماية
وعلى خلفية تلك الحوادث والاضطهاد ضد المسلمين، عززت مجموعة من الدول الأوروبية بعض الإجراءات فيما يتعلق بحماية المساجد والمراكز الإسلامية.
ففي كندا عززت الشرطة الكندية إجراءات التأمين بالقرب من المساجد؛ إذ تحاول أجهزة الأمن طمأنة الكنديين المسلمين.
وأعلنت الشرطة في كل من كيبيك ومونتريال وجاتينو وكويوا وأوتاوا تشديد الإجراءات الأمنية حول تلك المواقع.
كما شدد مجلس الأمن الأمريكي الإجراءات الأمنية حول مساجد ومراكز إسلامية في ولايات عدة، بينها المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك ومركز دار الهجرة الإسلامي في فرجينيا.
وعززت الشرطة في أنحاء الولايات المتحدة إجراءات الأمن حول المساجد، وقالت الشرطة في نيويورك ومدن أخرى: إنها تكثف دورياتها حول المساجد ودور العبادة كإجراء احترازي على الرغم من عدم وجود مؤشرات على تهديد محدد.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، أن سلطات بلاده شرعت في تشديد إجراءات الأمن قرب دور العبادة بعد الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا.
وطالب كاستانير السلطات المعنية باتخاذ إجراءات احترازية على الفور، وتوخي أقصى درجات اليقظة، وتسيير دوريات أمنية منتظمة قرب دور العبادة.
وفي بريطانيا، أعلنت الشرطة أنها كثفت إجراءاتها الأمنية وعززت دورياتها حول المساجد في البلاد.
وأضافت الشرطة في بيان أنها تتواصل مع أبناء الجاليات من جميع الأديان بشأن كيفية حماية أنفسهم وأماكن العبادة.