استخدم الأطفال دروعًا بشرية..
تقرير: كيف حوَّل الحوثيون المستشفيات إلى مراكز عسكرية؟

ما فعله الحوثيون بصحة الشعب اليمني
الحالة الصحية للشعب اليمني صعبة للغاية؛ حيث سنوات من الحرب في ظل حكومة رسمية تحاول فعل أي شيء للقيام بدورها أمام ملايين البشر، وفي وقت تتعمَّد فيه جماعة تدَّعي أنها تدافع عن الأرض اليمنية بينما هي المانع الأول أمام إنقاذ الشعب اليمني من الوضع الصحي المزري الذي وصل إليه؛ خصوصًا كبار السن والأطفال منه.
وحسب وكالة “رويترز”، فاليمن يعاني ثالث أكبر انتشار لمرض الكوليرا في العالم؛ وهو المرض الذي ينتقل عبر عدوى بكتيرية عن طريق الماء.
وتؤكد الأمم المتحدة أن المرض ينتشر كالنار في الهشيم، مسجلًا 110 آلاف حالة اشتباه بالإصابة، و200 حالة وفاة خلال 3 أشهر.
الحرب في اليمن نتجت عنها حاجة كبيرة إلى مضخات المياه؛ للرفع من تحت الأرض، وهو ما لا يتوافر في معظم أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 مليون نسمة.
ومنذ مطلع 2019، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالكوليرا إلى 227، وسجلت أكثر من 125 ألف حالة اشتباه بالوباء، وأغلب الوفيات لمَن هم أكبر من 60 عامًا، ومعظم الحالات المشتبه في إصابتها دون 15 عامًا. وتنقل وكالة الأنباء الروسية عن الأمم المتحدة رصد وفاة 400 حالة بالكوليرا، والاشتباه في إصابة 295 ألف حالة بالوباء خلال 2018، بينما وصلت هذه الأرقام إلى 2300 وفاة، ونحو مليون حالة اشتباه في 2017.
حجم انتشار الوباء دفع، نهاية شهر مارس الماضي، محافظة ريمة غرب اليمن، إلى إطلاق نداء عاجلإلى الأمم المتحدة؛ لسرعة دعمها في مواجهة وباء الكوليرا. وقال مكتب الصحة في المحافظة إنه تم تسجيل 1589 حالة اشتباه إصابة بالكوليرا في مختلف مديريات المحافظة، ووفاة 26 حالة جراء الوباء، منذ يناير الماضي وحتى منتصف مارس.
الحكومة المزعومة لجماعة الحوثي أعلنت أرقامًا حول الشعب اليمني، تدينها كثيرًا؛ إذ قالت إنه توفى 100 ألف طفل يمني خلال العام الواحد، وإن 50% من القطاع الصحي اليمني تعرض إلى التدمير.
ويؤكد الحوثيون أن 40 ألف مريض بالسرطان يفتقدون جهازًا إشعاعيًّا واحدًا، كما أن 97% من أجهزة المستشفيات اليمنية تجاوزت عمرها الافتراضي.
بالطبع لم تتحدث الحكومة المزعومة عن كون جماعة الحوثي هي السبب الرئيسي في عدم تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي كان تنفيذه سيؤدي بالتأكيد إلى حرية في إدخال المواد الطبية العاجلة والأجهزة إلى المستشفيات، ووجه الحوثيون اللوم إلى الأمم المتحدة على ما آلت إليه الأوضاع الصحية.
وإذا كانت منظمة الصحة العالمية حذَّرت على لسان ممثلها في اليمن، أحمد شادول، من أن المؤسسات الصحية على وشك الانهيار، عام 2015، فماذا عنها الآن؟!
كما أن تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أشار إلى أن 23% من المرافق الصحية اليمنية لم تعد تعمل، وذلك بداية الحرب أيضًا.
وفي تصريح للمنظمة يوضح حجم المأساة المتعلقة بعدم القدرة على استيراد أو دخول أي مساعدات للمدنيين، تساءلت “الصحة العالمية”: كيف يمكن لدولة تستورد 90% من طعامها و100% من عقاقيرها ولا تصل سوى إلى جزء صغير من الأغذية، أن تقع في مأزق جديد؟!
تزداد مأساة الشعب اليمني في مناطق يسيطر عليها الحوثيون؛ حيث تقول منظمة العفو الدولية، حسب تقرير نشرته “إندبندنت“: “إن المتمردين الحوثيين حوَّلوا مراكز طبية في مدينة الحديدة إلى مواقع للقنص”، مضيفةً أن الجماعة المدعومة من إيران تعمل على “عسكرة المستشفيات” وتستخدم المدنيين دروعًا بشرية.
وقبل أيام حذَّرت “الأمم المتحدة” من خطر الموت الذي يهدد دستة من الأطفال في أحد مستشفيات الحديدة؛ لأنهم على خط الدفاع الأمامي، في وقت تم فيه تدمير مستشفى آخر بالقرب من الأول وكان يحتوي على صيديلة.
وأكدت “الأمم المتحدة” أن 13 مليون شخص قد يموتون من الجوع، في اليمن؛ بينما يعتمد 23 مليونًا من الشعب في القوت نفسه على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.
وتضيف “إندبندنت“، في تقرير آخر، أن هناك وفيات تحدث بين اليمنيين في المنازل؛ ما يؤدي إلى صعوبة التعرف عليها؛ بسبب تدمير معظم البنية التحتية الصحية للبلاد، في حين يسهل التعرف على عدد القتلى جراء المعارك!
يبقى الأمل في تغيير الأوضاع الصحية للشعب اليمني مرهونًا بتنفيذ اتفاق مثل ستوكهولم؛ ما يؤدي إلى سهولة إدخال المساعدات الإنسانية والأجهزة الطبية إلى الشعب اليمني الذي يواجه مأساة إنسانية بكل المقاييس.
Qposts