مخطط الشر في ليبيا..

تقرير: أذرع قطر وتركيا تعبث بأمن طرابلس

قطر وتركيا والإخوان

وكالات

يتجه الحلف القطري التركي إلى نكسة جديدة بالشمال الأفريقي، بعد إعلان الجيش الليبي سيطرته على مطار طرابلس، واستكمال تطهير المناطق الغربية لطرد الإرهابيين، لتسقط بذلك أوراق أنقرة والدوحة اللتين أغرقتا ليبيا بالسلاح والفوضى منذ عام 2011.

ويسعى الجيش الوطني الليبي من خلال عملية "طوفان الكرامة" بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى فرض سيطرة الشرعية على العاصمة طرابلس وطرد الميليشيات المسلحة منها.

قطر وتركيا والإخوان

خلال السنوات الماضية، عملت الدوحة وأنقرة على توفير الدعم المالي واللوجيستي للجماعات الإرهابية المتطرفة داخل ليبيا، من خلال تزويدها بالسلاح للسيطرة على مقدرات الشعب الليبي وثرواته.

وبعلاقات مشبوهة وصفقات فاسدة نشرت الدوحة وأنقرة بالتعاون مع جماعة الإخوان، الإرهاب في طول ليبيا وعرضها، حتى سيطرت جماعات الإرهاب على البلاد وظنت أنها انتهت من ليبيا، ولكن الشعب الليبي وجيشه الوطني ونخبه الحرة أبت ذلك وها هي تنتفض لنفسها اليوم.

الألم القطري في ليبيـا

وبحسب الكاتب السعودي عبدالله العتيبي، فإن الألم القطري في ليبيا سيكون كبيرا عند استكمال نجاح عمليات الجيش الوطني الليبي في استعادة الدولة، وستكون واحدة من أقوى الهزائم لقطر ولن يجديها شيئاً تحالفها مع إيران وتركيا، فالدولتان تشهدان أوضاعا تزيد من الآلام القطرية وتعمقها. 

من الآلام القطرية الكبرى حجم الرشى والأموال التي تدفعها لجمعيات حقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية ورجال البرلمانات في الدول الغربية، فقد باتت الفضائح تفوح بشكل مستمرٍ وتخرج تباعا قوائم بالأسماء والمناصب والمهام وتحويل الأموال للشبكة التي تديرها قطر، وأحداث ليبيا اليوم فرصةٌ مهمةٌ لرصد المرتشين والمؤدلجين والفاسدين المتعاونين مع قطر.

الجيش الوطني الليبي أوضح بما لا يدع مجالاً للشك حرصه الشديد على المواطنين الليبيين ومصالح الدولة الليبية، وأنه لن ينجر لأي استفزازات تحول دون تحقيق هدفه، ولكن عملاء قطر في ليبيا لن يألوا جهداً في تدمير الشعب الليبي ولن يراعوا فيه إلا ولا ذمةً، لأن تعليماتهم تأتي من الخارج.

أذرع الدوحة الإرهابية

المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، قال إن قطر وتركيا تحتضنان اجتماعات لممثلين لتنظيمي القاعدة والإخوان، لضرب الاستقرار في ليبيا ومواجهة الجيش الليبي، بعد إطلاقه معركة طرابلس، مؤكدا أن قطر حركت أذرعها الإعلامية وميليشياتها لمواجهة عملية الجيش الليبي في طرابلس.

النائب المستقيل من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج علي القطراني، قال إن المليشيات المؤدلجة والجماعات الإرهابية التابعة للإخوان، هي التي تقود المعركة ضد قوات الجيش الوطني الليبي داخل العاصمة طرابلس، بتمويل من المجلس الرئاسي.

وأوضح أن "المجلس الرئاسي أصبح رهينة في أيدي الجماعات الإرهابية، خاصة الجماعة الليبية المقاتلة الذراع المسلح لجماعة الإخوان المسلمين، التي استغلت ضعفه للسيطرة على موارد الدولة، وتمويل عملياتها العسكرية ضد قوات الجيش الوطني الليبي، والتغرير بشباب العاصمة للقتال في صفوفها".

خطة تكتيكية مدروسة

المسماري أوضح أن هناك عمليات تنفذ الآن للخداع التكتيكي، كما حدث في معركة بنينة التي سحبت الإرهابيين من بنغازي إلى بنينة، وهذا ما يجري الآن في مطار طرابلس الدولي، وهو ما سيدفع الميليشيات للعودة والانكماش داخل طرابلس.

وأضاف: "تكتيكيا، تسير الأمور وفق الخطة الموضوعة، وبأريحية قتالية ودون لغط، فنحن مهاجمين ولسنا مدافعين، والمهاجم يحتاج إلى مجهود إضافي، نسير وفق الخطة إذ نحاول تقليل قوات العدو داخل طرابلس وتدمير أجزاء كبيرة من قوتهم خارج المدينة، لتكون قوتهم أكثر ضعفا داخلها".

ولفت المسماري إلى أنه تم وضع "مظلة جوية" فوق قوات الجيش في طرابلس مهمتها رصد أي طائرة معادية في الأجواء، ومراقبة العصابات المعادية على الأرض، وتبليغ غرفة العمليات، بالإضافة إلى التعامل مع أي هدف أرضي.

وأعلن الجيش الوطني الليبي، الإثنين، بسط سيطرته الكاملة على معسكر اليرموك، الذي يعد من أكبر المعسكرات في العاصمة، واستحوذ على كميات كبيرة من الذخائر والآليات التي كانت تخزنها المليشيات الإرهابية بداخله.

كما سيطرت على منطقة وادي الربيع جنوب شرقي طرابلس، وتقدمت إلى منطقة عين زارة لتخوض حرب شوارع ومواجهات عنيفة مع الجماعات المسلحة.

وعلى مدار الأيام الماضية، واصلت قوات الجيش الليبي تقدمها في أطراف المدينة، وسيطرت على مناطق استراتيجية هامة، منها منطقة العزيزية، ومقر اللواء الرابع في العاصمة طرابلس، ومطار طرابلس الدولي والمناطق الواقعة أمامه.

كما نجحت في السيطرة على مناطق الأصابعة وغريان والعزيزية وترهونة وسوق الخميس ومطار طرابلس الدولي، خلال زحفه باتجاه العاصمة لدحر الجماعات المسلحة.

حقائب ملغومة إلى ليبيا

الكاتب الصحفي عبد الستار حتيتة، المتخصص في الشؤون الليبية، أوضح أنه بعد مقتل القذافي بدأت الجماعات المتطرفة برعاية جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات التابعة لتنظيم القاعدة ملاحقة الضباط والجنود وكل من كان في الجيش الليبي.

وأشار إلى أنه في عام 2014 قتل أكثر من 500 ضابط وجندي في مدينة بنغازي فقط من قبل المليشيات المسلحة الممولة من قطر وتركيا، مضيفا "الدوحة وأنقرة مولوا الإرهاب والمليشيات المسلحة في ليبيا وكانوا يقومون بتوريد حقائب ملغومة إلى هناك لاغتيال قيادات في الجيش الليبي".