تبادل الخبرات..
تقرير: سجل حافل بالمناورات المصرية والفرنسية

إجراء التدريبات الثنائية العسكرية كل عامين على الأراضي المصرية
في ضوء خطة القوات المسلحة المصرية لمجابهة التهديدات التي تواجه الأمن البحري، وبالتزامن مع العملية العسكرية الشاملة التي أطلقتها قبل أكثر من عام "سيناء 2018"، ورفع الكفاءة القتالية وتعزيز التعاون، تنفذ القوات البحرية المصرية والفرنسية، تدريبًا في نطاق البحر المتوسط، بهدف توحيد المفاهيم ونقل وتبادل الخبرات بما يدعم جهود تحقيق الاستقرار والأمن البحري بالمنطقة.
واشتمل التدريب على تنفيذ سيناريوهات واقعية لمجابهة التهديدات التي تواجه الأمن البحري ومكافحة الإرهاب والقرصنة، والتدريب على حماية هدف حيوي يتمثل في منصات البترول والغاز ضد التهديدات غير النمطية، ومناورات نوعية للطائرات العمودية الفرنسية مع الوحدات البحرية المصرية والفرنسية نهارًا وليلًا.
ويهدف التدريب لتوحيد المفاهيم ونقل وتبادل الخبرات بما يدعم جهود تحقيق الاستقرار والأمن البحري بالمنطقة.
"كليوباترا - جابيان 2019"
لم يكن ذلك أول تدريب بحري يجمع البلدين مصر وفرنسا، فقد سبقه قبل أيام التدريب المشترك "كليوباترا – جابيان 2019" الذي استمر 6 أيام بالمياة الإقليمية الفرنسية.
وصلت إلى ميناء طولون بفرنسا وحدات من القوات البحرية المصرية تضم حاملة المروحيات "جمال عبدالناصر" طراز ميسترال والفرقاطة "تحيا مصر" طراز فريم للمشاركة في فاعليات التدريب الذي يعد من أقوى وأكبر التدريبات البحرية المشتركة التي تنفذها مصر وفرنسا.
وبدأت الأنشطة التدريبية بعقد مؤتمرات التنسيق لتوحيد المفاهيم القتالية وتنفيذ اجراءات اختبار المعدات استعدادا لتنفيذ تدريبات ما قبل الإبحار، ويشمل التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات منها القيام بتخطيط وإدارة أعمال قتال بحرية مشتركة والتدريب على مكافحة التهديدات غير النمطية، كما تنفذ عناصر القوات الخاصة البحرية التدريب على أعمال الإبرار البحري المشترك على الساحل وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش وإقتحام السفن المشتبه بها.
يأتي التدريب المشترك "كليوباترا - جابيان 2019" في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة لدعم آفاق التعاون العسكري وتعزيز الكفاءة القتالية للقوات البحرية المصرية والفرنسية.
200 عام من التعاون العسكري بين مصر وفرنسا
تشهد العلاقات الفرنسية المصرية تقاربًا ملحوظًا، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة، على الجانب العسكري، حيث أمدت فرنسا مصر بالعديد من الأسلحة المتطورة مثل طائرات الرافال وحاملات الطائرات من طراز ميسترال والفرقاطة فريم و4 فرقاطات من طراز جو ويند، بجانب نقل التكنولوجيا العسكرية إلى مصر، فضلا عن التعاون المصري الفرنسي في مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية والتنسيق الدائم في الملفات الإقليمية والدولية في مختلف المحافل الدولية.
وعقد عدد من الاتفاقيات العسكرية، وكذلك إجراء التدريبات الثنائية العسكرية كل عامين على الأراضي المصرية، وتشارك الدولتان في تدريبات بحرية تعرف بـ"كليوباترا"، وتجري أيضا تدريبات جوية ثنائية بين البلدين تحمل اسم "نفرتاري، كما تشارك فرنسا في جميع تدريبات "النجم الساطع" متعددة الجنسيات التي تجري على الأراضي المصرية.
وفي مارس 2016، انطلقت فعاليات التدريب المشترك "رمسيس-2016"، والذي شاركت فيه عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية والفرنسية أمام سواحل الإسكندرية.
وشاركت في هذه التدريبات للمرة الأولي الفرقاطة المصرية من طراز فريم "تحيا مصر" بعد شرائها من فرنسا.
ويرجع بدء التعاون العسكري الفرنسي المصري منذ عهد أسرة محمد علي، حيث استعان الوالي محمد علي بسليمان باشا الفرنساوي لتدعيم وبناء جيشه الذي كان يبنيه لفرض سيطرته على حدوده وتوسيع مجالات سيطرته، كما ساهمت فرنسا في بناء السفن المصرية في هذا العهد.
وفي 1971، تم فتح بعثة عسكرية بسفارة فرنسا بالقاهرة، مع تعيين مقدم من القوات الجوية لملحق للقوات المسلحة الفرنسية في مصر.
ومنذ السبعينيات، يوجد جزء كبير من المعدات العسكرية المصرية فرنسية الصنع، كما يتم تبادل الخبرات العسكرية بين البلدين في مجالات التكنولوجيا، وصيانة المعدات.
وحافظت الدولتان دائما علي علاقات عسكرية قوية ترتكز على عدة اتفاقات ثنائية، خاصة اتفاق التعاون العسكري والفني الذي تم التوقيع عليه معاً بالأحرف الأولى كل من المشير حسين طنطاوي والسيدة اليو-ماري، وزيرة الدفاع الفرنسية أثناء زيارتها للقاهرة في يونيو 2005 مما أعطى دفعة مميزة في العلاقات العسكرية بين البلدين.
كما أن هناك حوارا دائما بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات، وفي اكتوبر 2015 شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي مراسم التوقيع علي خطاب للنوايا حول الأمن والدفاع بين وزارتي الدفاع المصرية والفرنسية، بالإضافة إلى عقد شراء حاملتي المروحيات من طراز "ميسترال" واللتين تعرفان أيضا باسم "أنور السادات" و"جمال عبدالناصر" والتي ساهمت أيضا في رفع تصنيف الجيش المصري عالميا، خاصة أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك هذا النوع من الحاملات المتطورة، وتسلمت مصر أول دفعة من طائرات "رافال" في يوليو 2015