على أمل استعادة إسطنبول..
تقرير: أردوغان الغارق في وهم إعادة الانتخابات التركية

أردوغان

رغم مرور أكثر من شهر على الانتخابات البلدية في تركيا، التي أجريت في 31 مارس 2019، وأسفرت عن خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم أمام حزب الشعب الجمهوري المعارض في أهم المدن خصوصًا إسطنبول وأنقرة، ما زال أردوغان يعيش في أوهام إعادة السيطرة على «عشقه الكبير».
وأعرب رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، في افتتاح المقر العام الجديد لجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين بمدينة إسطنبول، السبت 4 مايو 2019، عن ما وصفه، برغبة المواطنين في إعادة الانتخابات المحلية بالمدينة، في تلاعب جديد بالإرادة الشعبية التي عبر عنها في الانتخابات الماضية، وأسفرت عن سقوط مدوي لحزبه.
وصرح أردوغان خلال عملية الافتتاح: «لا نريد أن نجعل انتخابات 31 مارس، ضحية للتلاعب والإجراءات غير القانونية»، وأضاف الرئيس التركي «من الواضح أن هناك تناقضات ومخالفات، لنذهب إلى الناس مرة أخرى، ونرى ماذا سوف يقولون، ومهما كانت النتيجة، سوف نقبلها».
ولم يعترف حزب رجب أردوغان، حتى اليوم، بهزيمة مرشحه علي يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية، ورئيس الوزراء التركي السابق، أمام إكرام إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري.
وقدم حزب أردوغان طلبًا رسميًّا إلى الهيئة العليا للانتخابات بهدف إلغاء هذه النتائج، في 16 أبريل 2019، وطالب بإجراء تصويت جديد مرة أخرى في إسطنبول أو إعادة فرز الأصوات، بسبب ما وصفه حزب العدالة والتنمية بـ«الانتهاكات الخطيرة»، التي صاحبت عملية التصويت، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قدم حزب الحركة القومية، الداعم لأردوغان، بطلب مماثل.
ورفضت الهيئة المشرفة على الانتخابات التركية، الأربعاء 17 أبريل 2019، الطعون المقدمة من حزب العدالة والتنمية، وأمرة بتسليم أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول، من خلال وثيقة الفوز في مراسم رسمية.
وقال أكرم أوغلو، خلال الاحتفالية بتسلمه رئاسة البلدية «تسلمت وثيقة رئاسة بلدية المدينة باسم 16 مليون شخص»، وأضاف أوغلو «اعتبارًا من اليوم سيبدأ جميع العاملين في بلدية هذه المدينة الجميلة بخدمة 16 مليون إنسان، لا شخص أو مجموعة أو حزب، كما نعرف احتياجات المدينة وطلبات سكانها وسنبدأ بتقديم الخدمات بشكل سريع».
وعلى الرغم من كل تلك الحقائق، مازال أردوغان يسعى إلى إعادة السيطرة على المدينة، التي سيطر عليها حزبه لفترة طويلة، التي تشهد على كافة أعمال الفساد التي قام بها أعضاء حزبه، وأبنائه، مما يفسر رغبته القوية في إعادة مقاليد الحكم بها إلى شخص موال إليه.